غرائب المحاكمة: متهم سمع الحكم عليه فى المقهى.. وقرار بإعدام «أهلاوى»
داخل مقهى البحرية، فى شارع محمد على، الذى يقع بآخره سجن بورسعيد العمومى، جلس طارق عصران، يتابع مع المئات إعلان المستشار صبحى عبدالمجيد، رئيس محكمة جنايات بورسعيد، حكم إحالة أوراق 21 متهماً بقضية «مجزرة بورسعيد» إلى فضيلة المفتى، وعندما نطق القاضى باسم «طارق عصران» من بين المحالين للمفتى، كالآتى: «طارق عبداللاه عصران على، وشهرته: طارق عصران»، ضجت القاعة بالهتاف، وانقلب المقهى رأساً على عقب، فقد كان «المتهم» بينهم، يشاهد المحاكمة وسط الأهالى.
يخشاه أهل بورسعيد، يقولون عنه على استحياء إنه «مسجل خطر»، ولا تقوى قوات الأمن على القبض عليه، بداية معرفة اسمه كان من خلال زوجة محمد محمود البغدادى، أحد المتهمين بالقضية، التى كانت تتحدث لـ«الوطن» عن براءة زوجها الحبيس، ووجود بعض المتهمين المعروفين مسجلين خطر، ويرتعون فى البلد، بل يوجدون داخل الاعتصام الذى نصبه ألتراس المصرى البورسعيدى أمام السجن.
البعض حذروا طارق، رغم وجوده عقب الحكم مباشرة أمام السجن مع المهاجمين، من أن يغرر به، ويقبض عليه، فما كان منه إلا أن قال: «ما انا كده كده ميت».
المفارقات الغريبة التى شهدتها محاكمة قضية بورسعيد لم تتوقف، حيث حكم على شخص بالإعدام ضمن 21 من مشجعى ألتراس النادى المصرى، بتهمة قتل شهداء الأهلى، وهو نفسه من مشجعى الأهلى، حيث أخلى سبيله فى البداية، لعدم وجود أدلة ضده، ورجع إلى أسرته ومارس حياته الطبيعية، لكنه فوجئ بالقاضى ينطق اسمه ضمن المحكوم عليهم بالإعدام.
ويحكى «إبراهيم عبده حمود»، عضو بحركة 6 أبريل، وابن خالة حسن محمد المجدى، 18 سنة، دبلوم صناعى، بالنيابة عنه لهروبه، أن حسن يعمل مع والده فى مجال خردة السيارات، وهو من المنزلة بالدقهلية، ولهم محل إقامة فى بورسعيد، ويوم الحادث جاء مع جماهير الأهلى بصحبة أخيه، وجلس فى مدرجاته، بينما جلس أخيه الذى يشجع الزمالك مع المصرى فى هذا اليوم، وعندما حدث الهجوم على ألتراس الأهلى فر حسن هاربا ناحية الباب الذى سقط على الكثيرين، ولقى البعض مصرعهم بسبب التدافع وسقوط الباب عليهم، ورآه أخوه يسقط مغشياً عليه من التدافع فحمله إلى غرفة اللاعبين، التى كانت متاحة أمامهم فى هذا الوقت، فتلقاه الكابتن «عماد متعب» الذى ساعد فى إفاقته، وأعطاه رقم هاتفه، وأثناء خروج الأخوين من الاستاد قابلتهما الشرطة وقبض عليهما، وخرجا من النيابة بعد أسبوعين من التحقيقات لعدم ثبوت الاتهامات ضدهما.
ويكمل: «فوجئت الأسرة أن ابنهم حسن ضمن 73 متهماً فى القضية بعد ذلك، وكلموا رجائى عطية، محامى النادى الأهلى، فقال: لا تقلقوا لعدم ثبوت الأدلة، كما أن عماد متعب أكد أنه سيشهد أنه كان معه وقت الحادث، ولم نهتم أو نرسل محامياً للدفاع عن حسن، وأثناء مشاهدة الأسرة للقاضى، وهو يتلو أسماء المحكوم عليهم بإحالة أوراقهم للمفتى، وجدوا اسم حسن ضمنهم، فسقطت الأم مغشيا عليها، مصابة بانهيار عصبى، لأنه كبير إخوته، واتصلنا بعماد متعب، وشرحنا له الأمر، ونحن فى انتظار الطعن وتقديم أدلة تبرئته».
ويؤكد ابن خالة المتهم، أنه توجد 4 حالات مماثلة لحالة حسن، من ضمنهم شاب عمره 16 سنة، ضمن ألتراس أهلاوى، محكوم عليه أيضاً بالإعدام، رغم أنه لم توجه له التهمة، ويقول: «كنا نتمنى الإعدام لقتلة الشهداء، ولكن بعد الحكم على حسن شعرنا بالظلم، وتأكدت أن بينهم أبرياء، ولذلك نطالب بالقصاص ولكن من القتلة الحقيقيين»
توقيع :Galal Hasanin
Mr. Galal Hasanin
Expert Teacher of English Language
El-Malek El-Kamel High School
Mansoura Secondary High School