هل سألت يوما البحر ؟ و ماذا أجابك ؟
(إن في خلق السموات و الأرض
واختلاف الليل و النهار لآيات لأولي
الألباب الذين يذكرون الله قياما
و قعودا وعلى جنوبهم و يتفكرون
في خلق السموات و الأرض
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك
فقنا عذاب النار ) .
العمل و أمور كثيرة في حياتك تثقل كاهلك :
كثرة الكذب و الخداع من حولك ,قلة الوفاء و
الإخلاص .
هل من مهرب ؟ نعم يوجد و هو بسيط .
كفاك تعبا و إرهاقا أيها الجسد :أرح نفسك قليلا
من وطأة العمل لن ينتهي العمل و لن يهرب منك .
كفاك حزنا و هما أيها القلب :هل فقدت الأمل
بوجود الحب و الصدق و الوفاء ؟
اخرج للطبيعة تأمل في عظمة الخالق وآياته هذا
ما يمنحك الراحة ,قربك من الله .
لوحة جميلة من حولي :سماء و جبل و بحر :
أنظر إلى السماء ما أعظمك ياإلهي تسمو
روحي للأعلى فلن ترضى بأشياء دنيوية
تذلها و تهين كرامتها ,علمتني السماء أن
أطلب الرفعة و السمو بروحي في ما يرضي
خالقي .
(الذي جعل لكم الأرض فراشا و السماء بناء).
وعندما أتجه ببصري نحو الجبل أرى الشموخ
و الثبات في وجه الرياح العاتية .قد تسقط
بعضا من حجارته و لكنه يبقى ثابت لا يهتز
إلا خشية من الله :
( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا
و خر موسى صعقا فلما أفاق قال
سبحانك تبت إليك و أنا أول
المؤمنين ).
والآن دورك يا بحر ماذا نرى فيك ؟
قلب مؤمن محب صادق واسع كالبحر يمنح
الحب والعطاء بصدق و في كل وقت .
ولكنك يا بحر قد تغدر ؟ !
أجاب :لا أغدر بمن يجيد الغوص في أعماقي ,
لا أغدر بمن صدق مع الله . أغدر بمن يغدر ,
أغدر بمن يتجرأ على تحدي قدرة الله فيني .
هل تأملت جمال شروق الشمس على سطح مياهي ؟
شمس حياة جديدة ينعكس جمالها على صفحة
قلب المؤمن الصافي و يمر الوقت و تزداد
حرارة الحب وتعلو الأمواج و تنخفض و كأنها
نبضات قلب العاشق تقوى و تزيد بلقاء الحبيب .
هكذا قلب المؤمن الصافي عندما يضيء قلبه
بنور حب الله و يذوق حلاوة و لذة القرب منه .
و يمر الوقت و يزداد جمال اللوحة بروعة
الغروب .
هل أحسست بروعة الغروب وأنت جالس
أمام البحر ؟
سألت البحر :هل سيكون غروب حياتنا بمثل
هذا الجمال ؟ أجابني :
من عاش و قلبه مضاء بنور الإيمان و التقوى ,
من منح الحب و الصدق لغيره ,من حرم على
نفسه أذية غيره بالكلام أو الفعل .
(إلا من أتى الله بقلب سليم )
ستغرب روحه بضياء أشد بهاء و روعة من
ضياء الشمس و نور القمر .