بلال فضل: ما زالت الفرصة قائمة أمام 'العسكرى' بشرط القصاص من قتلة الثوار
قال الكاتب الصحفى بلال فضل، إن الموجة الثانية من الثورة، والتى انطلقت شرارتها مع أحداث 19 نوفمبر، كان لها الفضل فى انتزاع الحلم الذى انتظره المصريون لأوقات طويلة، وهو إعلان موعد محدد لإجراء الانتخابات الرئاسية، واختيار المصريين لمن يحكمهم بعد انتظار ذلك الأمر لعقود طويلة، لافتًا إلى أن هذا إنجاز غير مسبوق وليس له مثيل، ويرجع الفضل فيه إلى شباب الثوار وإلى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحقيق هذا الحلم.
وأوضح 'فضل'، خلال حواره ببرنامج 'آخر النهار'، الذى يقدمه الإعلامى محمود سعد على قناة 'النهار'، أن الموجة الثانية من الثورة لم يشارك فيها أحد من النخبة أو الكتاب أو الإعلاميين، وهو ما يعطى رسالة بأن الشعوب لا تتحرك بـ'الريموت كنترول'، مؤكدًا أن إرادة المصريين لن تتبخر، وأن الشعب سيستمر فى النزول إلى ميدان التحرير إذا ما شعر أن هناك ظلمًا وقع عليه.
وتابع 'فضل' قائلا، 'إن المصريين بعد ثورة يناير دخلوا إلى باب النهار وتخطوه، ولكن القائمين على إدارة البلاد لم يفهموا هذا الأمر لأنهم متعودون على سياسة السمع والطاعة'، لافتًا إلى أن مصر طوال تاريخها كانت تستخدم لفظ 'ركوب السلطان'، عندما يتولى أحد الأشخاص حكم مصر، مشيرًا إلى أنه بعد ثورة يناير لا يجوز استخدام هذا اللفظ، فالشعب هو من ركب الحكم، وهو من أمسك بإرادته ومصيره.
ورفض 'فضل' الاتهام الذى يوجهه البعض إلى الثوار بأنهم يتيحون الفرصة للمؤامرات الخارجية للعبث بأمن مصر، قائلاً، 'من غير الصحيح أن نتهم شباب التحرير بأنهم يمكنون الأيادى الخارجية للعبث بأمن مصر، ولكن القائمين على السلطة هم من يتحملون هذه المسئولية'، لافتًا إلى أنه لا ينكر وجود مؤامرات خارجية تريد العبث بأمن البلاد، وذلك بسبب الصراع القائم على المصالح الاقتصادية.
وتابع 'فضل' قائلاً، 'إن الثورة قامت من أجل أن نتكلم فى معارك المستقبل وليس للحديث عن معارك الماضى'، متهمًا أجهزة المخابرات بمحاولة إعادة المصريين إلى الماضى من خلال إثارة الفتن والفزاعات.
وأرجع 'فضل' إصرار المجلس العسكرى على تشكيل مجلس رئاسى استشارى، برغم رفض القوى السياسية لهذا المجلس، إلى الانقسام الحادث بين القوى السياسية وعدم توحد كلمتها.
وأكد 'فضل' أن بعض من يتحدثون باسم المجلس العسكرى لا يدركون قيمة الجيش عند الشعب المصرى، مشيرًا إلى أن هناك تخبطًا فى اتخاذ القرار داخل المؤسسة العسكرية، وهو ما ظهر من خلال تصريحات اللواء 'الملا' فى جريدة 'الجارديان' البريطانية، والتى نفاها فيما بعد اللواء 'شاهين'، خلال تصريحات تليفزيونية، لافتًا إلى أن هذا التخبط فى اتخاذ القرارات هو ما يؤثر على عجلة الاستثمار الأجنبى داخل مصر، وليس بسبب المتظاهرين فى شارع محمد محمود كما يتم توجيه الاتهام من جانب البعض لهم.
ووجه الكاتب الساخر سؤاله إلى المشير طنطاوى، وأعضاء المجلس العسكرى، قائلاً، 'هل تستطيعون النوم ولا يخطر ببالكم أنكم قد تكونون مسئولين عن دماء الشهداء التى سالت فى شارع محمد محمود؟'، كما تساءل قائلاً، 'أين المشايخ الذين خرجوا علينا ليكفروا نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، لماذا لا يتكلمون الآن عن دماء الشهداء؟ ولماذا لا يذكرون أعضاء 'العسكرى' بموقف الفاروق عمر الذى قال 'لو أن دابة عثرت فى العراق لخشيت أن يسألنى الله عنها'.
وتابع 'فضل' قائلاً، 'هناك حالة من عدم التواضع أمام الحقائق وأمام التاريخ، كما أن هناك محاولة لترويج أن طلب العدالة هو الذى سيؤدى إلى الفوضى فى البلاد'، مشيرًا إلى أن المسألة تبدو كحرب بين جميع الأطراف، ومحاولة كل طرف مهاجمة الآخر، مضيفًا، 'الكل منشغل بتصريحات نجيب ساويرس وتصريحات الشحات، وكلاهما خطأ وتخريف، فالأمر أكبر من ذلك'.
وأوضح 'فضل' أن المجلس العسكرى كان سيحظى ببطولة تاريخية لو سلّم السلطة دون وقوع شهداء، قائلاً، 'إن فرصة البطولة ما زالت قائمة أمام المجلس العسكرى، بشرط القصاص لقتلة الثوار'، مؤكدًا أن هناك فرصة ذهبية لدخول الإسلاميين إلى الحياة السياسية، وأن يخرجوا من ركن إصدار الأحكام بأن هذا حرام وهذا حلال، حتى يتحملوا مسئولية هذا الوطن، مضيفًا، 'لا أخشى من حكم الإسلاميين طالما أنهم حكموا بإرادة الشعب'.