" ياولد ماتذاكر " ...
كانت من والدى العائد منهكا من عمله ...
كنت قابعا امام التلفزيون لا أبرح مكانى فمن هذا الفيلم انتقل لتلك الاغنية...
فذلك المسلسل...
وهكذا...
انتم تدركون ملامح الشتاء (البهيجة) إياها...
الملل والبرد والرتابة والاستيقاظ مبكرا وسماجة المعلمين والمعلمات و...
هذه اشياء لن يمكننا التخلص منها...
لماذا...؟ لأننا شعب (لطيف) و (يحب التطور)...!!
نهايته تمطيت بعد فتره الراحة الطويلة التى اعطيتها لنفسى حتى يأتى والدى من عمله وها هو قد جاءفعلى أن اعود للشقاء...
ربااه ليست هناك مقارنه بين الفيلم العربى..والمنهج إياه (خفيف الدم)...
الان انتم ترونى..هاأنا ذا أستريح على مقعد مكتبى بينما ساقاى اتخذتا طريقهما فوق سطح المكتب نفسه...وأمامى نخبة من الكتب الضخمه القصيرة فى نفس الوقت أو مانطلق عليها اسم (الكتب الخارجية)..وأحاول أن أفهم من أحدها بعض قوانين الأحصاء فأجدنى غارقا فى عرق بارد بينما الحنق يتملكنى بسبب تلك المسائل التى لاتشبه فيها واحدة الأخرى...
انتقل من كتيب الأحصاء لكتيب الاقتصاد...ماهذا...؟
الأقتصاد الوحدوى....؟!!
قانون تناقص الغلة...؟!!
غلة...؟!!
المهم أن المصطلح فى وادى.. والتعريف فى واد اخر...
فلا يمكنك الجمع بين الشتيتين بكلمات حتى تربطهما معا...
اتركه لأذهب لكتيب الأحياء...
إن منهج الأحياء متعة....لكن...؟!!
لابد أن تعكر لجنة وضع المناهج صفو كل مادة...
منهج طويل جدا ملىء بالنباتات والحيوانات بل لم يسلم الأنسان من هذا المنهج ...!!!
ولكن هناك أمل...
لنرحل لكتيب الجيولوجيا...
من جديد نرى رسوم لثنيات محدبة وثنيات مقعرة وفواصل...
ويعلم الله إننى لا أعرف كيف أرسم أى واحدة من هذه الطرائف ...
ويأتى دور الملل فأنقض على التلفزيون...
والان...
لماذا كنتم لتوموننى بشأن التلفزيون ...؟!!
* * *
"الواد مافهمش حاجة ياسى عيسوى و..."
كانت هذه من الحجة طيبة القلب والأثيرة إلى نفسى فى هذا المنزل الكئيب فرد عليها الحج عيسوى- ده ابويا-
"يعنى عاوز ايه ..؟" قالها طبعا وهو يلوك قطع الطعام بينما أجلس أنا فى مقابله وساقاى ترتعشان
"عـ....عايز درس خصوصى.."
وتم كل شىء بسرعة لأن الحج عيسوى يضحى بكل شىء من أجل أولاده.. وأصبحت أيامى تغص بحصص الدروس الخصوصية...كل يوم حصة... ولما وجدت نفسى أفهم هذه الحصص... أصبحت اكل الكتيبات أكل بل وأستطعم مذاقها بينما الحج-أقصد المفلس- عيسوى أصبح راضيا أتم الرضا عن تفوقى.. وكانت النتيجه المبهرة اخر العام...
الأول...
* * *
استضافتنى تلك المذيعة فى برنامجها (أوئل الطلبة)...
بينما يتملكنى الحنق من ابتسامتها الغبية...
قالت" إن مصر فخورة بأبنائها المتفوقين"....
طبعا لاحظتم الكلمة الأخيرة.. فلا تعليق لى عليها ...
والتفتت إليا وأنا لا أستطيع أن اكتم ضحكتى...
"مارأيك فى كتب الوزارة...؟"
"وماذا كنا سنفعل بدونها...إنها المصدر والمرجع.. بل لو شئتى الدقة فلتقولى هى المعجم لكل المعانى والكلمات المعقده والتعريفات الغامضة ..."
"والكتب الخارجية...؟"
-ماذا...؟وما هذه الكتب الخارجية..؟هل هيا سلسلة روايات للخيال العلمى....اه....إننى لا أحب الخيال العلمى..."
"والدروس الخصوصية...؟"
- " الدروس الخصوصية ...!!... اه اعرفها أليست تلك البقعة الأثرية التى يزورها السياح بالأقصر- لا لم أنال الشرف بعد.."
وسأظل أقول لكم كل عام أن مصر بلد العباقرة فليحمها الله...
وتسألنى ...؟
"ماهيى الأغنية المفضلة لديك ...؟ "
" هيا فى غيرها .. الناجح يرفع ايده..."
* * *
بعد يومين كان يجلس معى أحد أصدقائى فسألنى...؟
" ماذا تعرف عن الأقتصاد الوحدوى ...؟ "
" ميــــــن.....؟؟!!! "
* * *