بسم الله الرحمن الرحيم
مفــاهــيم الــذكــاء
مقدمة:
بما أن الإنسان من أرقى مخلوقات الله ،فهو بذلك يتميز عن غيره بالعديد من الخصائص والمزايا التي تساعده على التكيف في حياته .
ومن أهم هذه المزايا هو العقل الذي يفرق بينه وبين سائر المخلوقات الأخرى و الذي يدرك فيه الإنسان ما يدور حوله من أحداث ومواقف ويستخدمه في حل المشكلات التي تواجهه.
إما الذي يميز الإنسان عن الإنسان الآخر هو نسبة ذكائه.فالذكاء يعتبر مقياس يقارن به الناس بعضهم ببعض.وكلنا يعلم أن محاولات العلماء للاستنساخ لا تكمل بسبب عدم قدرتهم على استنساخ العقل.لذا نشكر الله على هذه النعمة العظيمة .
مفــاهــيم الـذكـاء:
1- قدرة عضوية تقوم على أساس التركيب الجسمي للفرد (أن الفروق بين الناس في الذكاء ترجع إلى العوامل الوراثية).
2- تكيف الفرد أو توافقه مع البيئة التي تحيط به (قدرة الفرد على التكيف ).
3- القدرة على التعلم، أي التعلم عن طريق اكتساب الخبرات والمهارات والمعارف نتيجة المحاكاة والتقليد ونتيجة احتكاك الفرد مع غيره من الناس.
4- القدرة على التفكير المجرد الذي يعتمد على المفاهيم الكلية وعلى استخدام الرموز اللغوية والعددية.
القدرة العقلية لدى الفرد على التصرف الهادف والتفكير المنطقي، والتعامل المجدي مع البيئة.
5- تكوين فرضي يمكن قياسه عن طريق اختبارات الذكاء المقننة و التي تضم مجموعة مختلفة من المشكلات التي يطلب من الفرد حلها.
6- هو القدرة على سرعة الفهم وقوة الحدس.
7- قوة عضوية تقوم على أساس التركيب الجسمي للفرد وخاصة الجهاز العصبي المركزي
8- هربرت سبنسر يرى انه القدرة على الربط بين انطباعات عديدة منفصلة
9- ثورنديك فسر الذكاء في إطار الروابط أو الوصلات العصبية التي تصل بين خلايا المخ وتؤلف منها شبكة متصلة وألياف متجمعة وهو يذهب إلى أن الذكاء يعتمد في جوهره على عدد ومدى تعقيد تلك الوصلات العصبية التي تصل دائما بين المثير والاستجابة أو بين الموقف والفعل أو بين البيئة والتكيف.
10- ماك فيكي هنت يرى أن الذكاء هو القدرة على حل المشكلات ولكنه ليس بقدرة بسيطة موحدة،انه تنظيم هرمي من قدرات اكتسبت بتتابع،بحيث تنضم الأخيرة إلى تلك التي اكتسبت قبل ذلك.
11- هو القدرة على التفكير المجرد، أي القدرة على التعامل بكفاءة مع المفاهيم المجردة ومع الرموز.
12- سبيرمان يرى أن الذكاء هو القدرة على إدراك العلاقات وخاصة العلاقات الصعبة أو الخفية، وكذالك القدرة على إدراك المتعلقات.
13- تبرمان يرى أن الذكاء القدرة على التفكير المجرد، أي التفكير الذي يعتمد على الرموز اللغوية ومعاني الأشياء لا على ذواتها المجسمة.
14- ميومان يرى أن الذكاء هو الاستعداد العام للتفكير الاستدلالي، الابتكاري، الإنتاجي.
بينيه ذهبا إلى أن الذكاء هو القدرة على الحكم السليم.
15- ركس نايت يرى أن الذكاء هو القدرة على التفكير في العلاقات أو التفكير الانشائي الذي يتجه إلى الحصول
على غرض ما أي أن الذكاء في راي نايت هو القدرة على اكتشاف الصفات الملائمة للأشياء وعلاقتها ببعضها البعض أو صفات الأفكار الموجودة أمامنا وعلاقتها بعضها البعض.وهو أيضا القدرة على أن توجد أفكارا أخرى مناسبة إذا ما عرض لنا غرض أو ظهرت أمامنا مشكلة.
16- شترت يرى أن الذكاء هو القدرة العامة على تكيف تفكير الفرد شعوريا للمواقف الجديدة ولظروف الحياة.
17- بنتنريرى أن الذكاء هو قدرة الفرد على التكيف بنجاح مع ما يستجد في الحياة من علاقات.
18- جودانف يرى أن الذكاء هو القدرة على الإفادة من الخبرات للتوافق مع المواقف الجديدة.
19- هو نشاط عقلي يتميز بالقدرة على الاستدلال والحكم السليم، في مواقف مختلفة، وجديدة نسبيا، وفي زمن معين.
***********
النظريات التي فسرت الذكاء...!!
نظرية العوامل المتعددة :
ذلك أن الذكاء يتكون من مجموعة من العوامل المتعددة أو القدرات المتعددة.وطبقا لذلك فإن القيام بأي عملية عقلية يتطلب وجود عدد من القدرات العقلية التي تعمل متضامنة .وطبقا لهذه النظرية فإنه لا يوجد ذكاء عام ولكن توجد عمليات عقلية نوعية.
نظرية العاملين لسبيرمان:
مؤدى هذه النظرية انه في أي نشاط عقلي يدخل عاملان هما العامل العام الذي يدخل في جميع العمليات العقلية، والذي يوجد بدرجات متفاوتة عند الأفراد، وهناك عامل خاص بكل عملية عقلية معينة. فالنشاط الذهني في الرياضيات مثلا يتطلب قدرا معينا من العامل العام وقدرا آخر من العامل الخاص، وهو عبارة عن قدرة الفرد في مجال الرياضيات.
