كثيراً ما يحدث أن شخص يضحك والآخرين يضحكون معه دون أن يعرفوا سبب ضحكه، فيعتقد البعض بأن الضحك ينتقل من شخص إلى آخر كالعدوى، وهذا ما أكده الباحثين أن هناك أسباب علمية لهذا الضحك، مشيرين إلى أن الضحك له فعل السحر في مواجهة المواقف الصعبة في الحياة والأزمات النفسية والعصبية.
ومن أهم مزايا الضحك أنه مثل الأنفلونزا "معد" وعندما يضحك الإنسان أو يبتسم فإنه يخرج طاقة التوتر من عضلات وأعصاب الوجه, وبالتالي تنتقل عدوي الضحك لمن حوله، فعندما نسمع أو نرى الآخرين يضحكون، فإن المناطق التي تسيطر على الضحك والابتسامة في دماغنا تصبح نشيطة أيضا، مما يلهمنا على الابتسام.
وقد أفاد باحثون بأن الضحكة المنبعثة من القلب تساعد علي خفض ضغط الدم, وتزيد من مقاومة الجسم للإجهاد وتحفزه علي إفراز هرمونات تؤثر علي الحالة النفسية والجسدية.
وأشار الدكتور محمود فوزي اخصائي الصحة النفسية, إلى أن الإنسان يبدأ بالضحك منذ الطفولة عندما يبلغ الأسبوع العاشر من عمره وبعد ذلك بستة أسابيع يضحك مرة كل ساعة وعندما يبلغ الرابعة من عمره يبدأ بالضحك مرة كل أربع دقائق, الأمر الذي يبين أهمية الضحك للإنسان حتي ينمو بشكل طبيعي وصحي.
وأوضح فوزي أن خمس دقائق من الابتسام أو الضحك كفيلة بتبديد 20% من الشعور بالاجهاد، كما أن ضحكة صباحية في بداية اليوم تعزز طاقة الجسد طوال اليوم، لذلك ينصحك الطبيب بتخصيص 5 دقائق قبل خروجك يومياً لتخبر نفسك عن كيفية شعورك بطاقة هائلة والوقت الرائع الذي ستقضيه بالخارج وتأكد أنك سوف تجد النتيجة مذهلة لأن جسدك سيستجيب لذلك ويبدأ بمحاكاة ما يدور في عقلك, لتشعر علي الفور بالطاقة والحيوية.
وقد أثبتت دراسة أخرى أجراها باحثون في كلية إمبريال التابعة لجامعة لندن، أن الدماغ يستجيب لـ "الأصوات الانفعالية" التي تصدر عن أشخاص آخرين ومنها الضحك.
كما أتضح للباحثين أن هذه الأصوات تستثير منطقة معينة في دماغ المستمع عند رؤيته وجهاً باسماً حيث يطرأ تغير فوري على عضلات وجهه قبل أن ينفجر في الضحك، مؤكدين أنه عندما نتحدث مع شخص ما فإننا نميل لتقليده من دون أن ندري من حيث تكرار ما يقوله أو حتى تقليد حركاته، والآن أثبتنا أن ذلك ينطبق أيضاً على الضحك.. على الأقل من الناحية العلمية.