عرفه المصريون مع بداية عرض حلقاته الجريئة «سري للغاية» على قناة الجزيرة، والتي تبعها بسلسلة حلقات «وكر الجواسيس»، التي كشف خلالها الكثير من أسرار الجواسيس المصريين والسوريين والإسرائيليين، لعل أشهرهم وارتباطًا بالمصريين قصة الجاسوس المصري رأفت الهجان، وهو ما اضطره للسفر إلى الأرض المحتلة لمعرفة تفاصيل العملية التي لم تنشر من قبل.

مثل نحت الدماء على أرصفة محمد محمود جدارية في إحدى زوايا الشارع نقش عليها صورة إعلامي شهير ومدون تحتها جملة (صوت الثورة الفصيح)، رُفعت شعاراته وأحاديثه على أكتاف شباب آمن بقدرته على التحدث باسمه في ظل إعلام لا يؤمن في كثير من الأحيان إلا بالصوت الواحد، فكان دائما رمزا للصوت الآخر.

لم يهنأ منذ بداية عمله براحة البال لدخوله الدائم وسط مناطق شائكة يقتحمها بإرادته بغض النظر عن خطورتها أو ضررها، إلى أنه فاجأ الجميع منذ أيام بإعلانه أن ثمة تجربة كبيرة ومهمة في الإعلام المصري بصدد الانتهاء قريبًا، في إشارة منه إلى عدم تجديد عقده مع قناة On tv التي يقدم على شاشتها برنامجه الأسبوعي «آخر كلام».

يسري فودة، الذي انفرد عن غيره بأشهر جملة افتتاحية في البرامج التليفزيونية خلال السنوات الماضية.. «طيب الله أوقاتكم».. حولها ذات مرة إلى أمنية تعبر عن الغضب الذي كان ينهش في جسده عندما سالت الدماء في الشارع المصري بسبب الصراع على السلطة قائلًا: «لا طيب الله أوقاتكم»..

وفي هذا التقرير ترصد «المصري اليوم» الطلقات الكبرى في حياة «فودة» قبل أن يكون «آخر كلام».

الطلقة الأولى: بداياته

1. ولد في منشية جنزور، طنطا، محافظة الغربية، في 10 مايو.

2. التحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1986، بتقدير جعله «الأول على دفعته».

3. تم تعيينه معيدًا في الكلية وحصل على درجة الماجستير في الصحافة التليفزيونية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعلى دبلوم الإنتاج التلفزيوني في معهد التدريب التابع للتليفزيون الهولندي.

4. اختارته مؤسسة «فريدريش ناومان» الاتحادية للإشراف على تدريب العاملين في التليفزيون المصري في إطار اتفاقية تعاون بين المؤسسة واتحاد الإذاعة والتليفزيون.

5. سافر إلى بريطانيا لإعداد رسالة الدكتوراه، عام 1992.

الطلقة الثانية: الطريق إلى BBC

1. انضم إلى تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية، BBC، لدى إنشائه عام 1994.

2. أول مراسل عربي متجول يعمل كمراسل للشؤون الدولية في هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

3. عمل مذيعاً ومنتجاً في القسم العربي لـ BBC، حتى عام 1996.

4. انتقل إلى تليفزيون وكالة أنباء «أسوشيتد برس» وشارك في إنشاء قسم الشرق الأوسط هناك.

الطلقة الثالثة: الجزيرة.. «الرأي والرأي الآخر»

1. عمل مراسلاً لشؤون بريطانيا وغرب أوروبا في قناة الجزيرة منذ إنشائها عام 1996.

2. شارك في إنشاء مكتب قناة الجزيرة في لندن، عام 1997، شغل منصب نائب المدير التنفيذي فيه.

3. بدأ في تقديم برنامجه الأول «سري للغاية» في فبراير 1998.

4. انفرد بتقديم سلسلة حلقات «أجراس الخطر- الحقيقة وراء 11 سبتمبر»، والتي استغرق إعدادها 9 شهور، وتم تصويرها في 10 دول إضافة إلى 11 ولاية أمريكية، وتمكن خلالها من مقابلة أكثر الأشخاص المطلوبين للمخابرات الأمريكية، وهما خالد شيخ محمد، ورمزي بن الشيبة.

5. طلبت المخابرات الأمريكية من حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وزير خارجية قطر والمشرف على «الجزيرة»، فور بث الحلقة إقناع «فودة» بالتعاون مع الأجهزة الأمريكية لمعرفة مكان «بن الشيبة» والوسيط الذي رتب اللقاء، لكن «فودة» رفض.

