نشأة «البهرة»
«البهرة» ترتبط بالطائفة الإسماعيلية، التي كانت في نشأتها الأولى تدعو إلى إمامة إسماعيل بن جعفر الصادق، والتي ظلت، وفقًا لرواية الموسوعة «الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة»، تعمل في الستر والكتمان، حتى ظهرت حركة، عبيد الله المهدي، في المغرب، فقويت به شكوتهم ثم تسلم الإمامة من بعده المنصور، ثم المعز لدين الله الفاطمي، ثم تولاها العزيز بالله ثم الحاكم بأمر الله، ثم الظاهر ثم المستنصر بالله.
وبعد وفاة المستنصر وقع الخلاف بين ولديه نزار والمستعلي، وتمكن المستعلي من تسلّم زمام الخلافة والإمامة بالقوة وبمساعدة خاله الأفضل الجمالي، قائد الجيوش الفاطمية، وبذلك انقسمت الإسماعيلية إلى فرقتين: 1- المستعلية، 2- نزارية.
والمستعلية استمر أئمتها في إدارة شؤون الخلافة في مصر، وبعد المستعلي جاء الآمر بالله ثم الطيب بن الآمر، الذي يدعون أنه دخل كهف الستر والغيبة، ثم جاء العاضد، استولى القائد صلاح الدين الأيوبي على شؤون الدولة الفاطمية، وبذلك تفرق الإسماعيلية بفرقتيها (النزارية – والمستعلية)، فكون الإسماعيليون في اليمن فرقة إسماعيلية مستعلية باسم «الإسماعيلية الطيبية»، وتعرف اليوم باسم «طائفة البهرة».
وفي موسوعة «الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة»: «لم يمارس الإسماعيلية الطيبية أي نشاط سياسي، ولكنهم ركنوا إلى التجارة بين الهند واليمن، ووجدوا في ذلك فرصة لنشر الدعوة في الهند وخاصة في ولاية (جوجرات) وأقبل الهندوس على الإسلام حتى كثر عددهم في الهند وعرفوا باسم (البهرة)».
مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند
وتشير المصادر التي بحثت عن أصل «البهرة» إلى مأخوذة من «فهرو»، التي تعنى «التجارة» في اللغة الجوجارتية الهندية، فالبهرة هم التجار، وسموا بذلك لأن السواد الأعظم من تلك الأمة تعمل في التجارة منذ ارتباطهم بمهد الإسلام.
وانقسمت الإسماعيلية «الطيبية» في القرن العاشر الهجري إلى فرقتين.
الفرقة الأولى: السليمانية نسبة إلى الداعي سليمان بن حسن.
الفرقة الثانية: نسبة إلى الداعي قطب شاه داود، وهو الداعي السابع والعشرين، الذي انتقل مركزهم من اليمن إلى الهند في القرن العاشر الهجري، ودعايتهم يعيش في بومباي.
عقيدتهم
1- يعتقد «البهرة» بألوهية أئمتهم، فيصلون كما يصلي المسلمون ولكنهم يقولون إن صلاتهم للإمام الإسماعيلي الطيب بن الآمر، الذي داخل الستر سنة 525 هجريًا، «حسب اعتقادهم»، وأن أئمتهم المستورين من نسله إلى يومنا الحاضر.
ونشرت جريدة «من» الباكستانية بتاريخ 6 أكتوبر 1977، تقول: «رجل بوهري يسجد لكبير علماء البهرة».
2- يقدمون صلاتهم وأعيادهم قبل يوم أو يومين عن سائر المسلمين وهكذا الحج إلى بيت الله الحرام.
3- أباحوا الربا علانية عطاء وأخذا.
4- يرون أن الكعبة هي رمز علي الإمام.
5- إحياء كل ما يتعلق بالفاطميين من قبور ومساجد، فهم يدفعون أموالاً طائلة لتشييد هذه القبور والمساجد.
6- يعتقدون أن الإمام الطيب بن الآمر دخل الستر «الغيبة» في الكهف.
7- يعتقدون أن الأئمة الثلاثة «أبوبكر وعمر وعثمان» مغتصبون الخلافة من علي بن أبي طالب.
8- يعتقدون أن أئمتهم ينحدرون من سلالة الإمام علي بن أبي طالب وهم معصومون من الخطأ.
9- قبلتهم في صلاتهم يتوجهون إلى قبر الداعي الحادي والخمسين طاهر الدين المدفون في مدينة بومباي في الهند، ويطلقون عليه اسم «الروضة الطاهرة».
10- وتجب عليهم الصلاة في العشرة أيام الأولى من شهر محرم، وفي غيرها لا تجب عليهم الصلاة، ولا يصلون إلا في مكان خاص بهم يسمى، (الجامع خانة)، وإذا لم يذهب الشخص منهم إلى الجامع خانة في العشرة أيام الأولى من محرم يطرد من الطائفة ويفرض عليه الحرمان.
مكانة سلطانهم
يعتبر هو المالك لكل المطلق لكل شيء، ويفرض على النساء والرجال تقبيل رجليه ويديه، ويعتبر نفسه المالك المطالق لكل ممتلكات أتباعه المادية والمعنوية.
كتبهم:
1- كتاب «النصيحة»، لمؤلفه الداعي الحادي والخمسين طاهر سيف الدين، وهذا الكتاب يعتبرونه قرآنهم ويخرجون منه أحكامهم وعباداتهم.
4- «ضوء نور الحق المبين»: تأليف داعي البهرة طاهر سيف الدين، وقد كلف أتباعه بقراءته على جموع البهرة، وفي مجالسهم الخاصة والعامة.
مصادر التمويل
وتقول الموسوعة: «داعي البهرة السابق محمد برهان الدين الذي أصبح الداعي رقم 52 في سلسلة الدعاة الإسماعلية الطيبية يبلغ دخله السنوي 120 مليون روبية في السنة، وكل فرد من أفراد عائلته يتقاضى 8000 روبية شهريا، وتتكون عائلته من 188 فردا غير السيارات والمساكن الحديثة المكيفة،
وأضافت: «تسن الحكومة البهرية ضرائب إجبارية على أفراد الطائفة، وعندما ينمو الطفل ويكبر يفرض على أهله أن يذهبوا به إلى أحد أتباعه ممن يحملون لقب شيخ ليعمل له تعويذة (حجاب) ويعلمه كلمة الشهادتين مقابل ضريبة معلومة وغيرها من مصادر التمويل التي تعود على رئيسهم بالأرباح الطائلة».
من أعمالهم
وتقول الموسوعة «من أعمالهم أنهم قاموا بإصلاح ضريح كربلاء والنجف والضريح الفضي لمشهد رسول حسين والسيدة زينب في القاهرة، كما عملوا قبة من الذهب فوق ضريح الحسين في القاهرة».
وأوضحت أن «الطائفة رممت الجامع الأنور بالقاهرة، وهو من أعظم المساجد الأثرية الإسلامية الفاطمية وأضخمها، وقد كان قبل الترميم في حالة يرثى لها، تراجعت لها عن ترميمه كثير من المنظمات الأثرية بمن فيها منظمة اليونيسكو، رممه سلطان البهرة مع أبناء طائفته في 28 شهرا، وافتتحه سنة 1401/1981 مع رئيس جمهورية مصر العربية آنذاك محمد أنور السادات وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين، وأعمال آخرى، وقاموا بمشروعات لحفظ القرآن الكريم بين أبناء طائفتهم، كما أنشأ سلطان البهرة، مشروعات لرفع المستوى المادي والمهنى لأبناء الطائفة كمشروع القرض الحسن».