رحلات بحث السوريين عن بقايا حياة
رحلات بحث السوريين عن بقايا حياة
من غيابات الحرب الفتاكة في سوريا بحثا عن بقايا حياة عبر البحار الموحشة وقضبان القطارات المجنونة والحدود التي لا تعرف الرحمة, خرج الآلاف من السوريين ينشدون الحياة ويتلمسون الأمل والشفقة في قلوب بني الانسان.خرج الكثيرون علي اوضاعهم بما خف حمله من يقايا الأمل الموجود في طبيعتهم الطيبة.
المواطن السوري له طبيعة خاصة من عزة النفس والكرامة والشهامة علي العكس مما يظنه الغرباء .
تجد عائلة سورية تقطع المسافات الطويلة لتركب الأمواج الشرسة علي مركب غير مجهزة للرحلات الطويلة عبر البحر ثم بعد ساعات قصيرة يكشر البحر عن أنيابه ولا تأخذه شفقة بالاطفال الصغار أو كبار السن او المرضي ليرمي بهؤلاء المساكين في قاعه المظلم المعتم لتلقي أمواجه بأجسادهم التي أنهكها الموت علي شواطئ غريبة ليدفنوا بعيدا عن وطنهم الحبيب.
وآخرون ممن ركبوا الشاحنات العملاقة وكأنهم بضائع مجمدة هريا من الدمار في بلادهم ليستقروا في أحضان الموت. وتلك العائلة السورية التي نجحت في الوصول الي حدود النمسا إلا أن أشواك الحدود زادتهم ألما علي آلامهم فتقبض عليهم الشرطة ويسكنون الزنازين التي لاتختلف كثيرا عن المقابر وحفر الموت الجماعية.
وكثيرون غيرهم من الأطفال الذين وجدوا أنهم يجب عليهم الاختيار البقاء موتي في بلادهم تحت عجلات الحرب الظالمة أو ان يشقوا الظلام المجهول بحثا عن بقايا حياة.
رحلات قاسية