الوجبات السريعة
هو مصطلح يطلق على الوجبات التي من الممكن أن تحضر وتقدم بسرعة فائقة. بينما يطلق على أي وجبة يتم تحضيرها بسرعة أنها وجبة سريعة، لكن بشكل دقيق يعود المصطلح على الأكل الذي يباع في المطاعم أو المتاجر بالإضافة إلى جودة منخفضة في التحضير مع تقيدمها للزبائن على شكل مغلف أو مغلق لإمكانية أخذها خارجاً. انتشرت مطاعم الوجبات السريعة حول العالم.
عوامل الجذب : يشهد عصرنا ظاهرة انتشار المطاعم بشكل واسع، وعلى الأخص مطاعم الوجبات السريعة، نظرًا لطول ساعات العمل خارج المنزل، فبينما كان الناس يعودون إلى بيوتهم قبل العشاء وتجتمع الأسرة كلها على وجبة واحدة يسمرون بعدها قليلاً ثم يذهب كل منهم إلى فراشه، أصبح الناس الآن يتأخرون كثيرًا في النوم ويبدؤون سهراتهم بعد صلاة العشاء، وانشغل الوالدان، وخرجت النساء للعمل، وضعفت العلاقات الأسرية، وأعطي الشباب – وخاصة صغارهم – مزيدًا من الحرية في التنقل والتجوال، وتوفرت القوة الشرائية لهم بشكل لم يسبق له مثيل، إضافة إلى الدعايات والحملات الترويجية في وسائل الإعلان المختلفة.
نتائج سلبية
لا شك أن مطاعم الوجبات السريعة أوجدت ملاذًا لأولئك المشغولين حقًّا وخصوصًا الأفراد غير المتزوجين، وعلى الرغم من أن بعض المطاعم والمحال بدأت تدخل بعض التعديلات على أطعمتها مثل استخدام زيوت الخضراوات في التحمير, استخدام توابل السلطة الأقل في سعراتها الحرارية, لحوم منزوعة الدهون, خيارات من المشويات, وميلك شيك قليل الدسم, لكنها أفرزت نتائج سلبية تتضمن مشاهد متعددة من الأضرار، منها على سبيل المثال: - أسريًا : ساهمت في تفكيك الأسرة؛ حيث نجد الأم مع صاحباتها في مطعم، والأب مع الشلة في آخر، والأبناء وأقرانهم في ثالث، ولا تجتمع الأسرة إلا عند المنام، وقد يرون بعضهم بعضًا في الأحلام وقد لا يحصل.
أدخلت تلك المطاعم على ميزانيات الأسرة بنودًا جديدة، وحملتها أعباء إضافية، الأسرة في غنى عنها، فأصبح رب الأسرة يحسب حساب تلك المطاعم قبل حساب فواتير الخدمات والعلاج والدراسة وغيرها، وكأن الحياة لا تقوم بدونها، والمشكلة الأدهى أن الرغبة تحولت إلى عادة وأصبحت العادة طبعًا، ولم يعد الشخص يستطيع أن يتخيل حياته دون الأكل بسرعة. - صحيًا: ربما تحمل تلك الوجبات أضرارًا كبرى؛ حيث يؤكد الدكتور محسن الألفي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس في بحث له أن الدارسين قد توصلوا مؤخرًا إلى أن تكرار تناول الأطفال للوجبات السريعة بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومكسبات الطعم يؤثر على كيمياء المخ ويسلبهم الإرادة؛
فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة تمامًا مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان! وقد أظهرت الأبحاث أن الكثير من هذه الوجبات تعمل على تنشيط الجين الخاص بالسمنة بصورة مرضية! وقد تنبهت إلى هذا الخطر أكثر من 20 ولاية أمريكية ومنعت طلاب المدارس من تناول هذه الوجبات؛ لوجود علاقة بينها وبين الإصابة بالأنيميا وفقر الدم وارتفاع نسبة الكولسترول. ووجود علاقة بين مشروبات "الصودا" التي عادة ما تكون مصاحبة لهذه المأكولات والإصابة بهشاشة العظام، فضلا عن أنها تتسبب في عسر الهضم عند تناولها مع الطعام. وعند إضافة الأطعمة المقلية كالبطاطس والأغذية التي تحتوي على المواد الحافظة والملح لكي نحصل على "وجبة كاملة" أو "كومبو" تكون المحصلة هي الحصول على "خطر كامل"، كما يوضح الدكتور مدحت المسيري أستاذ الفيزياء الطبية بجامعة القاهرة في بحث له؛ فأطعمة مثل الهامبورجر وأصابع السمك (fish fingers) والدجاج المقلي تدخل في دائرة المواد المسببة للإصابة بالسرطان. ونظرًا لانتشار مطاعم الوجبات السريعة والجاهزة في مجتمعاتنا العربية؛ فقد زادت نسبة البدانة في تلك المجتمعات؛ حيث تقدر نسبة البدانة في مصر مثلا بحوالي 50% بين النساء والرجال. وأوضحت دراسة حديثة للباحثة الدكتورة منى السماحي في جامعة عين شمس أن "بدانة الأطفال" منتشرة في مصر بصورة تدعو للقلق؛ حيث بلغت نسبة البدانة لدى الأطفال 15% بعد أن كانت في الثمانينيات من القرن الماضي في حدود 6% فقط. وأرجعت هذا لتناول الوجبات السريعة والجاهزة، والأكل بين الوجبات، وإهمال الخضراوات والفاكهة