كمال خليل يدعو لاقتحام ماسبيرو ومحاصرة البرلمان والإطاحة بمرسي
أكد الناشط السياسي اليساري كمال خليل في تصريحات خاصة لـ”محيط” أنه تنبأ بخديعة العسكر والإخوان للثوار في مذكراته التي لم تر النور بعد “ذكريات الزمن اللي جاي”، وأكد أن تراكم الخبرة السياسية واحتكاكه بالإخوان وفهمه لطبيعتهم هو الذي مكنه من التنبؤ بخديعتهم.
وقال أن الإخوان يناضلون فقط من أجل مصلحة الجماعة، وحين عقدنا معهم تحالف قبل ثورة يناير، وجدنا أنهم يتفقون على شئ ويفعلون شيئاً آخر، مثلما هم الآن، يتبعون سياسات تحقق مصالحهم فقط، لذلك طالبت بإسقاطهم، وإزاحتهم، وإذا استمروا ستة أشهر أخرى ستضيع مصر، وحينها لن نخسر الثورة فقط بل البلد بأكملها، وسترهن قناة السويس لقطر، وسيصبح هناك حرس ثوري مثل إيران.
وتابع قائلاً أنه لهذا قاطع الانتخابات منذ بدايتها، سواء انتخابات مجلس الشعب أوالرئاسة؛ رافضاً إجراء انتخابات قبل تحقيق أهداف الثورة اولاً، معلناً أنه لن يضع يده في حبر فسفوري إلا بعد تحقيق أهداف الثورة.
وذكر خليل بما قاله عند جولة الإعادة في منافسات انتخابات الرئاسة بين مرسي وشفيق، أن “انتخاب مرسي انتحار، وهكذا أيضاً شفيق”!.
لفت كمال خليل إلى أن الكتاب سيرة ذاتية تركز على أهم الأحداث التي جرت في مصر منذ عمله بالسياسة عام 1968، وتوقفه عند اغتيال السادات عام 1981. ويسرد الكتاب مشاهد من تاريخ نضال الحركة الوطنية، وحياة السجون والمعتقلات، وانتهاكات وممارسات جهاز أمن الدولة، ودور الأحزاب اليسارية، وظهور الأحزاب الدينية، وكذلك صور لأيقونات الحركة العمالية والطلابية في الجامعات والمصانع.
يواصل: يحكي الكتاب عن كيفية تعلمي السياسة من الحي الشعبي الفقير الذي نشأت به، ثم انتقالي للحركة الطلابية في السبعينيات، وتعرضي لفترة السجن والاعتقال، وللكتاب جزء آخر بعنوان “حكايات من زمن جاي” يؤرخ لفترة حكم الرئيس المخلوع مبارك.
جاء ذلك على هامش حفل توقيع كتاب “حكايات من زمن فات” الصادر عن دار “بيت الياسمين” للمناضل كمال خليل الذي استضافه أتيليه القاهرة مساء أمس السبت.
وفي كلمته أثناء مناقشة الكتاب، دعا خليل إلى ضرورة النزول إلى الميادين في ذكرى الثورة الثانية يوم 25 يناير المقبل، ليس من أجل الإصلاح وإسقاط الدستور كما يقول، بل لإسقاط الرئيس محمد مرسي وإزاحته هو وأهله وعشيرته ومكتب إرشاده.
وأكد خليل أنه إذا لم تتحرك الجماهير سيستمر حكم الإخوان الذي سيضر بصالح البلد بأكملها؛ ودعا كذلك إلى محاصرة مجلس الوزراء والإطاحة بحكومة هشام قنديل؛ وتشكيل حكومة ثورية ومحاصرة مجلسي الشعب والشورى.
هدف النزول إلى الميادين كما يحدده خليل ليس فقط إسقاط مرسي وحكومته، بل أيضاً الوقوف ضد ما وصفه بـ”أخونة الإعلام”، ودعا الثوار إلى احتلال مبنى ماسبيرو، وأن يخرج من الثوار وزيراً جديداً للإعلامين ودعا كذلك إلى طرد سفيرة جهنم من مصر كما أسماها، ويقصد بها “سفيرة أمريكا”، لأن الولايات المتحدة هي القوة التي تساعد الإخوان في الحكم، مؤكداً أن مصر ستتحرر إذا نزل الشعب إلى الميدان بروح الثورة وليس من أجل الإصلاح الذي لن نطالبهم به، فهم أبعد الناس عنهه. متذكراً كلمات شاعر المنصورة زكي عمر: “لما تبقى الكلمة لاجل الكلمة بس..تبقى خبية”!.
وتابع قائلاً يجب أن يتحول الكلام إلى رصاص فعال، لا للإحباط، فالمستقبل معنا، ولسنا أفضل ممن استشهدوا. فيجب صناعة المستقبل بالدم.