6. واجه «فودة» اتهاما خطيرا بأنه على صلة بالمخابرات الأمريكية، بعد اعتقال «شيخ محمد وبن الشيبة» بعد أيام من إذاعة الحلقة، لكن القاعدة برأته ببيان حول ظروف القبض على قطبيها، قائلة: «حرصا على إظهار الحقيقة وقطع الأقاويل والإشاعات فإننا نود التأكيد للجميع أن قناة الجزيرة ويسري فودة، مقدم برنامج (سري للغاية)، ليس لهما علاقة بالأحداث التي حدثت في كراتشي في الأيام الماضية وأن ما حدث إنما هو بقدر الله وحكمته».

7. توصل «فودة» في إحدى حلقاته إلى إمكانية معرفة الموساد الإسرائيلي مسبقًا بوجود عمل إرهابي في الولايات المتحدة، وأحداث 11 سبتمبر، وأن مجموعة من الإسرائيليين التابعين لجهاز الموساد كانوا أمام مركز التجارة العالمي صباح الحادث في انتظار وصول الطائرة الأولى وليست الثانية لتصويرها.

8. حاول الكشف عن لغز موت المشير عبدالحكيم عامر، في حلقات «الرجل الثاني»، وتوصل إلى أن عبدالناصر دعا «عامر» إلى تناول الغداء سويًا ليلة وفاته، ما يشير إلى وجود شبهة في اشتراك عبدالناصر في مقتل عبدالحكيم عامر.

9. ذهب «فودة» مع برنامجه إلى إسرائيل مرتين، الأولى في 2005 خلال حلقته «وكر الجواسيس» عن رأفت الهجان أو رفعت الجمال التي صورها من داخل تل أبيب وقابل بعض الإسرائيليين من الموساد، ليتناول الدور الذي لعبه الهجان أثناء عمليات تل أبيب والتجسس، وتكرر ذلك خلال حلقة له عن التجسس في الشرق الأوسط والأسرى المصريين.

10. تعد حلقة «رحلة طائرة البطوطي»، التي عرضت في 2008، حول قصة طائرة مصر للطيران التي تحطمت في رحلتها بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية عام 1999، من أهم حلقات «سري للغاية»، وأثارت الحلقة جدلاً كبيراً في وقت عرضها بسبب العديد من النقاط الغامضة التي ألقى عليها الضوء أو الإجابات المهمة التي قدمها التي أجابت عن العديد من الأسئلة حول هذا الحادث.

11. تناول في حلقته عام 2005 قضية اغتيال الموساد لعالم الذرة المصري، يحيى المشد، عام 1980، في باريس، وبحث القضية معتمدا على أدلة مادية من وثائق وسجلات، وعرض شهادات لبعض الخبراء وشهود العيان، متسائلا عن أسباب صمت السلطات المصرية عن هذه الواقعة.

12. كان الصحفي العربي الوحيد والأجنبي الوحيد الذي سُمح له بدخول معتقل «جوانتانامو» مع عدد من الصحفيين الأمريكيين، وعرف طريقة نقل الأسرى من سجن باراتشينار إلى سجن كوهات ثم إلى جوانتانامو، وطريقة إخفاء جنسياتهم وعددهم وجهل الأهالي بأحوالهم، ومعاملتهم في جوانتانامو.

13. حصلت أولى حلقات البرنامج على الجائزة الفضية لمهرجان القاهرة للإنتاج الإذاعي والتليفزيوني.

14. حصلت مجمل حلقاته في البرنامح على جائزة الإبداع المتميز من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2000.

15. استقال من الجزيرة مرتين، الأولى قدمها في 2003، رافضا ما سماه «التدخل المباشر من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في عمله»، ثم استقال نهائيا من الجزيرة في 2009، لتحفظه على أمور بعينها في القناة، منها ما له علاقة بالإدارة ولبعضها علاقة بالمهنة ولبعضها الآخر علاقة بالسياسة.

16. اتفق مع إدارة «الجزيرة» على ألا ينضم إلى أي قناة أخرى لحين الانتهاء من عقده معهم.

الطلقة الرابعة: آخر كلام.. طيب الله أوقاتكم

1. بدأ تجربة مختلفة مع الإعلام المصري وبدأ في تقديم برنامج «آخر كلام» عام 2009.

2. ذاع صيته في مصر بعد تغطيته لأحداث الثورة المصرية التي وقف فيها مؤيدا للمتظاهرين.

