بالصور.. مهزلة فى "الكرنك".. كافيتيريا المعبد تشبه "غُرز" العشوائيات.. "الآثار" تؤجرها بـ262 ألف جنيه شهرياً وتتركها "متهالكة" بلا تطوير.. وسائحة: المنظر غير لائق وأتمنى الاهتمام بحضارتكم العظيمة
مستوى الكافيتيريا لا يليق بتاريخ المعبد والحضارة المصرية ولا بزواره
العنوان السابق "مهزلة فى الكرنك" ليس فيلماً سينمائيا "تمثيليا" حديثا يستعد أبطاله لتصويره، بل هو "واقع" يحدث فى ساحة أعرق معابد العالم وأشهرها على الإطلاق، فأثناء مرافقة "اليوم السابع" لوفد السفارة الألمانية خلال زيارته لمعبد الكرنك بالأقصر، أمس، تعرض الجميع لصدمة كبيرة، فبعد أن سيطر على الوفد مشاعر العز والافتخار منذ لحظة دخول البهو الفخم على مشارف المعبد، ورصد نظرات الانبهار فى عيون السائحين من مختلف الجنسيات، كانت الصدمة فى انتظارنا فى نهاية الجولة تحت عنوان "مقهى معبد الكرنك".
"اليوم السابع" رصد "المهزلة" على بعد خطوات من البحيرة الملكية الشهيرة عند اتجاهك من قلب المعبد الى جهة اليمين، والسير فى اتجاه العودة، وللوهلة الأولى لن تستوعب أبدا ما تراه عيناك وربما تعتقد أنك فى أحد مقاهى الأحياء العشوائية التى ينهشها الإهمال من كل مكان مثل السرطان، فلا توجد أى لافتة أو إشارة "محترمة" توضح وجود مقهى أو استراحة لرواد المعبد من الجنسيات المختلفة، سوى إشارة مكتوبة بخط يدوى"رث" بالإنجليزية وباللون الأسود، ليزيدها كآبه على أحد اللوحات الخشبية تشير إلى وجود" Café" ولافتة أخرى بنفس الخط الركيك مكتوب عليها "W.C ".
فى اتجاهك إلى الكافيتيريا "المزعومة"، تجد أرضيات أسمنتية متآكلة تنتشر بها حفر وبقع زيتية سوداء، ومظلات ملقاة على الأرض وأخرى يكسوها الغبار والأتربة وكأنها توابيت فرعونية تم اكتشافها منذ آلاف السنوات، وكراس أكل عليها الدهر وشرب، ترهلت مقاعدها وشاخت أرجلها، إلا أنها لا تزال صامدة أمام عوامل الإهمال واللامبالاة، مثل ما يجاورها من آثار تتحدى الزمن وعوامل التعرية.
وعلم "اليوم السابع" من أحد العاملين، أن الكافيتريا مؤجرة من هيئة الاثار بـ 262 ألف جنيه شهريا، وليس سنويا، ويتم التجديد كل 3 سنوات فى مزاد بالمظاريف المغلقة، ويتم بيع السلع بها من مشروبات ومأكولات سريعة بأسعار سياحية حيث يبلغ سعر زجاجة المياه المعدنية 10 جنيهات، ورغم أن هذه الأسعار قد تبدو للبعض مرتفعة، إلا أن الواقع يؤكد أنها تقل بكثير عن أماكن أخرى لا تنعم بهذه الميزة العالمية التى من المفترض أن تتمتع بها هذه الكافيتريا بتواجدها داخل أشهر معابد العالم.
وباستطلاع آراء بعض السياح من جنسيات مختلفة، قال "رافائيل رودريجيز" مكسيكى يزور مصر لأول مرة "أضطر للجلوس فقط للراحة وتناول مشروب سريع والأمر لا يعنينى فى شئ"، فيما قالت ""مايومى جى" يابانية تتحدث الإنجليزية: "بالفعل، المنظر لا يليق بهذا المكان، وأتمنى أن يتم تجديده والاهتمام به حتى يليق بحضارتكم العظيمة".
وقال أحد العاملين بالمنطقة المحيطة بالكافتيريا – رفض ذكر اسمه - إن العناد أساس المشكلة، لأن هيئة الآثار تريد من أصحاب الكافيتريا تجديد الأرضيات والتصيممات على حسابهم، فى حين أن الهيئة لا تبخل بالإنفاق على الكثير من التطويرات بالمعبد منذ وصول المحافظ النشيط سمير فرج، الذى أحدث طفرة غير مسبوقة بالمحافظة على كافة المستويات - بحسب قول العامل، مضيفاً: نرجو المحافظ أن يرعى هذا المكان بتصميم فرعونى "شيك" يجذب السياح و يليق بالمعبد.
أحد المظلات ملقاة على اليمين وفى الخلفية حضارة تخجل من أحفادها
مظلة تكسوها الأتربة والغبار بموقع المقهى
أحد العاملين يتحدث لليوم السابع
أرضيات أسمنتية متآكلة بعد إهمال سنوات
المقهى خاو من السياح عدا واحد استسلم لعدم وجود بديل
صناديق قمامة بلاستيكية مكسورة على مشارف المقهى
زيتية سوداء تستقبل السياح فى نهاية جولتهم بالمعبد الأشهر فى العالم