جاء صديقى عادل متأنقاً مبتهجاً تبدو عليه علامات السعادة .. جاءنى حيث كنت انتظره على القهوة
عادل : انا رايح اتقدم لـ هبة انهاردة يا احمد .. قوللى مبروك وزغرررط كماااان
أنا : ألف مبروك يا ابو العداليل يا كبير .. اخيراً بعد خمس سنين حب هتتنيلوا تتجوزا
عادل : ادعيلى انا خايف ابوها يكون راجل صعب
انا : صعب ؟؟ لا بقول ايه .. انسى الكلام بتاعك ده خالص وانت بتكلم الراجل .. خلينا نخلص منكم ونجوزكم
-------------------------------------------------------------
ذهب عادل إلى بيت هبة وجلس فى الصالون مع ابوها الذى بدا رجلاً عصبياً
أبو هبة : ها .. وقولت لى بقى بتاخد كام فى الشركة اللى بتشتغل فيها دى
عادل : لسة ما اخدتش .. أأ قصدى ده اول شهر ليا فى الشركة دى
أبو هبة : أول شهر؟؟ وجاى تتجوز اول يوم تشتغل فيه؟؟
عادل : لا يا عمى ما انا كنت شغال قبل كدة فى شركة تانية
ابو هبة : ومشيت منها ليه؟
عادل : ابداً طردونى بعد ما شاركت فى احداث محمد محمود
ابو هبة : ايه؟ احداث ايه؟ هو انت منهم؟ امشى اطلع برة .. انت من بتوع التحرير؟ الله يخرب بيتكم خربتوا البلد .. ما عنديش بنات للجواز
عادل : هو انت فلول يا عمى؟ يا وقعة سودا
ابو هبة : فلول فى عينك .. يا مخربين يا عملاء
---------------------------------------------------------
انا و عا
دل نجلس على القهوة لشرب الشاى والشيشة والمخدرات عادى كدة .. وعادل يحكى لى ما حدث وهو منهار
أنا : وايه يا عم اللى يجيب سيرة الثورة والفلول .. انت رايح تخطب ولا تأسس حزب؟
عادل : العملية كانت ماشية حلاوة لغاية ما عرف انى شاركت فى الثورة .. الدنيا قامت وما قعدتش
انا : وانت يا عم ايه اللى يخليك تفتح السيرة اصلا
عادل : سألنى شغال فى شغلك ده من امتى .. قولت له من شهر.. قاللى طب وقبل كدة كنت عاطل؟قولت له لأ كنت شغال فى شركة تانية بس سرحونى منها
انا : مممم طب خلاص حصل اللى حصل وربنا كرمك بشغل جديد .. مال اهله هو بقى؟
عادل : لأ ما انا قولت له انهم هيمشونى من الشغل الجديد ده اخر السنة دى بسبب ظروف الثورة بقى
انا : يخرب بيت اهلك يا عادل .. طب وهبة ايه موقفها من الليلة دى .. هبة فلول بردو؟
عادل : لا هبة أغلبية صامتة .. مع الثورة بقلبها بس ما بتعلنش ده عشان ما تتأذيش
انا : ما تتأذيش؟؟ انت محسسنى ان الثورة قامت فى السر خوفاً من بطش المشركين والكفار ..
