معلومة عن المخدرات الرقمية Binaural Beats
معلومة عن المخدرات الرقمية Binaural Beats
المخدرات الرقمية أو Binaural Beats أو Didital Drugs
هي
أحدث وسائل الإدمان بين البشر التي تعتمد على جرعات موسيقية صاخبة توحي بنشوة التعاطي بين الشباب، وتعطيهم إحساسًا بالسعادة المؤقتة التي ربما تؤدي إلى وفاة المستمع.
هذه الموسيقي الصاخبة تحدث تأثيرًا على الحالة المزاجية يحاكي تأثير الماريجوانا والحشيش والكوكايين، يتم الاستماع إليها من خلال سماعات الأذن أو مكبرات الصوت، ويقوم الدماغ بدمج الإشارتين، ما ينتج عنه الإحساس بصوت ثالث ”binaural beat”.
تخلق هذه الموسيقى أوهام لدى الشخص المستمع لها، وتنقل المتلقي إلى اللاوعي، وتهدده بفقدان التوازن النفسي والجسدي.
وبحسب موقع ”براقش” اليمني فإن موسيقى ”المخدرات” تصدر موجات كهرومغناطيسية لا يشعر بها الإنسان، لكن تصل إلى المخ، وتحث الخلايا العصبية لدى الإنسان في فرز هرمون السعادة مثل الدوبامين، وبالتالي يصل المدمن إلى ”تحسين المزاج وزيادة السعادة، الشعور بالثمل دون الحاجة لتناول الكحول أو الشعور بصداع، تحسين مهارات التصور والتخيل، زيادة الثقة والتخلص من المثبطات”.
نشأت ”المخدرات الرقمية”، على تقنية قديمة تسمى ”النقر بالأذنين”، اكتشفها العالم الألماني الفيزيائي هينريش دوف عام 1839، واستخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحالات النفسية، لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف في حالة المرضى الذين يرفضون العلاج بالأدوية، ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية، لفرز مواد منشطة للمزاج.
واستخدمت موسيقى ”المخدرات” في مستشفيات الصحة النفسية، نظرًا لأن هناك خللًا ونقصًا في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين، ولذلك يحتاجون إلى استحداث الخلايا العصبية لإفرازها، تحت الإشراف الطبي بحيث لا تتعد عدة ثوان، أو جزء من الثانية وألا تستخدم أكثر من مرتين يوميًا. وتوقف العلاج بهذه الطريقة – آنذاك – نظرًا لتكلفتها العالية.
يخلق المستمع لـ”المخدرات الرقمية”، بيئة مثالية للاسترخاء، بالجلوس في غرفة مغلقة الأنوار، مسترخيًا وواضعًا سماعتي الأذن، معصم العينين، وتصل ”المخدرات الرقمية”، إلى الشعور برجفة بالجسم وتشنجات، تؤثر على الحالة النفسية والجسدية، وتؤدي إلى انعزال المدمنين عليها عن العالم الخارجي.
يتم الترويج إلى المخدرات الرقمية، من خلال ملفات صوتيه في شكل ”mb3”، يتم تحميلها من مواقع إلكترونية بمقابل مادي، من أجل الإدمان النفسي.
ويتراوح سعر الملف الواحد بين 3 و9 دولارات، بينما يكون الملف الأول للمستخدم مجانيا ”التجربة الأولى مجانا” وتنقسم الملفات أو ”الجرعات” كما يسميها الموقع، إلى تصنيفات مثل هلوسة، مخدرات روحية، سعادة، مضادات للقلق، مخدرات سريعة، مخدرات.
وتعتمد المواقع التسويقية لهذه المخدرات لجذب وإقناع الشباب ببعض الحجج الصحيحة، ككون هذه المخدرات لا تحتوي على مواد كيميائية قد توثر فيسيولوجياً على الجسم، وأنها تؤثر إيجاباً على الجسم، حيث تشعر متعاطيها بالاسترخاء أو بالحركة المفرطة والنشاط.
وتنشر هذه المواقع خبرات أشخاص تعاطوا المخدرات الإلكترونية، فيكتبون عن تجربتهم الناجحة لها وعدم تأثرهم سلباً بها، وتعرض ”منتجاتها” بأسعار تنافسية تشجيعية على عكس المخدرات التقليدية، ما يجعلها بمتناول الجميع.
كذلك يوجد للمخدرات الرقمية قواعدها الخاصة، إذ ينصح بشراء كتاب توجيهات وهو عبارة عن 40 صفحة فيه جميع المعلومات عن هذا المخدر وطريقة تعاطيه، فبإمكان أي جرعة زائدة أن تفتك بدماغ المستمع.
