تهديد عبد الحليم حافظ بالرشاش قصة واقعية
[heading]تهديد عبد الحليم حافظ بالرشاش قصة واقعية[/heading]
بينما كان الفنان عبد الحليم حافظ منهمكا في الغناء في أحد استديوهات الإذاعة المغربية، إذا بمجموعة من العسكريين يحملون البنادق الآلية يتقدمهم شخص يحمل رشاشا ويده على الزناد مصوبا السلاح باتجاه عبدالحليم حافظ مهددا بقتله فورا إذا لم يطع الأمر وينفذ التعليمات !!
بالتأكيد ما ذكرنــــاه لم يكن سيناريو فيلم سينمائي خاصــــــة ان عبد الحليم حافظ قد اشتهر بالأفلام الرومانسيــــة وابتعد عن الأفلام البوليسية !!
ولم يكن إشاعة خطتها احدى المجلات في ذلك الوقت بل هي قصة حقيقية وواقعة وقعت بالفعل لعبدالحليم حافظ في المغرب !!
وإليكم الحكاية بالتفصيل:
[note] 9 يوليو 1971 عيد جلوس ملك المغرب الحسن على العرش كان يوما احتفاليا بامتياز إذ دُعي اليه كوكبة ضخمة من كبار فناني تلك المرحلة وفي مقدمتهم محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ووديع الصافي وشادية وهدى سلطان وسعاد محمد وبليغ حمدي ومحمد الموجي وغيرهم العديد من الشخصيات الفنية، حيث حضر عدد منهم المائدة الملكية التي أقيمت قبل بدء الحفل، فيما اعتذر آخرون عن تكملة الغداء كعبد الوهاب وفريد، بينما قرر عبد الحليم حافظ التوجه نحو الإذاعة لتسجيل الأغنية المخصصة للملك الحسن. وبينما كان عبدالحليم منهمكا في احدى غرف المونتاج للاستماع لأغنيته الجديدة التي يسجلها وصلت الى مسامعه أصوات طلقات الرصاص والبنادق والمدافع ليقتحم الإذاعة فجأة عدد من العسكريين بأسلحتهم الرشاشة وليوجهوا أسلحتهم صوب عبدالحليم مطالبين اياه بتنفيذ تعليماتهم بدقة. إلا ان ما لم يحسب له عبدالحليم حسابا هو طلب العسكريين الغريب والعجيب إذ أرادوا منه ان يقوم بإذاعة البيان رقم واحد، وعندما وقعت نظرات عبد الحليم على البيان أدرك ان انقلابا عسكريا تدور أحداثه في الخارج ضد صديقه العزيز الملك الحسن، فتراءت أمام ناظريه أسئلة عديدة عن الكارثة التي حلت وعن كيفية مواجهته للموقف العصيب بذكاء. وجد عبد الحليم نفسه في مأزق وموقف لا يحسد عليه فهو لا يمكن ان يذيع بيانا ضد الملك الذي يرعاه ويتولى علاجه بالخارج على نفقته الخاصة كما لا يستطيع ان يرفض خشية قتله. ففكر للحظات ثم قال لهم كيف اذيع بيانا وانا مصري ولست مغربيا؟ فنظروا الى بعضهم البعض وادركوا الموقف السخيف الذين اوقعوا انفسهم فيه. وكان الانقلابيون يمنون انفسهم بأن يقرأ بيانهم مطرب العرب الاول الا انهم اقتنعوا بسلامة رأي عبدالحليم. وبدأت بعدها المشاورات بين عدد من المسلحين عمن سيقرأ البيان فيما كان بعضهم الاخر يوسع العندليب الاسمر ضربا مبرحا لمعرفتهم بالعلاقة العزيزة والوطيدة التي كانت تجمعه لملك المغرب وليقينهم انه كان متواجدا في الاذاعة لتسجيل اغنية تمدح وتهلل للملك الحسن. وتم انقاذ عبدالحليم من تلك المعمعة بواسطة ضابط من الانقلابيين معجب بفن واغاني المطرب الكبير، فأقنع زملاءه بفكرة خلصت عبدالحليم من مصيبته عندما اشار عليهم بوضع عبدالحليم في احدى الغرف واغلاقها عليه حتى اتمام اجراءات الانقلاب كاملة ليصار بعدها الى تحديد مصيره. وقبل ان يتم اغلاق باب الغرفة قام الضابط بموقف نبيل حيث اعطى عبدالحليم نسخة من مفتاح الغرفة وهمس في اذنه بعيدا عن كل العسكريين الذين كانوا معه من جنود وضباط بأن يهرب عندما يتسنى له الظرف المناسب في هدوء من الاجواء.[/note]
وعندما تأكد العندليب الاسمر من هدوء الموقف بعض الشيء فتح باب الغرفة وخرج متسللا وزاحفا حتى غادر مبنى الاذاعة كلها بعد ان تمزقت ملابسه واصيب بخدوش ورضوض نتيجة ضربات العسكريين له ببنادقهم لكنه في النهاية نجا من الانقلاب وعاد الى القاهرة ليتابع امتاع الجماهير العربية بعدد كبير من الاغنيات الخالدة ولتبقى هذه الذكرى ماثلة في قلوب وعقول معجبيه الذين كانوا يقرأون تلك الحادثة وايديهم على قلوبهم خوفا من تعرض مطربهم المفضل لاي اذى