أجرت إسرائيل مناورات ضخمة على حدود مصر البحرية فى البحر الأحمر، شاركتفيها العديد من القطع البحرية الإسرائيلية، ووحدات غفر السواحل للتدريبعلى منع أى عملية مسلحة عبر المياه المشتركة بين مصر وإسرائيل.
وقالت صحيفة "جيرزواليم بوست" الإسرائيلية، إن تل أبيب قررت بناء جداربحرى إلكترونى فى مياه البحر الأحمر لإحباط أى عملية إرهابية تأتى عبر شبهجزيرة سيناء، وقال محرر الصحيفة للشئون العسكرية يعقوب كاتس، إن الجيشالإسرائيلى وضع تدابير أمنية وخطط جديدة لزيادة السيطرة الأمنية مع الحدودالمصرية برا وبحرا.
وأضاف كاتس، أن إسرائيل عملت على تعزيز وجودها العسكرى على حدودها البريةوالبحرية مع مصر منذ اندلاع الثورة المصرية فى الـ 25 يناير التى أطاحتبنظام الرئيس السابق حسنى مبارك بداية العام الماضى.
وأوضحت جيروزاليم بوست، أن قوات البحرية الإسرائيلية وسلاح المهندسينالتابع للجيش الإسرائيلى قرر إقامة الجدار الإلكترونى فى البحر الأحمروإنشاء مواقع عسكرية حصينة جديدة، وزيادة عدد وحدات الجيش الإسرائيلى علىالحدود مع مصر، وذلك بناء على التغييرات التى طرأت خلال الأشهر الأخيرة.
ونشرت الصحيفة الإسرائيلية مقطع فيديو مدته 57 ثانية للمناورة التى أجرتهاقوات البحرية الإسرائيلية أمس الخميس على حدود مصر البحرية، حيث اصطحبتالفرقة رقم 80 بقواتالبحرية فى الجيش الإسرائيلى لعدد من محررى الصحيفة للوقوف عن كثب علىالكيفية التى يخطط لها الجيش الإسرائيلى لضبط الحدود مع مصر، وذلك لمنع أىعملية مسلحة جديدة تأتى عبر سيناء، كالتى حدثت فى شهر أغسطس الماضى وأسفرتعن مقتل 8 إسرائيليين وإصابة حوالى 30 إسرائيلياً.
وأضافت الصحيفة العبرية، أنه منذ ذلك الحين عززت البحرية من تواجدها فىالبحر الأحمر ونشرت عددا من أجهزة الاستشعار الإلكترونية على طول السواحلمع مصر. ونقلت جيرزواليم بوست عن الجنرال تيل كرميل أحد قادة المناورة البحريةالإسرائيلية التى شاركت فى العمليات أمس قوله: "إنه يمكن الآن كشف وتتبعالأهداف التى تصل لحجم علبة الصودا العائمة فى البحر بل وسماع رنين أى صوتيصدر من جانب المياه الدولية المتاخمة لحدود إسرائيل البحرية فى البحرالأحمر".
وأضاف الضابط الإسرائيلى الرفيع "الحدود بين إسرائيل وسيناء لا تزال فىالبحر، وعندما يتم إغلاق جزء واحد منها قد يكون هناك شخص ما على الجانبالآخر يمكنه التوصل إلى إسرائيل بطريقة مختلفة، وربما عن طريق البحر،ولذلك أننا نفهم أن عملياتنا معقدة ولكنها مهمة واستراتيجية".
وقال القائد البحرى: "قبل الثورة فى مصر، كانت التهديدات التى كنا نستعدلها نظرية، فى الأغلب.. الآن نعرف أن هذه التهديدات حقيقية، وحتى إذا كنانفتقر إلى المعلومات الاستخباراتية عن هجوم بعينه، إلا أننا نعد أنفسناوفقا للقدرات التى نعرفها عن الجانب الآخر".
وعن ضبط الحدود المصرية – الإسرائيلية البرية قالت الصحيفة العبرية، أنأهم التغيرات الملحوظة على الأرض هو سرعة وتيرة البناء للجدار الفاصل علىطول الحدود المصرية التى تصل لـ 240 كيلومترا، وأن 100 كيلومتر من الجدار قد تم الانتهاء منه بالفعل.
وأضافت أنه خلال الأسبوع الماضى، أكملت وزارة الدفاع الإسرائيلية بناءالجدار بارتفاع 6 أمتار ملفوفا بأسلاك شائكة على طول القسم بأكمله، وأنهبالإضافة إلى ذلك، خطط الجيش الإسرائيلى لإقامة مواقع محصنة جديدة على طولالحدود لحماية المواقع الاستراتيجية الرئيسية مثل معبر "نتافيم" الذى يقععلى بعد 12 كيلومترا شمال مدينة إيلات بالقرب من الحدود المصرية، كمااستثمرت وزارة الدفاع الإسرائيلية موارد كبيرة فى جمع المعلوماتالاستخبارية فى البحر الأحمر، لخلق فهم أوضح للجماعات الإرهابية التى تعملفى سيناء، على حد زعمها.
كان الجيش الإسرائيلى أنشأ لواءً جديدا على طول الحدود المصرية وهو حالياتحت قيادة قائد اللواء عامير ناحال ابليفى ليكون مهمته جمع المعلومات منعلى الأرض، وقد أنشأ الجيش أيضا فرقة عسكرية لمكافحة أى عملية إرهابيةتحدث عبر الحدود المشتركة لتكون مسئولة أيضا عن تشغيل أجهزة الاستشعارالإلكترونية والكاميرات والرادارات على طول الحدود.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن الوضع فى البحر لا يختلف كثيرا عن البر ولذلكفإن الجيش الإسرائيلى يعمل جاهدا لتحسين دفاعاته سواء على طول الحدودالبحرية أو البرية، مضيفة أنه قد انضمت إلى القوات البحرية فى البحرالأحمر قبالة ساحل إيلات والعقبة وطابا فرقة بحرية جديدة.
وأضافت الصحيفة، أن البحرية الإسرائيلية كانت قد وضعت زورق من طرازDvora السريع فى حالة تأهب قصوى عقب هجمات إيلات الأخيرة العام الماضى،ولذلك لمنع أى هجوم إرهابى عبر البحر ولوضع حد لأى تهديد إرهابى لجديد منشبه جزيرة سيناء.
وأوضحت جيرزواليم بوست، أن التهديدات تتمثل فى تسلل إرهابى محتمل عن طريقالبحر فى إيلات، أو محاولة لتفجير زورق محمل بالمتفجرات بالقرب من سفينةبحرية إسرائيلية أو هجوم ضد سفينة بواسطة صاروخ مضاد للسفن.