تعمل المخدرات الرقمية على تزويد السماعات بأصوات تشبه الذبذبات والأصوات المشوشة، وتكون قوة الصوت أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز كي تُسمع منها الدقات.
أما الجانب المخدر من هذه النغمات فيكون عبر تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية، ويكون الفارق ضئيلاً يقدّر بـ30 هيرتز، لذلك يشدد القيمون على أن تكون السماعات ذات جودة عالية ومن نوع ”ستاريو” كي تحقق أعلى درجات الدقة والتركيز. إن الفارق بين طرفي السماعة هو الذي يحدد حجم الجرعة، فكل ما زاد الفارق زاد ”الدوز”.
وتلحق المخدرات الرقمية لمتعاطيها نفس الضرر التي تسببه المخدرات التقليدية التي تؤثر على ردة فعل الدماغ بخلق حالة من الاسترخاء أو القوة عند الإنسان، بعدما تتسبب في إفراز غير طبيعي للمادة المنشطة للمزاج، والتي قد تؤدي إلى تحطم الخلايا العصبية، والإصابة بالتشنجات أو الإعاقة العقلية.
كما أنها تؤدى إلى الانعزال عن عالم الواقع والسعي لنشوة زائفة، وكذلك حدوث عطب بالجهاز السمعي.
عرف العالم العربي المخدرات الرقيمة عام 2012، خاصة دولتي السعودية ولبنان، حيث تناقلت الأوساط السعودية خبرًا عن تسجيل أول حالة وفاة جراء تعاطي ”المخدرات الرقمية”، على رغم أن المملكة رفعت مستوى التأهب منذ الأسبوع الماضي، للحدّ من وصول هذه المخدرات إلى المجتمع عبر الإنترنت، إلا أن وزارة الصحة أقرت بعجزها عن إمكان الوصول إلى معلومة من هذا النوع في وقتٍ قياسي، كما نوهت الحكومة اللبنانية بضرورة زيادة وعي الأهالي لمثل هذا النوع من المخدرات، ومراقبة ما يقوم به أولادهم على الانترنت. كما دعت جهات حكومية لبنانية مختلفة لحجب المواقع الإلكترونية التي تقوم بتسويق وبيع هذه الموسيقى.
وأكد رئيس جمعية ”جاد” للإقلاع عن المخدرات في لبنان، جوزف حواط، على ما تورده هذه المواقع عن خلو المخدرات الرقمية من المواد الكيميائية، إنما يحذر من المضار النفسية التي سيخلفها حتماً هذا النوع من المخدرات على متعاطيه.
وقال حواط، في تصريحات نشرها موقع قناة ”العربية” إنه واجه، العام الماضي أول حالتي إدمان على المخدرات الرقمية في الجمعية، حيث لجأ ذوو مراهقَين إلى ”جاد” بحالة هلع من تصرفات ابنيهما اللذين باتا فجأة يفضلان الانعزال في غرفتيهما لساعات طويلة أمام شاشة الحاسوب، ويسمعان موسيقى غريبة، يبدأ جسديهما بعدها بالرجفة. كان يعي الأهل أن لا مؤشرات لتعاطي ولديهما المخدرات، نظراً لمراقبة مدخولهما ودائرة الأصدقاء.
وأوضح حواط للأهل حالة ولديهما وإدمانهما على نوع إلكتروني من المخدرات، وقد استدعى خروجهما من هذا الإدمان فترة من المتابعة والعلاج النفسي.
من ناحيته، أجرى نائب مدير إدارة أكاديمية العلوم الشرطية في الشارقة، المقدم الدكتور سرحان حسن المعيني، دراسة عام 2012 حذر فيها من دخول المخدرات الرقمية إلى المجتمع الإماراتي، مضيفاً أن هناك مجموعة من الشباب يستخدمون تلك الموسيقى في العلاج النفسي، من دون استشارة طبيب متخصص، ما يؤدي إلى إدمان الشباب عليها.
وخلصت دراسة المعيني إلى أن تأثير المخدرات الرقمية قد يعادل التأثير الذي تحدثه المخدرات التقليدية على عمل الدماغ والتفاعلات الكيميائية والعصبية والحالة النفسية للمتعاطي- بحسب ”العربية”.
ويشجع خلو هذا النوع من المخدرات، من أي مواد كيميائية، المدمنين الجدد على تعاطيها ظنا منهم -كما يروج الموقع- أن لا تأثيرات سلبية لها.
وتزيد خطورة المخدرات التقليدية عن خطورة تلك ”الرقمية”، إلا أن المدمن التقليدي لن يستطيع الاستعاضة بها عن المخدرات وذلك لحاجة جسده الفيسيولوجية للمواد المخدرة، ما يعني أنها لا تشكل حلاً، بل خطرا إضافيا يتنامى معه عدد المدمنين في المجتمعات.