من بين آلاف القصائد تظل هناك قصائد قليلة تفرض سيطرتها علي عقولنا وتأسر قلوبنا وتنساب في أفكارنا وتحملنا للفرح أو الحزن .. الضحك أو البكاء ,,,, ومن أكثر القصائد التي أعجبتني بشدة هي قصيدة " لن أنافق للشاعر الكبير أحمد مطر
لن أنافق
نَافِقْ
وَنَافِقْ
ثمَّ نَافِقْ ، ثمَّ نَافِقْ
لا يَسْلَمُ الجَسَدُ النَّحِيلُ مِنَ الأَذَى
إنْ لَمْ تُنَافِقْ
نَافِقْ
فَمَاذَا في النِّفَاقِ
إذَا كَذَبْتَ وَأَنْتَ صَادِقْ؟
نَافِقْ
فَإنَّ الجَهْلَ أَنْ تَهْوِي
لِيَرْقَى فَوْقَ جُثَّتِكَ الْمُنَافِقْ
لَكَ مَبْدَأٌ ؟ لا تَبْتَئِسْ
كُنْ ثَابِتَاً
لَكِنْ .. بِمُخْتَلَفِ الْمَنَاطِقْ
وَاسْبِقْ سِوَاكَ بِكُلِّ سَابِقَةٍ
فَإنَّ الحُكْمَ مَحْجُوزٌ
لأَرْبَابِ السَّوَابِقْ
* * *
هَذِي مَقَالَةُ خَائِفٍ
مُتَمَلِّقٍ ، مُتَسَلِّقٍ
وَمَقَالَتِي : أَنَا لَنْ أُنَافِقْ
حَتَّى وَلَوْ وَضَعُوا بِكَفَيَّ
الْمَغَارِبَ وَالْمَشَارِقْ
يَا دَافِنِينَ رُؤُوسَكُمْ مِثْلَ النَّعَامِ
تَنَعَّمُوا
وَتَنَقَّلُوا بَيْنَ الْمَبَادِئِ كَالْلَقَالِقْ
وَدَعُوا الْبُطُولَةَ لِي أَنَا
حَيْثُ البُطُولةُ بَاطِلٌ
وَالحَقُّ زَاهِقْ !
هَذَا أَنَا
أُجْرِي مَعَ الْمَوْتِ السِّبَاقَ
وَإنَّنِي أَدْرِي بِأَنَّ الْمَوْتَ سَابِقْ
لَكِنَّمَا سَيَظَلُّ رَأْسِي عَالِيَاً أَبَدَاً
وَحَسْبِي أَنَّنِي في الخَفْضِ شَاهِقْ !
فَإذَا انْتَهَى الشَّوْطُ الأَخِيرُ
وَصَفَّقَ الجَمْعُ الْمُنَافِقْ
سَيَظَلُّ نَعْلِي عَالِيَاً
فَوْقَ الرُّؤُوسِ
إذَا عَلاَ رَأْسِي
عَلَى عُقَدِ الْمَشَانِقْ !