ذبح الأضحية قد يتحول الي جريمة بجهل الجزارين
ذبح الأضحية قد يتحول الي جريمة بجهل الجزارين
من المشاهد التي تأذيت بها كثيرا انا والكثيرون غيري هو مشهد ذبح بقرة بطريقة غشيمة من جزارين (يمكن مجرد هواة) يضربونها بالسكاكين في أي مكان قبل أن يسقطوها علي الأرض وجميعنا يعلم أن لذبح الأضاحي آداب يجب مراعاتها . وضعت لحضراتكم الفيديو الفظيع وبحث عن آداب ذبح الأضحية.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فيجب أن تكون نية المضحي خالصة لله تعالى ، ويختار أضحية لا عيب فيها ، ويمكنه أن يذبحها بنفسه أو ينيب عنه من يذبحها ، ويكثر من الدعاء أثناء الذبح ، ويلتزم آداب الذبح بصفة عامة ، ويستحب أن يسوق الأضحية برفق قبل الذبح .يقول الأستاذ الدكتور : حسام الدين بن موسى عفانة أستاذ الفقه في جامعة القدس :
الأضحية من السنن المؤكدة الثابتة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله وفعله عليه الصلاة والسلام وقد ذكر أهل العلم عدة أمور ينبغي على المضحي أن يلتزم بها عند ذبح أضحيته وبعده منها :أولاً : النية :
أن ينوي عند شراء البهيمة أنها أضحية ، وهذه النية تكفي إن شاء الله . ولا بدَّ من النية ، لأن الأضحية عبادة ، والعبادة لا تصح إلا بالنية ، لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -:( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) متفق عليه) .
والنية لا بد منها حتى نميز العمل الذي هو لله تعالى عن غيره ومن ذلك الأضحية .قال الإمام القرافي تحت عنوان ” فيما يفتقر إلى النية الشرعية ” : “… الأوامر التي لا تكون صورتها كافية في تحصيل مصلحتها المقصودة منها ، كالصلوات والطهارات والصيام والنسك ، فإن المقصود منها تعظيم الرب سبحانه وتعالى ، بفعلها والخضوع له في إتيانها وذلك إنما يحصل إذا قصدت من أجله سبحانه وتعالى ، فإن التعظيم بالفعل بدون قصد المعظم محال ، كمن صنع ضيافة لإنسان ، فانتفع بها غيره من غير قصد ، فإنا نجزم بأن المُعَظَّمَ الذي قُصِدَ بالكرامة ، دون من انتفع بها من غير قصد ، فهذا القسم هو الذي أمر فيه صاحب الشرع بالنية ” الأمنية في إدراك النية ص27-28 .
وقد نص الفقهاء على اشتراط النية في الأضحية. قال الكاساني :” فمنها نية الأضحية لا تجزئ بدونها لأن الذبح قد يكون للحم وقد يكون للقربة ، والفعل لا يقع قربة بدون النية … فلا تتعين الأضحية إلا بالنية “. بدائع الصنائع 4/208 .
وتكفي النية بالقلب ولا يشترط التلفظ باللسان ، قال الكاساني :” ويكفيه أن ينوي بقلبه ، ولا يشترط أن يقول بلسانه ما نوى بقلبه ، كما في الصلاة ؛ لأن النية عمل القلب والذكر باللسان دليل عليها “ بدائع الصنائع 4/208
والصحيح أن التلفظ بالنية بدعة مخالفة لهدي المصطفى – صلى الله عليه وسلم -.
ولو ذبحها غير صاحبها فلا يشترط أن يتلفظ بالنية عن صاحبها .قال الشيخ ابن قدامة معلقاً على قول الخرقي : وليس عليه أن يقول عند الذبح “ عمَّن ” لأن النية تجزئ. [ لا أعلم خلافاً في أن النية تجزئ ، وإن ذكر من يضحي عنه فحسن ” المغني 9/456-457 .
وقال الشيخ القرافي : “ لو نوى الوكيل عن نفسه أجزأت صاحبها ، وقد اشترى ابن عمر رضي الله عنه شاة من راع فأنزلها من الجبل ، وأمره بذبحها فذبحها الراعي ، وقال : اللهم تقبل مني . فقال ابن عمر : ربك أعلم بمن أنزلها من الجبل ” الذخيرة 4/156 .
ثانياً : ربط الأضحية قبل الذبح :
استحب بعض الفقهاء أن تربط الأضحية قبل أيام النحر , لما فيه من الاستعداد للقربة وإظهار الرغبة فيها ، فيكون له فيها أجر وثواب ؛ لأن ذلك يشعر بتعظيم هذه الشعيرة قال الله تعالى :( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) سورة الحج الآية 32 .ثالثاً : أن يسوق الأضحية إلى محل الذبح سوقاً جميلاً لا عنيفاً :
فقد روى عبد الرزاق بسنده عن محمد بن سيرين قال :[ رأى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – رجلاً يسحب شاة برجلها ليذبحها فقال له : ويلك ! قدها إلى الموت قوداً جميلاً ] المصنف 4/493 . ورواه البيهقي سنن الكبرى 9/281 ، وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 1/36 .رابعاً : أن يحدَّ السكين قبل الذبح :
لأن المطلوب إراحة الحيوان بأسرع وقت ممكن، وهذا من الإحسان الذي ذكره الرسول – صلى الله عليه وسلم – كما جاء في الحديث عن شداد بن أوس – رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال 🙁 إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ) رواه مسلم .خامساً: أن لا يحد السكين أمام الحيوان الذي يريد ذبحه لأن ذلك من الإحسان المأمور به كما جاء في الحديث السابق .
