روسي من موسكو، عمره 26 سنة، واسمه سيرغي كيريلوف، قام الأحد الماضي بما هو نادر في عالم الوعود الدموية، فنفذ واحداً قطعه على نفسه «أون لاين» أمام المئات، معلناً عبر مواقع التواصل في الإنترنت، وطوال الأسبوع الماضي، أنه سينتحر علناً بالصوت والصورة أمام كل من يقرأ وعده، ثم قام بأول خطوة، وبثّ عنوانه في موقع «سكايب» الشهير، ليراه الراغبون بأعينهم كما وعد تماماً: قاتلاً ومقتولاً معاً.
عشرات تسارعوا إلى عنوانه «السكاي بي»، في اليوم الموعود، ومعظمهم يظنه يمزح، وبعضهم جاء ربما لشماتة عابرة بأحدهم وعد ولم يفعل، فيما لو تراجع عما قال، لكن سيرغي الذي تعرفت «العربية. نت» إلى قصته من وسائل إعلام أوروبية، كما أنها مترجمة من نظيرتها الروسية، ظهر لهم فعلاً في الساعة الموعودة.
وحسب تقرير «العربية نت»، ظهر المتوفى بالشورت وبصدر مكشوف، أي كما كان في صورة بثها إليهم والتقطها بنفسه صباح ذلك اليوم في حديقة البيت، ودخل سيرغي في حوارات متقطعة مع زائريه حول ما قطعه لهم، ثم بدأ الملل يسيطر على بعضهم لتأخره بالوفاء بوعده الانتحاري، من دون أن ينصحه أي منهم بعدم تنفيذه، بل راحوا يشجعونه عليه مع شيء من التحدي بكلام مسموع، وبتعليقات كتبوها في موقعه وقرأها، وتبقى محفوظة دائماً.
بعضهم طالبه بالإسراع، «فلا وقت عندنا لنضيعه»، وآخرون عبّر أحدهم عنهم بقوله له في أحد التعليقات: «إن الرجل الحقيقي إذا قال شيئاً يفعله». وواحدة بالغت في العيار أكثر، وحقنته بما يعيب الفحولة، وقالت له: «اعتقدتك رجلاً»، ومثلها كثيرون كرروا تعليقات شبيهة، إلا واحد قرأت «العربية. نت»، في بيان الشرطة، أنه اختلف عن الجميع، فكتب تعليقاً ينصحه فيه بالعدول عن نواياه.
وخاب ظن الزائرين بسيرغي حين فاجأهم بتركيز كاميرا «السكايب» على جانب آخر من المطبخ، ورأوه يمضي إليه ليقف على كرسي أسفل بابه ليصبح بارتفاعه تقريبا، وهناك أدخل رأسه بحلقة حبل مثبت بوصلة معدنية أدخلها بالإطار الفوقي للباب، وبعدها التفت ليراه «السكايبيون» لآخر مرة، ثم وجدوه يطرح الكرسي جانبا من تحت قدميه، ويهوي متدلياً ومشنوقاً أمام أعينهم المذهولة.
يوم الأربعاء الماضي، ظهرت صور سيرغي البائسة في وسائل إعلام روسية، مع خبره الذي استمدت تفاصيله من الشرطة، وفيه بيانها بأنها علمت بما جرى من المحفوظ بحسابه في «سكايب» المتيح للمتحاورين أن يروا بعضهم على شاشات الكمبيوترات، ووجدت ما فيه من صور وتعليقات محفوظة، لذلك أسرعت بفتح تحقيق، وبملاحقة من زاروه في الموقع، وشجعوه، بتهمة التحريض على القتل.