اكتشف علماء الفضاء أول كوكب خارج المجموعة الشمسية معتدل الحرارة، يقترب في حجمه من كوكب المشترى. ووفقاً لما ذكره موقع "ScienceDaily.com"، حدث هذا الاكتشاف على يد مجموعة دولية من العلماء، من بينهم، عدد من العلماء التابعين لجامعة كاليفورنيا سانتا باربرا.
واستطاع هؤلاء العلماء التوصل إلى اكتشافهم هذا بفضل التليسكوب "كوروت CoRot"، الذي تستضيفه وكالة الفضاء الفرنسية (والمعروفة أيضاً باسم المركز القومي لبحوث الفضاء CNES)، ومن هنا، جاءت تسمية الكوكب المكتشف باسم "كوروت-9بي CoRot-9b". ويدور الكوكب الجديد في مدار حول نجم شبيه بالشمس. وصرح "آفي شبورر"، الباحث بجامعة كاليفورنيا سانت باربرا، والعضو بهذا الفريق من العلماء، قائلاً:"إن "كوروت-9بي" هو بالتأكيد أول كوكب خارج نطاق المجموعة الشمسية عابر، تمكن مقارنته بأحد كواكب مجموعتنا الشمسية، وهو كوكب المشترى."
اكتشاف من ذهب
يقال أن هذا الاكتشاف الجديد يحتوي على صفات شبيهة بتلك الخاصة بكوكبيّ المشترى وزحل. وتتراوح درجة حرارة سطح هذا الكوكب ما بين 20 و120 درجة مئوية، وهي أقل بكثير من حرارة الكواكب المكتشفة في السابق. ويرى "شبورر" أن هذا كوكباً معتدل الحرارة وبأن الدراسات القادمة حول صفاته المادية ومناخه ستحمل المزيد من المعلومات. والكوكب مكون بالأساس من عنصريّ الهيدروجين والهيليام، وربما يكون محتوياً على عناصر يصل وزنها إلى 20 كتلة أرضية، لا سيما أن الصخور والمياه تتواجد تحت ضغط عالٍ. ويتخذ "كوروت-9بي" 95 يوماً أرضياً ليُكمل مداره حول نجمه، وهو ما يعادل وقتاً أطول بعشرة مرات من أي كوكب آخر، تم اكتشافه عن طريق ظاهرة العبور الفضائي.
وتحدث هذه الظاهرة عندما يمر جسم فضائي أمام النجم الذي يدور حوله ويحجب جزءاً من ضوءه. ويمكن، من خلال هذا الكسوف، قياس وزن الكوكب وقطره وحرارته. وقاد الرصد، الذي دام 150 يوماً في صيف عام 2008، إلى اكتشاف هذا الكوكب، وتم التأكد منه بواسطة تليسكوبات موجودة على الأرض. وقد تطلب هذا الكوكب ثمان ساعات للمرور أمام نجمه. وهكذا، تم التأكد من اكتشاف "كوروت-9بي".
وساعدت ظاهرة العبورفي اكتشاف ما يقرب من 70 كوكباً خارج نطاق المجموعة الشمسية. وهناك طريقة أخرى متبعة حالياً، تقوم على قياس "التذبذب"، وهو قوة الجاذبية التي يمنحها النجم للجسم الدائر حوله.
خطوة عملاقة في تاريخ علم الفضاء
ويؤكد "شبرورر"، في شرحه لهذا النوع من الظواهر الكونية، بأن هذه الكواكب الغازية العملاقة هي أكثر الكواكب المعروفة لنا. وهو أمر شديد الأهمية للمراحل القادمة من البحث في الأجواء المناخية لهذه الكواكب ذات الحرارة المعتدلة أو الضعيفة. وأشار إلى أنه تم إحراز تقدم كبير في دارسة الكواكب التي تتواجد خارج نطاق مجموعتنا الشمسية. فمنذ 25 عاماً، لم يحدث أي اكتشاف من هذا النوع، بينما، هناك اليوم أكثر من 400 كوكباًً مكتشفاً خارج نطاق المجموعة الشمسية.
وصرح الدكتور "هانز ديج"، الباحث بمعهد جزر الكناري للفيزياء الفضائية، الواقع على جزيرة "تينيريف"، صرح قائلاً:"إن "كوروت-9بي" هو أول كوكب خارج نطاق المجموعة الشمسية، كثير الشبه بكواكب مجموعتنا الشمسية." وأكد الدكتور "ديدييه كيلوز"، الأستاذ بجامعة جنيف السويسرية، والمشارك في الدراسة المنشورة بالمجلة العلمية "الطبيعة Nature"، أكد قائلاً:"زودتنا الدراسة التي قمنا بها، بمعلومات عن "كوروت-9بي" أكثر من تلك التي تحصلنا عليها عن الكواكب الأخرى الخارجة عن نطاق المجموعة الشمسية." وأوضحت الدكتورة "كلير موتو"، الباحثة بمعمل الفيزياء الفضائية في مدينة مارسيليا الفرنسية، أوضحت قائلة:"يعد هذا الاكتشاف بمثابة حجر رشيد في مجال أبحاث الكواكب الخارجة عن نطاق المجموعة الشمسية."