3. من أوائل الإعلاميين الذين أيدوا ثورة يناير، وأعلن في جمعة الغضب أن «حاجز الخوف في مصر انكسر إلى غير رجعة».

4. هاجم الولايات المتحدة الأمريكية في لقاء مع BBC، يوم جمعة الغضب، مؤكدا أن قنابل الغاز التي تستخدمها الشرطة لتفريق المتظاهرين صناعة أمريكية.

5. استمر في خطه المهني خلال فترة حكم المجلس العسكري، وكان واحدًا من بين قليلين هاجموا سياسات المجلس.

6. أعلن محمد البرادعي، المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، لأول مرة رغبته في الترشح للرئاسة في حديث مع «فودة».

7. كان سببا في إقالة رئيس مصلحة الطب الشرعي، السباعي أحمد السباعي، الذي كان يرأس المصلحة فترة حكم مبارك، بعد حلقة حاوره فيه كاشفا فيها الكثير من مساوئ المصلحة في عهد «السباعي».

8. كان سببًا في إقالة أحمد شفيق من منصبه رئيسًا للوزراء في ذلك الوقت، بعد حلقة اشترك فيها مع الإعلامية ريم ماجد، واستضافا «شفيق» والكاتب علاء الأسواني.

9. كان برنامجه ساحة مفتوحة لموضوعات كثيرة انتقد بها المجلس بدءًا من قضية كشوف العذرية، في مارس 2011، مرورا بأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها.

10. هاجم المجلس بضراوة بعد أحداث مجلس الوزراء وسحل «ست البنات» في شارع قصر العيني، واصفًا إياهم بـ«العراة».

11. هاجم المشير محمد حسين طنطاوي عقب أحداث ستاد بورسعيد، منتقدا تصريح «طنطاوي» الذي قال فيه «هو الشعب المصري ساكت عليهم ليه؟».

12. أعلن توقف البرنامج لأجل غير مسمى بعدما تلقت قناة «أون تي في» ضغوطا من المجلس العسكري لوقف حلقة يستضيف فيها «فودة» الكاتب علاء الأسواني والإعلامي إبراهيم عيسى.

13. عاد من جديد بعد فترة مستضيفًا «الأسواني وعيسى».

14. اعترض على تغطية قناة «أون تي في» لانتخابات الرئاسة عام 2012، وأعلن توقف برنامجه للمرة الثانية.

15. أعلن في ديسمبر 2012 معارضته للرئيس محمد مرسي، عقب أحداث الاتحادية التي هاجم فيها أنصار مرسي عددًا من المتظاهرين المعارضين، وكانت افتتاحية البرنامج تاريخية، حيث وجه رسالة لجماعة الإخوان قائلا: «لا أنتم سدنة الدين ولا شعب مصر كفرة»، وأعلن «استقالته من حب الرئيس» معتذرا عن كل صوت انتخابي حصل عليه مرسي كان «فودة» سببًا فيه.

16. اعترض على أحداث الحرس الجمهوري، بعد عزل مرسي، وهاجم «مُريقي الدماء».

17. هاجم في إبريل 2014، ما وصفه بـ«المسؤول عن تذويب فكرة الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان في فكرة محاربة العنف والإرهاب».

18. أعلن في 2014 أنه «بلغ السيل الزبى، وطفح الكيل، وحانت لحظة ينبغي لديها من يتولى زمام الأمور في مصر أن يجيب بوضوح، أمام شعب مصر، هل 30 يونيو موجة من موجات 25 يناير أم لا».

19. أعلن في 22 سبتمبر 2014 انتهاء برنامجه هذا الأسبوع بعد انتهاء عقده مع القناة، معتبرا إياها «فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أصعب السنوات وأجملها في أجواء عامة ضاغطة».

عن صوت الثورة الفصيح

1. يحب الشعر وبالأخص أشعار محمود درويش وأمل دنقل وغالبا ما يستخدم أجزاء من أشعارهما في مقدمات برامجه.

2. أصدر كتاب «سري للغاية» في 7 أجزاء، عام 2003، صدرت له كتب «الطريق إلى عتليت»، «العميل الهارب»، «الطريق إلى القاعدة» و«الماسونية ثعبان تحت الفراش»، «الزئبق الأحمر».

3. له ديوان شعر باسم «الوشم وارتجافات العذارى».

4. يحب الفول والفلافل على مائدة الإفطار.

5. غير متزوج.