ستادتى وانساتى السلام عليكم ورحمه الله وبركاته والله انا قرأت الموضوع وأعجبت به جدا وحبيت انى افيدكم به ......
الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ونوع لهم الأعمال الصالحة ليتخذوا منها إلى تلك الجنات سبلا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي شمر للحاق بالرفيق الأعلى والخلود في جنات المأوى ولم يتخذ سوى ذلك سبلا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تتابع القطر والندى وسلم تسليما …
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون سارعوا إلى دار أعدها الله لعباده الصالحين لهم فيها ما تشتهي أنفسهم ولهم فيها ما يدعون فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون أبوابها ثمانية فمن أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير ومن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من أبواب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ومن كان من أهل هذه الخصال كلها دعي من أبوابها كلها بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضلة بلاطها المسك وحصباها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران فيها غرف من حسنها يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها للمؤمن فيه خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا فيها أنهار من ماء غير آس وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم فيها من كل فاكهة زوجان فيها فاكهة ونخل ورمان ولا تظنوا أن هذه مثل ما في الدنيا فإنه لا يعلم حقيقتها وحسنها ولذتها إلا من أدركها الإسم هو الإسم ولكن المسمى هو المسمى قطوفها دانية أي ثمرتها دانية لمن أرادها يتناولها المؤمن بكل سهولة يتناولها قائماً وقاعدا كلما أخذ منها شيئاً خلفه آخر في الحال لا مقطوعة ولا ممنوعة يدعون فيها بكل فاكهة يدعون فيها بكل فاكهة فتحضر لهم يدعون فيها بكل فاكهة آمنين آمنين من الموت آمنين من الهرم آمنين من المرض آمنين من انقطاع تلك الفاكهة أو نقصها آمنين من كل خوف فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً في اللون والهيئة مختلفاً في الطعم والمذاق لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون قاصرات الطرف مفتورات في الخيام قاصرات الطرف فلا ينظرن إلى غير أزواجهن ولا يتطلع أزواجهن إلى غيرهن أنشأهن الله إنشاءً فجعلهن أبكارا كلما جامعها زوجها عادت بكراً في الحال عروباً والعروب جمع عروب والعروب هي المتوددة إلى زوجها أفراداً أي على سن واحدة ليست إحداهن بأكبر من الأخرى لم يطمسهن إنس قبلهن ولا جان هم وأزواجهم في ضلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولاً من رب رحيم يطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يقدمون عنها ولا ينزفون إنها دار مطهرة إنها دار مطهرة من كل خبث وقذر فلا غائط فيها ولا بول ولا مخاط ولا نتن وإنما يخرج الطعام والشراب غشاءً ورشحاً من جلودهم كريح المسك يجمع الله فيها الأولاد إلى آباءهم وإن كان الأولاد أقل منزلة في الجنة ليتم بذلك نعيمهم (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (الطور:21) قد يطعم كل واحد منهم واطمأن بما رزقه الله فلا يرى أحداً أكمل نعيماً منه ( خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ) قد لقاهم الله تعالى نظرة في وجوههم وأبدانهم وسروراً في قلوبهم فجمع الله لهم بين نعيم الظاهر والباطن نعيم البدن ونعيم القلب ينادي منادي إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا ابدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا سكانها الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاما سلاما يتحدثون بما أنعم الله عليهم من هذا النعيم وبما من الله به عليهم فوقاهم عذاب الجحيم تحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس فالتسبيح دأبهم دائماً كما أن النفس دأب الحي دائما قد أحل الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا وقد منحهم رؤية وجهه الكريم فهم يرونه عياناً بأظفارهم وينظرون إلى الله كما يشأ الله ولا يجدون نعيماً اكمل من النظر إلى وجه ربهم لأنهم ينظرون إلى وجه من هو أحب إليهم ينظرون إلى وجه من عليهم فأوصلهم إلى ما هم فيه من النعيم المقيم عباد الله والله إن هذا لعلم اليقين إنه لخبر اليقين إنه لوصف رب العالمين ووصف رسول رب العالمين إنه لحق أرجو الله لي ولكم أن نصل إليه بمنه وكرمه عباد الله إنما وصفنا من نعيم تلك الدار إنه لحق وإن الوصول إليه لسهل يسير على من يسره الله عليه من العالمين إن هذه الدار والله إنها والله لرخيصة بكل ثمن فهنيئاً للمشترين إنها والله لو وصف للواحد منا بستان من أكمل بساتين الدنيا لبذل الجهد وبذل النفيس وعان المشقة في الوصول إلى ذلك البستان مع أن نعيم الدنيا دائم ناقص منقص بكل قدر ولكن النفوس أسأل الله أن يعينني وإياكم على أنفسنا النفوس فتنت بالدنيا فأعرضت عن الآخرة وران على القلوب ما كسبت فأصبحت محسوبة قاسية أيها المسلمون إن هذه الدار التي سمعتم أوصافها مفتاحها لا إله إلا الله وأسنانه شرائع الإسلام وغراسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر من قال واحدة منها غرس له بها شجرة في الجنة أيها المسلمون فإن سألتم عن أهل هذه الجنات وعن ساكني تلك الغرفات فاستمعوا إلى وصفهم في محكم الآيات ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) اللهم إن نسألك في مقامنا هذا في انتظار فريضة من فرائضك في هذا الجمع الكثير نسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وفضلك وإحسانك ومنك وكرمك نسألك اللهم أن تجعلنا من أهل هذه الجنات اللهم اجعلنا من أهل هذه الجنات اللهم اجعلنا من أهل هذه الجنات وممن وقيتهم السيئات اللهم إنا نسألك أن لا تحول بيننا وبين الوصول إليها بذنوبنا اللهم اغفر ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار اللهم اجعلنا ممن ينعمون بالنظر إلى وجهك الكريم اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت التواب اللهم اغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم …
اللهم ارزقنا الفردوس الاعلى