بعد يومين من التحقيقات مع 11 متهما من جماهير فريق الترجى التونسى الذين اعتدوا على رجال الأمن المصرى عقب مباراة يوم الأحد قبل الماضى بين فريقهم وفريق الأهلى المصرى ــ عادوا الى بلدهم تونس قبل يومين بقرار من النائب العام ــ أعلنت أجهزة الأمن أنها ألقت القبض على 3 متهمين آخرين من جماهير الترجى قبل مغادرتهم مطار القاهرة. وقالت أجهزة الأمن إنه تم التعرف على هؤلاء الأشخاص الثلاثة من خلال مراجعة شرائط تصوير المباراة بالتليفزيون المصرى.
وكان الطريف ان صانع الأدلة أو موثقها فى حادثة شغب جماهير الترجى هى بسمة السيد المخرجة بقناة النيل الرياضية بقطاع القنوات المتخصصة، التى قالت لـ«الشروق» إنها أصبحت متخصصة فى توثيق أحداث الشغب التى تحدث فى المبارايات بين الجماهير أو بين اللاعبين أنفسهم، وأنه يتم الاعتماد على ما تصوره فى تحقيقات النيابة وتحريات أجهزة الأمن، وأكدت أنها أصبحت تركز على هذا الأمر منذ أحداث جماهير الجزائر فى القاهرة خلال مباريات التأهل لكأس العالم والتى لم يصورها أحد بينما وثقوا هم ما صدر من جماهير مصر ففازوا بالقضية وظهروا أمام الفيفا على أنهم الضحايا.
وعن مباراة الأهلى والترجى وما حدث فيها قالت بسمة إنها لاحظت إن جماهير الترجى كانت تنوى إثارة الشغب، فى حين أن جماهير الأهلى رحبت بالضيوف التوانسة، وكذلك رجال الأمن كانوا فى غاية الرقى خلال تعاملهم مع الضيوف.
وأوضحت أنه عند بدء المباراة قامت بإغلاق جميع الكاميرات ما عدا الكاميرا التى ترصد جماهير الترجى حيث شعرت أن شيئا ما سيحدث خاصة بعد أن لاحظت أن هناك مجموعة مخمورة بين جماهير الترجى، وبالفعل قبل بدء المباراة بدقائق صورت لقطات مثيرة حول مجموعة من جماهير الترجى رفعت صورة لرجل بوليس يقف وتحت قدمه ايدى لشخص يستغيث، وكان أمامهم عدد كبير من جنود الأمن المركزى وضباط الشرطة، وبعد ذلك رفعوا علم إنجلترا ولوحة أخرى مكتوبًا عليها الحرية لعبدالحليم، ورفضوا الانصياع لأوامر الأمن بإنزال تلك اللافتات أو توضيح ما يقصدونه بعبدالحليم، فتعاملت معهم القيادات الأمنية بضبط نفس ولم تضغط عليهم واستدعت مراقب المباراة للتصرف فسجل مراقب المباراة ما حدث فى تقريره فما كان من هؤلاء إلا أن حاولوا الاعتداء على القيادات الأمنية التى كانت تتحدث معهم، إلا أن أجهزة الأمن فوتت عليهم الفرصة.
وأضافت: «بعد 10 دقائق من الشوط الثانى حاولت نفس هذه المجموعة الاشتباك مع رجال الأمن مرة أخرى إلا أنه تمت السيطرة على الوضع وهدأت الأمور، حتى أحرز الأهلى هدفه الثانى وهنا وجدنا تلك المجموعة تقوم بإشعال الشماريخ وتستخدم الألعاب النارية والبيروسول ولما حاول جندى الدفاع المدنى منعهم من ذلك وإطفاء النيران التى تساقطت على مقاعد الاستاد قاموا باصطياد الجندى وكأنهم كانوا يفعلون هذا ليذهب إليهم ويمسكوا به وأخذوا يضربونه ضربا مبرحا وبدون مبرر ولما حاول زميله إنقاذه اصطادوه هو الآخر وضربوه وكل من جاء بعد ذلك من القيادات الأمنية أخذ نصيبه من اعتداء جماهير الترجى، وكل هذا قمت بتصويره ولحسن الحظ أن استوديو بث المباراة على قناة النيل للرياضة كان ينقل من الكاميرا الخاصة بى وليس من كاميرات مخرج المباراة فتم بث كل تفاصيل اعتداء جماهير الترجى حصريا على قناة النيل للرياضة، ومن كان يشاهد المباراة على قنوات أخرى لم ير سوى لقطة واحدة وهى أثناء طرح جمهور الترجى لجندى الحماية المدنية أرضا. وأكدت أن مخرج المباراة الفعلى لم ينقل أحداث الشغب، ولكن شخصية مهمة كانت تحضر المباراة أصدرت أوامرها له بضرورة بث تلك الاعتداءات على الهواء، فما كان من المخرج إلا أن بث لقطة واحدة فقط ثم عاد سريعا بكاميراته إلى أرض الملعب، بينما أكملت أنا تسجيل كل الأحداث حتى تم القبض على المتهمين وإيداعهم فى سيارات الشرطة.
وختمت بأنها لم تحصل على مكافأة مالية من القناة أو التليفزيون برغم اعتماد التحقيقات والنادى الأهلى على ما صورته فى إثبات إدانة جماهير الترجى، ولكنها أكدت افتخارها واعتزازها بأن صورها نقلتها وكالات الأنباء العالمية وأنها بثت على جميع القنوات وكانت السبب فى سرعة اعتذار المسئولين التوانسة عما بدر من جماهيرهم.