عادل : وايه العمل دلوقت .. انا بحبها اوى يا احمد
انا : خلاص يا عم .. انت هتنف فى كم القميص .. ما تهدى بقى خلينا نشوف هنعمل ايه
عادل : فكر لنا فى فكرة
انا : ممم قشطة .. بس يا كبير .. جت لى حتة دين فكرة مُكن .. هبة هتقول لأبوها ان عادل فلول أساساً .. بس ما رضيش يقولك كدة احسن تفتكر انه جاى طمعان فى فلوسك
عادل : طب وايه العلاقة بين الفلوس والفلول؟
أنا : يا عم انت متخيل ان فى واحد فلول فهمه هيوصله للسؤال ده؟؟ خليها بس تقول له كدة
-----------------------------------------------
تجلس هبة مع ابوها فى الصالة
هبة : والله يا بابا زى ما بقولك كدة .. عادل فلول و سيس اأقصدى وابن ناس .. بس ما رضيش يقولك كدة احسن تفتكر انه بيتقرب لك وطمعان فينا
الاب : بقى كدة يا بنتى .. ده طلع انسان .. وانا اللى كنت فاكرة من بتوع الثورة .. طب حيث كدة هاتى رقمه وانا هتصل بيه اصالحه واتفق معاه
--------------------------
ابو هبة ممسكاً بالموبايل ويتحدث مع عادل
عادل : لا يا عمى انا لا يمكن اتجوز بنتك .. انت جرحت احساسى .. واتهمتنى انى بتوع الثورة .. ودى لا يمكن اسامحك عليها
ابو هبة : يا بنى ما انت اللى قولت لى انك من بتوع التحرير .. هو انا جبت حاجة من عندى
عادل : لازم يبقى عندك نظر يا عمى .. بقى واحد ابن ناس زيى يبقى من بتوع الثورة .. كنت لازم تفهم انى عملت كدة احسن تفتكر انى طمعان فيك وفى هبة
ابو هبة : فى دى عندك حق يا بنى .. وعشان كدة انا المرة دى اللى هجيلك البيت .. ومعايا هبة وماماتها كمان
جاءنى عادل وهو طاير من الفرح ويمسك بيديه خمس سندوتشات يأكلهم مرة واحدة
عادل : ابو حمييييييد يا كبير .. ابوهبة كلمنى واتأسف لى يا معلللللم
انا : ألف مبروك يا بوب .. شوفت يا بنى .. عيب عليك .. تعتمد عليا وانت مغمض
عادل : مش بس كدة وقال لى هيجى لى هو البيت ومعاه هبة وامها
انا : يا دى المصيبة .. وانت ازاى وافقت يا متخلف انت
عادل : ليه يا عم .. ده الراجل شارى خاطرى اهو
انا : انت ناسى يا استاذ انك معلق بوستر كبير للبرادعى على واجهة البيت من برة
عادل : اوبااااا .. ده صحيح يا دى المصيبة .. مش مشكلة نشيل البوستر
ا
نا : وهتعمل ايه فى اوضتك اللى كلها صور لشهداء الثورة وعماد عفت ومينا دانيال .. ده غير صور حمدين وخالد على وابو الفتوح اللى مالى بيها كل حتة فى الشقة
عادل : يالهوى .. ده انا كنت ناسى
انا : ده انت يا راجل حتى الحمام حاطط فيه صورة شفيق وكاتب عليها "شد السيفون"
عادل : اوبااااااااااا
انا : ده حتى وابوك وامك واخواتك حافظين نفس الكلام اللى بتقوله .. وبيشتموا طول الوقت على الفلول
عادل : طب انقذنى يا احمد هنعمل ايه فى المصيبة دى؟
انا : ممممم جت لى فكرة .. سيب لى الحكاية دى عليا
-----------------
اجلس انا وعادل وابوه وامه وباقى افراد اسرته
انا : فاهمين يا جماعة ..اسمها ايه؟ .. اسمها نكسة 25 يناير .. ومين اللى عمل موقعة الجمل؟
الجميع بصوت واحد : الاخوان المسلمين
أنا : تمام .. والصور دى بتاعة الشهدا هنحطها هنا على الحيطة دى ونكتب عليها بلطجية .. وخد يا عادل علق البوسترات دى واكتب عليها ابطال مصر
عادل : ودول مين اللى فى الصور دول؟؟
انا : ده حمؤة الاخنف .. وابراهيم مطوة .. وسيد اباطيش .. وحمادة الأخوع
ام عادل : يا مصيبتى؟؟ دول بنى ادمين بردو يابنى؟