أي انه وبصورة أخرى كل عملية عقلية تتأثر بعاملين أحدهما عامل عام يشترك في كل العمليات العقلية الأخرى، والآخر خاص يختلف من عملية إلى أخرى.اي أن هناك عاملا عقليا عاما يتدخل في حفظ المحفوظات وحل المسائل الحسابية وتخيل منظر عند قراءة رواية،
ولكن هناك لكل من هذه العمليات عامل عقلي خاص بها دون غيرها .
وتبعا لهذا الرأي فإن جميع اختبارات الذكاء تشترك في العامل العام،وهذا يفسر وجود ارتباطات موجبة بينهما.ولكل اختبار ذكاء أيضا عامله الخاص به والذي لا يشترك فيه مع أي اختبار آخر،وهذا يفسر أيضا أن معاملات الارتباط بين اختبارات الذكاء جزئية (ليست تامة أو قريبة من التمام ).
نظرية العوامل الطائفية:
حاول ثرستون في بحثه أن يتلافى كثيرا من العيوب المنهجية التي أخذت على نظرية سبيرمان من حي طبيعة الاختبارات وعددها،وحجم العينة واعمار افرادها.ومعادلة الفروق الرباعية وعيوبها.
ولذا اتبع نفس الخطوات المنهجية التي اتبعها سبيرمان في محاولة منه لتفسير الارتباطات الموجبة التي تظهر بين الاختبارات التي تقيس النشاط العقلي للإنسان وهذه الخطوات هي:
1- أعد ستين اختبارا، راعى فيها أن تكون متنوعة، بحيث تمثل قدر المكان مختلف الوظائف العقلية وان يكون كل اختبار منها بسيطا، فلا يشمل عمليات عقلية متعددة.
طالبا. 2- طبق هذه الاختبارات على عينة من الطلبة الجامعيين، وبلغ عددها 240
3- بعد تصحيح الاختبارات، أصبح لكل طالب ستين درجة تمثل ستين متغيرا من متغيرات النشاط العقلي. ثم حسب معاملات الارتباط بينها ووضعها في صفوفه معاملات ارتباط. وقد لاحظ أن معظم الاختبارات ارتبطت بعضها ببعض ارتباطا موجبا، وان بعض هذه الاختبارات ارتبط بعضها ببعض أكثر من ارتباطها ببعض الآخر.
4- اخضع مصفوفة المعاملات الارتباطية لطريقة جديدة في التحليل العاملي عرفت باسم الطريقة المركزية، ثم اتبعها لتدوير المحاور.
فتوصل بذلك إلى مجموعه من العوامل الطائفية ( مفهوم إحصائي ) المستقلة والمسئولة عن الارتباطات العالية بين بعض الاختبارات.
وقد استطاع ثيرستون أن يفسرها تفسيرا نفسيا وسماها بالقدرات ألعقليه الاوليه وهي:
1) القدرة على الفهم اللفظي:
وتبدو هذه القدرة في الأداء العقلي الذي يتميز بمعرفة معاني الألفاظ المختلفة, وخصوبة التعبير اللغوي الذي يتصل بالأفكار والمعاني.
2) القدرة على الطلاقه اللفظية:
وهي تبدو في الأداء العقلي الذي يتميز بالطلاقه في استخدام الألفاظ, ويدل على المحصول اللفظي الذي يستعين به في حديثه وكتابته.
3) القدرة العددية:
وهي تبدو في كل نشاط عقلي يتميز بسهولة وسرعة ودقه في إجراء العمليات الحسابية الرئيسية وهي الجمع والطرح والضرب والقسمة.
4) القدرة المكانية:
وتبدو هذه القدرة في الأداء العقلي الذي يتميز في التصور البصري للعلاقات المكانية وحركة الأشكال ألمسطحه والمجسمة.
5) القدرة على السرعة الادراكيه:
وتبدو هذه القدرة في الأداء العقلي الذي يتميز بسرعة ودقه وإدراك التفصيلات والأجزاء المختلفة
6) القدرة على التذكر:
وتبدو هذه القدرة في الأداء العقلي الذي يتميز في التذكر المباشر للألفاظ والأعداد والأشكال.
7)القدرة على الاستدلال:
وتبدو في صورتين. الأولى القدرة الاستدلال الاستقرائي وهي تبدو في الأداء العقلي الذي يتميز باستنتاج القاعدة العامة من جزئياتها وحالاتها الفردية.
والثانية القدرة على الاستدلال الاستنباطي وهي تبدو في الأداء العقلي الذي يتميز باستنباط الأجزاء من القاعدة العامة.
وهكذا يرى ثيرستون انه يمكن رد النواحي المختلفة للنشاط العقلي إلى عدد قليل من العوامل الطائفية، التي تدخل في العديد من مظاهر السلوك الإنساني. وبذلك أنكر ثيرستون وجود العامل العام الذي يوجد في جميع مظاهر النشاط العقلي. وارجع ظهور هذا العامل العام في بحوث سبيرمان إلى أخطاء في العينة وطبيعة الاختبارات.
كما أنكر أيضا وجود العوامل الخاصة أو النوعية، وقد فسر ظهورها بطبيعة الاختبارات التي استخدمت في الدراسة. ويؤكد ثرستون استقلال هذه العوامل أو القدرات بعضها عن بعض أي أن معاملات الارتباط بينهما تكون نظريا صفرا.إلا أن النتيجة ليست كذلك عمليا:إذ يوجد بينهما بعض الارتباط.