الفصل الاول
"فجأة وقع نظره على فتاة شابه, على قدر كبير من الجمال, كانت قد رقصت برشاقة وسحر بالغين .
سأل رجلاً يخدم بالقرب منه : "من هي هذه السيدة ؟"
أجاب الرجل : "لست أدري يا سيدي ".
قال روميو مستغرباً : "هل أحب قلبي حتى الآن؟.... إذ لم أرَ أبداً جمالاً حقيقياً قبل هذه الليلة".
دى كانت اخر كلمات بقراها من قصة روميو وجوليت قبل ما ارفع عينى وقتها والمحه....فعلا لم ار ابدا جمالا حقيقيا قبل هذه اليله ....
انا مكنتش اعرفه وقتها...بس كنت بستنى بالساعات اللحظه اللى هيطلع فيها البلكونه... واشوفوا فيها...
احمد 20 سنه طالب بكلية الطب...مصرى...مسلم
كنت اول مابشوفه بفضل سرحانه فى جماله...اوقات كتير كان بيلاحظ فيمشى من البلكونه...
بس مكنتش بياس وبفضل فى البلكونه على امل انو يدخل مره تانيه...واشوفه
كتير كنت بتسال ...هو فى بشر بالجمال ده !!!
انا كنت فاكره ان جمال زى ده ...ميكونش غير للاله واحده...
انا روزى بيل 19 سنه بدرس ادارة الاعمال...امريكيه...بوذيه
جيت ايطاليا من فتره قريبه انا واسرتى نظرا لظروف شغل بابا
واللى كان بيشتغل فى شركة ضخمه للايستراد والتصدير
ليا اخ واحد ستيف 22 سنه بيشتغل فى شركة لصيانة الكمبيوتر
اما ماما فكانت ربة منزل...
احنا عايشين فى البيت اللى على الرصيف المقابل لمنزل احمد
فى حى المهاجرين فى روما....اطلق عليه الاسم ده لان اغلب سكانه مهاجرين من مختلف دول العالم...
اتعودت انا واسرتى اننا نصلى فى اوضه صغيره فيها تمثال لبوذا...كانت زى المعبد بالنسبلنا...
من وقت ما شوفت احمد...وانا بقيت بفضى فترات اطول فى اوضة المعبد...اقعد اتعبد فيها لبوذا...
واطلب منو انو يقربنى من احمد اكتر واكتر...ووقتها مكنتش حاطه فى دماغى
انو مسلم وانا بوذيه....كل اللى كان فى دماغى انى اقربلوا اكتر...
فى يوم كعادتى كنت واقفه فى البلكونه...شفتوا بينزل من بيته بصحبة اصدقاءه...
محستش بنفسى غير وانا ماشيه وراه...
دخل هو واصحابه مكان عرفت موخرا انو مكان عبادة المسلمين واللى بيسمى "مسجد"
فضولى وقتها دفعنى ان افضل قدام المسجد...اشوفهم بيعملوا فيه ايه...بيتعبدوا لربهم ازاى...
كانو وقفين فى صفوف... بيتقدمهم راجل بيأدى بعض الحركات...وهما بيادوا نفس الحركات وراه...
الشئ اللى لفت نظرى...ان قدامهم حيطه...مفيش تمثال...امال بيتعبدوا لمين!!!
فكرت ان الراجل اللى بيتقدمهم هو اللهم...او بيمثل الاله...
بس استبعدت الفكره دى سريعا...لانو كان بيتعبد زيهم... بس لمين؟؟!!
تقريبا خلصوا صلاتهم...لانهم وقفوا وسلموا على بعض...بعضهم خرجوا من المسجد...
والباقين فضلوا فى المسجد ومسكوا كتاب وفضلو يقروا فيه...
عرفت انو الكتاب المقدس للمسلمين "القران"...
لمحت احمد وهو بيقرا فى الكتاب...بصتلوه وسرحت...اتخيلت انى معاه...
لما ابقى خايفه القاه جمبى...فى الفرح بيشركنى...ومن الخطر يحمينى...
فضلت شارده بخيالى فتره...عشر دقايق...ربع ساعه...او يمكن ساعه...بس انا حاسه انها لحظات...
اللى فوقنى من شرودى هو ان لقيت احمد بره المسجد وبيبصلى...وانا بصالوه...
شكلى محستش بالوقت وهو طلع من غير ما اخد بالى...فضل بصيصلى باستغراب للحظات ومشى...
اصحابوه رمونى بنفس النظره ومشيوا وراه...
مش عارفه وقتها كنت اضايق انو اخد بالو انى برقبوا ولا لا...
وقتها مقدرش اضايق..لان كان جزء منى لسه شارد فى خيالى
...ومكنش عاوز يفوق منو...ومكنتش عاوزه افوقوا...
رجعت البيت واستقبلتنى ماما على باب البيت وقالتلى انهم مستنينى
عشان كلنا هنروح اوضة المعبد...نشكر بوذا على الترقيه اللى اداها لبابا فى الشغل...
مفرحتش وقتها وحسيت ان الترقيه دى شى عادى....دخلت معاهم اوضة المعبد
...بس عشان ادعى لبوذا انو يقربنى من احمد اكتر...
دخلت وانا مبتسمه...وفضلت باصه لبوذا وكلى سعاده...بداء بابا يقول الابتهالات والصلوات...
واحنا نرددها وراه...وقتها حسيت انى مش مستمتعه بالايتهالات دى
...وانى بسمعها لاول مره...اتخنقت...وفجاءه قطعت الصلاه ورحت اوضتى...
طول عمرى اعرف ان الجمال للاله واحده...ليه احمد اجمل من بوذا...ليه اله يجعل واحد من البشر اجمل منو....
قطع افكارى دخول بابا عليا الاوضه...وكان وشه كلوا غضب
بابا : سبتى الصلاه ليه ياروزى
انا :اصلى تعبانه شويه يا بابا
بابا : حتى لو تعبانه لازم تستحملى لحد مالصلاه تخلص
انتى كده اكيد اغضبتى بوذا
انا : هو اكيد عارف ايه اللى تعبنى فهيسمحنى
بابا : ده مش مبرر لازم تحترمى الصلاه مهما كانت الظروف
انا : خلاص يا بابا.. بوذا موجود فى اوضة المعبد..
هبقى اروح اكمل الصلاه لما افوق
تقريبا اللى قولته ده غلط ... وفيه اهانه لبوذا...
عين بابا بقى كلها غضب وشاور بايدوه ناحية الباب وقالى
"روحى استسمحى بوذا قبل ما ياذيكى على اللى قولتيه"
يأذنى...خفت جامد...ممكن يبعد احمد عنى...
مستحملتش الفكره دى وجريت بسرعه لاوضة المعبد
...استسمح بوذا...واتعبد ليه
يتبع...