هل وقعنا فى الفخ؟.. قال لى أحد الخبثاء: كنا نظن أننا انتخبنا «الأخ» فإذا بنا نكتشف أننا انتخبنا «الفخ»!! انتخبناه حتى لا يحدث اعتداء على مبادئ الثورة ولكى يحقق أهدافنا وطموحاتنا، وخفنا من انتخاب منافسه حتى لا يقتلنا أو يعتقلنا أو يضع سيفا على حرياتنا، فإذا بالذى انتخبناه ينكل بنا ويقتل ثوارنا ثم يصادر الثورة بأكملها!! وآخر باقة التنكيل شاهدناها على الهواء حين تم تعرية مواطن مصرى غلبان من ملابسه وسحله ثم عندما أصبحت فضيحة الحاكم المتحكم أكبر من فضيحة كلينتون مع مونيكا، مارس الحاكم بأمر الإخوان فضيحة أخرى أكبر من فضيحة سجون جوانتنامو، حيث بعد تعرية وسحل هذا المواطن تم تهديده وترويعه حتى يقول للدنيا «ما أحلى أن يقوم بتعريتى مرسى الرئيس» والله الذى نفسى بيده هذه فضيحة تستقيل معها أنظمة بأكملها، إلا نظام واحد هو نظامنا الحالى الذى يضع المشنقة حول رقابنا وهو يقسم أنه يضع قلادة النيل لتكريمنا!!.
يالضيعتنا عندما انتخبنا هذا النظام البائس، ويالضيعة أحلامنا عندما فكرنا فى الطبيعة الدستورية للنظام الذى سيحكمنا، أردنا نظاما برلمانيا، وأراد البعض نظاما رئاسيا، وكان البعض الثالث أكثر دقة حينما قالوا نريد نظاما يجمع بين البرلمانى والرئاسى، ولكن مصر أم الافتكاسات فى العالم كله أنجبت لنا نظاما فريدا من نوعه، لا مثيل له فى أى نظام دستورى فى العالم، نظامنا الوليد الصغنون ـ قصف الله عمره ـ كشف عن نوعه أجهزة الموجات فوق الصوتية «السونار» قبل الانتخابات الرئاسية بفترة، واتضح للأسف الشديد أنه جنين مشوه، وحين تمت الولادة ومرت الشهور وأصبحنا أمام الأمر الواقع تأكدنا من هذه الملهاة الرئاسية، اتضح أن الجنين ليس برلمانيا ولا رئاسيا ولا حتى برلمانيا رئاسيا، ولكنه جنس رابع مشوه، نظامنا الجديد «إخوانى عسكرى فاشى» وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ونظرا لأن المواطن المصرى الآن يعيش أزهى عصوره فى عالم التنكيل والسحل والقتل والتعرية، فإننى يجب أن أفعل مثل بعضهم وأقوم بتغيير البوصلة الخاصة بى، يجب أن أخاف وأنافق وأبحث عن المصالح والغنائم والمناصب، وسأنسى قناعاتى مؤقتا، سأعطى لها إجازة وأمارس أطماعى البشرية، لذلك فإننى من جريدة «المصرى اليوم» الغرَّاء أرسل تحياتى لفضيلة المرشد، وللأخ الكبير المهندس خيرت الشاطر، وأزجى التهانى لفخامة الرئيس المجاهد الدكتور العالم محمد مرسى، كما أننى من خلال هذا المقال أتقدم ببلاغ لمباحث المصنفات حيث قام أحد لا أعرفه باستعارة اسمى وكتابة مقالات نقد غير لائقة لجماعة الإخوان الفاضلة، وكان آخرها ذلك المقال البذىء الذى تم نشره فى «المصرى اليوم» بعنوان «الدكتور محمد مرسى رئيس مصر السابق» وقد خدع هذا الشخص الذى انتحل اسمى الصحفى الكبير الأستاذ «ياسر رزق» رئيس تحرير الجريدة، وأقنعه أنه أنا، وأنا أعلن أننى لا أعرف «المصرى اليوم» وليس لى بها أى صلة، ومن جبروت هذا الشخص أنه قام بتأليف كتاب اسمه «سر المعبد» ونسبه لى، وبهذه المناسبة أؤكد أننى فقدت ختمى ولن أجدد بدله، هذا والله الموفق.
ويقينى أن الشخص الذى استولى على اسمى سيواصل نقده للجماعة صاحبة المدينة الفاضلة «يوتوبيا الإخوانية» حتى إننى علمت أنه يقوم حاليا بكتابة كتاب آخر يحتوى على أشياء لا أوافق عليها وهذا للعلم والتحذير، وأقر هنا أن نقد الإخوان لا يجوز لأن الإخوان يمثلون الإسلام، فإذا انتقدتهم سأكون ـ حاشا لله ـ كمن ينتقد الإسلام، كما أقر أننى من فرط حماسى ذهبت لانتخابات الرئاسة وأعطيت صوتى للأصلح، وحين سألنى أحد أصدقائى المقربين من الإخوان: انتخبت من؟ قلت له: انتخبت الأصلح، فغضب منى وقال: يا راجل ويهون عليك العيش والملح، كان يجب أن تنتخب محمد مرسى!!