انا : طبعاً .. ابطال شاركوا فى موقعة الجمل
ابو عادل : طب بالنسبة لبوستر البرادعى اللى على واجهة البيت ده؟
انا : مممم مش لازم تقطعه .. خد بس القلم الفلوماستر ده واكتب عليه عميل الامريكان
اخت عادل : طب بالنسبة لى انا هقول ايه؟
انا : مممم بصى انتى كفاية عليكى انك طول ما انتى قاعدة تدندنى اغانى تامر حسنى وعمرو مصطفى
عادل (بسعادة) : قشطة جداً .. كدة احنا جاهزين
يجلس الجميع عادل وابوه وامه واسرته وهبة وابوها وامها واخوها فى صالون بيت عادل
ابو عادل : حصلت لنا البركة يا استاذ .. والله ما فرحنا بحاجة من ساعة الثورة النكد أد ما فرحنا بخطوتك العزيزة دى
ابو هبة : الله يعز مقدارك .. اهى غمة وهتنزاح .. ربنا يقدم اللى فيه الخير .. نقرا الفاتحة بقى .. عشان نفرح الاولاد .. أأأ ايه الصورة اللى هناك دى
ابو عادل : دى صورة الشهدا أأأأ قصدى البلطجية اللى ماتوا فى الثورة قصدى النكسة
ابو هبة : اااه طمنت قلبى .. امال حاططها كدة ليه يا شيخ شيل شيل
ابو عادل : على رأيك .. شيل يا عم الاشكال دى (تترغرغ عيون ابو عادل بالدموع وهو يشيل بوسترات الشهداء)
--------------------------
عا
ادل وابوه يجلسان فى الصالة لوحدهم بعد انصراف عائلة هبة
ابو عادل : كان لازم نناسب الراجل الفلول ابن الكلب ده؟ الله يلعنك فى كل كتاب يا عادل يا بنى .. انا مش عارف هاودتك ازاى .. وجالى قلب ازاى اشيل صور الشهداء اللى ضحوا بدمهم لجل ما نعيش عيشة حلوة ونضيفة .. ضحوا بشبابهم وهما واقفين قدام ظالم جبار معتدى حرامى مجرم معتاد الاجرام .. يكون جزاتهم اننا نشيل صورهم ونقول عليهم بلطجية
عادل : خلاص بقى يا بابا .. انا اصلى بحب هبة اوى .. وهى كمان بتموت فيا وهنرتاح مع بعض
ابو عادل : عايز ترتاح معاها؟؟ طب والشهدا دول؟؟ لما يعرفوا انك مرتاح مع واحدة ناصرت المجرمين القتلة واديتهم صوتها فى الانتخابات .. هيرتاحوا؟
عادل (عنيه تدمع) : لا يا بابا .. هبة مش فلول .. هبة قلبها مع الثورة .. ونزلت الميدان معايا ايام الثورة مرتين تلاتة
انا وعادل نجلس على القهوة نشرب الشاى والشيشة
انا : خلاص بقى اهدى يا عادل .. قدر الله وما شاء فعل .. ان شاء الله ربنا يعوضك بانسانة احسن منها .. وما تكونش فلول
عادل (يبكى) : انا اللى صعبان عليا .. انى حبيتها وصدقتها .. وصدقت انها مع الثورة .. اتاريها بتحب شفيق
انا : لا حول ولا قوة الا بالله .. طب اهدى بس .. صحتك وانت لسة شباب .. احكى لى بالظبط اكتشفت الموضوع ازاى؟
عادل : بعد ما لبستها الشبكة .. اخدتها على جنب .. واديتها خاتم فضة من مشغولات فنانى الثورة .. مكتوب عليه "ثورة ثورة حتى النصر" قامت رمياه على اخر درعها .. وصارحتنى بالحقيقة .. وقالت لى مش معنى ان احنا ضحكنا على بابا عشان نتجوز انى هسمح لك تحط فى شقتنا حاجة تخص الثورة .. قال مش هتسمح لى بنت الكــ
انا : طب اهدى بس .. وربنا يعوضك .. ما تزعلش واهدى
عادل : لا مش ههدى .. انا لازم اقطع ايدى اللى اتحطت فى ايد ناس استباحت دم الشهدا ودعمت القتلة المجرمين اللى ايديهم ملوثة بالدم
انا : اعقل يا مجنون هتعمل ايه؟
عادل (يهب واقفاً وينظر فى الافق) : هقطع شرايينى وهكتب بدمى مكان بوسترات الشهدا اللى شيلتها .. هكتب (ثورة ثورة حتى النصر)
---------------------------
تمت
via
أحمد الصبَّاغ