وعن ابن عباس –رضي الله عنه – أن رجلاً أضجع شاة وهو يحد شفرته فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -:( أتريد أن تميتها موتات ؟ هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟ ) رواه الحاكم وقال : صحيح على شرط البخاري ووافقه الذهبي ، ورواه عبد الرزاق في المصنف 4/393 ، والبيهقي في السنن الكبرى 9/280 ، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 1/32 .
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أمر بحد الشفار وأن توارى عن البهائم وقال 🙁 إذا ذبح أحدكم فليجهز ) رواه أحمد والبيهقي وابن ماجة وفيه ابن لهيعه وهو ضعيف ، ولكن يشهد له ما سبق من حديث شداد وحديث ابن عباس .
وعن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب أن رجلاً حدَّ شفرته وأخذ الشاة ليذبحها فضربه عمر بالدرة وقال :[ أتعذب الروح ؟! ألا فعلت هذا قبل أن تأخذها ] رواه البيهقي .
سادساً: استقبال القبلة من الذابح والذبيحة :
يستحب أن يستقبل الذابح القبلة وأن يوجه مذبح الحيوان إلى القبلة . قال الإمام النووي :” استقبال الذابح القبلة وتوجيه الذبيحة إليها، وهذا مستحب في كل ذبيحة ، لكنه في الهدي والأضحية أشد استحباباً ، لأن الاستقبال في العبادات مستحب وفي بعضها واجب “ المجموع 8/408ويدل على ذلك ما جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال 🙁 ذبح النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجوئين ، فلما وجههما قال : إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض على ملة إبراهيم حنيفاً ، وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي ، لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت ، وأنا من المسلمين ، اللهم منك ولك، وعن محمد وأمته باسم الله والله أكبر ثم ذبح ) رواه أبو داود وابن ماجة وأحمد والدرامي ، وصححه الشيخ الألباني والشاهد في الحديث قوله ( فلما وجههما ) أي نحو القبلة . انظر إرواء الغليل 4/349 .
سابعاً: أن يتولى ذبحها بنفسه إن كان يحسن الذبح ، وإلا شهد ذبحها :
ومما يدل على استحباب تولي الإنسان أضحيته بنفسه ، ما جاء في حديث أنس –رضي الله عنه- 🙁 أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ضحى بكبشين أقرنين أملحين وكان يسمي ويكبر ، ولقد رأيته يذبحهما بيده واضعاً رجله على صفاحهما ) رواه البخاري ومسلم .قال الإمام البخاري في صحيحه ” باب من ذبح الأضاحي بيده ” ثم ذكر فيه حديث أنس – رضي الله عنه – السابق ، ثم ذكر في الباب الذي يليه ” وأمرَ أبو موسى بناته أن يضحين بأيديهن . ثم قال الحافظ : وصله الحاكم في المستدرك . ووقع لنا بعلو في خبرين كلاهما من طريق المسيب بن رافع أن أبا موسى كان يأمر بناته أن يذبحن نسائكهن بأيديهن وسنده صحيح . انظر صحيح البخاري مع فتح الباري 12/114-115 .
ويجوز لمن أراد الأضحية أن ينيب غيره في ذبحها وينبغي أن يوكل في ذبحها صاحب دين له معرفة بالذبح وأحكامه . فإن أناب عنه فيستحب له أن يشهد ذبحها لما ورد في حديث أبي سعيد –رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال لفاطمة رضي الله عنها 🙁 قومي لأضحيتك فاشهديها فإنه بأول قطرة من دمها يغفر لك ما سلف من ذنبك ) رواه البيهقي والحاكم وفيه كلام لأهل الحديث ووردت عدة روايات يقوي بعضها بعضاً فتصلح للاستشهاد .
ثامناً : التسمية والتكبير عند الذبح :
ثبت أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا ذبح قال 🙁 باسم الله والله أكبر ) كما جاء ذلك في رواية لحديث أنس ـ رضي الله عنه ـ عند مسلم 🙁 قال: ويقول باسم الله والله أكبر ) .وثبت في رواية أخرى من حديث أنس قال 🙁 ضحى النبي – صلى الله عليه وسلم – بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمَّى وكبر … ) الحديث رواه البخاري ومسلم .
تاسعاً : الدعاء بعد التسمية والتكبير :
والدعاء كأن يقول : اللهم تقبل مني ، أو يقول اللهم تقبل من فلان ، فهذا مشروع ومستحب ، لما ثبت في الحديث عن عائشة رضي الله عنها 🙁 أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر بكبش يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتي به ليضحي به فقال لها : يا عائشة هلمي المدية ، ثم قال : اشحذيها بحجر . ففعلت ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال: باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به ) رواه مسلم .والله أعلم .
https://www.youtube.com/watch?v=2KTBbmBDhmI