وأوضح كمال خليل أنه يكتب “حكايات من زمن جاي”، قائلاً: كتبت 5 فصول قبل ثورة 25 يناير بعام، ونشرت مقالتين قبل الثورة في أحد الجرائد، الأول بعنوان “انتفاضة” والثاني بعنوان “الخديعة” وكان يتحدث عن كيفية خديعة العسكر والإخوان للثوار، وكيف خدعتهم النخبة أيضاً، أو ما أسميته “منتجع ريش”.
وأكد خليل أن كتابه المحتفى به حكايات من زمن فات” كانت تولد حكاياته مع كتابته لكتاب “حكايات من زمن جاي”، لأن الماضي له صلة بالحاضر على حد قوله.
وقارن المناضل في كلمته بين انتفاضة 18 و19 يناير عام 1977، وبين ثورة يناير، قائلاً أن انتفاضة يناير كانت علامة بارزة في السبعينيات، فقد كانت أول مرة يخرج الشعب من إسكندرية لأسوان للتظاهر، ويخرج الجيش لقمع المتظاهرين ويسقط شهداء، لكننا خسرنا انتفاضة يناير التي لم تحقق أهدافها، وانقطعت بعد استمرار يومين.
وااستطرد اً: دفع الجيل الثمن غالياً في رحلة طويلة بالسجون، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى إعلان السادات الحرب على تيار اليسار والإشتراكيين في مصر.
ولفت خليل إلى أن الشعب خسر انتفاضة يناير، لكن النضال لم يضيع هباء، حيث جاءت ثورة 25 يناير التي كانت شعاراتها أعمق ولم تقف عند حد المطالبة بوقف زيادة الأسعار؛ بل تخطتها إلى المناداة بإسقاط النظام.
وواصل خليل المقارنة قائلاً أن انتفاصة يناير تحمّل عبئها التيار الاشتراكي ولم يكن لجماعة الإخوان المسلمين – وعددها أضعاف اليسار – دوراً في الانتفاضة، ولم يشتركوا بها. بينما في 25 يناير كان اليسار جزء من الثورة.
وفي نهاية كلمته أهدى كمال خليل التحية إلى القاضي المسيحي حكيم منير صليب، الذي صاغ مع قضاة اليمين واليسار وثيقة تحدثت عن حرية وحق التظاهر، في قضية انتفاضة يناير؛ وحكم ببراءة المتهمين الـ176، الذين توعدهم الرئيس الراحل السادات، وقال أنه سـ”يفرمهم”؛ ولم يخف القاضي وحكم ببراءتهم.
أيضاً تحدثت الوثيقة عن حرية إنشاء التنظيمات، وقارن خليل بين موقف هذا القاضي وبين النائب العام الذي يريد أخونة القضاء.
وصف الروائي وناشر الكتاب إبراهيم عبدالمجيد “المناضل” كمال خليل أنه أحد رموز الثورة المصرية، منذ الستينيات، فهو صاحب تاريخ مجيد من النضال. ولا يبحث عن أي منصب او دور.
وتابع: في هذا الكتاب بدا كمال كروائي عظيم، حتى أن الأشخاص في كتابه يتحركون، وذكر في كتابه معاناته للهروب من أمن الدولة، وطبع المنشورات، كذلك تميز الكتاب بمواقف إنسانية؛ وحكايات السجن وسياسة الشيوعيين وإنقساماتهم، وفي النهاية يشفق على الجميع ويعترف بالخطأ البشري.
ويحكي عبدالمجيد مشهد مؤثر من الكتاب، حين ظل يبحث كمال خليل وصديقه عن مكان للاختفاء من عيون المخبرين الذي يبدو كل واحد منهم “كالثور” على حد وصفه، ودخلوا إلى عمارة ما، وطرقوا الأبواب، حتى استجابت لهم شابة في العشرين وطلبت منهم أن يمكثوا ربع ساعة فقط، لأنها عروس جديد وزوجها لن يغفر لها أنها سمحت لمطاردين أن يدخلوا المنزل، وبالفعل غادروا المنزل بعد ربع ساعة، رغم علمهم أن المخبرين ينتظرونهم أسفل العمارة.
وحين نزلوا أوسعهم المخبرين ضرباً، وساقوهم إلى سيارة الترحيلات، وحين التفت كمال خليل إلى نافذة الفتاة التي ساعدتهم، وجدها تبكي في مشهد إنساني لن ينساه كما يقول!.
تحدث الحقوقي جمال عيد رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن ذكرياته مع كمال خليل المطلوب القبض عليه دائماً كما قال، لافتاً إلى أن حركة “كفاية” تشكلت على يد خليل، الذي كون حركة “20 مارس” وشعارها كان “كفاية”!.
من الكتاب ..
“بعد دقائق وجدت نفسي محشورًا في تاكسي مغمي العينين وأجلس قرفصاء في دواسة عربة ملاكى وأقدام الثيران فوق جسدي وكمامة أخرى على فمي. لكن السيارة كانت تسير قريبة من المظاهرة فكنت أسمع الهتافات:
أصل الوالي يا ناس مش داري / بهم الفقرا في الحواري / شربوا الفقرا المر سنين / يا ما ليالي باتوا جعانين / شربوا المر وشربوا القهر / وبيستلفوا طول الشهر”