رجل يتزوج الوفاءولأنني ..أدركت الوفاء معكِ..فلا..نساء..بعدكِ..!
ولأنني..مضيت معكِ في دربك..فلأنكِ حورية أهل الأرض..
ولأنكِ..أضأت قلبي وعمّرت بيتي وسكنتي دار حياتي
طوال عشرون عام مضت..
كنت..
الزوجة..
والحبيبة ..
وأم الأولاد..
فأخجل أن أكافئكِ..هذا المساء..بزوجة أخرى..
بشريكة أخرى..
ضـُـــرّة……!!
أخجل أن أنسلّ بهدوء من منزلنا..أخبركِ بصدق الكذب أنني هذا المساء مدعوّ لعشاء عمل..!!
وتنسلّ معي رجاء..وعالية..ابنـتيـنا..وهنّ يعلمن أن هذا الأمر حتمي وضروري..ومشاركةً لوفاء تناصفناه..عشرون عاماً..يكون هذا المساء مختلف المذاق..!!
تحضران ..الزفاف..المدعوّات يتمتنّ..هذا العريس..!! ويشرنّ إليّ..وأولئك بناته..
فأخجل..أنهنّ يعلمنّ أنكِ..لا تعلمين..
وأخجل أن يتناولن سيرتنا العطرة..ورحلتنا الزوجية التي لا تتكرر..ورفقة بـُنيت على المودة والحب العميق..
ولأنكِ ..من يسد الثلمة..
ولأنكِ ..الوفاء الذي سار مخلصاً لعشرتنا..!
ولأنكِ من يجبر الوهن ويرأب الصدع..في سيرةٍ زمنيةٍ طويلة كانت أعلام لامعة ومخايل نيـّرة وآياتٍ باهرة..!!
ولأني ..قاومت أن يتعالى نداء بداخلي ..لطفلٍ صغير..أو مولود ذكر..أكنى به..!
يـُغريني..أن أشتركَ معك في رجاء..ولنا عالية..
يـُبهرني أن أسمع منكِ يا أبو رجاء..!
وأتذوق طعم يا أم رجاء..!
مُحبـّاً لكِ..!!
وليست هي ذكورة الذريّة ..وليست هي السعادة..فقد عشتُ معك فصل خامس لا يمرُ على الفصول الأربعة..وذاب طعم الشهد في أيامي..فكنتِ..معين لا ينضب..!
وكانت عوائق القضاء..ليقعد بك الدهر ..حتى كان انقسام تام..حاولنا أن نقفز عليه حين كان حادث مروري أعقبته عملية جراحيه طاغية..أفقدتكِ القوة والنشاط والقدرة على الحركة..سلبت منكِ الحيوية..وسرقت منكِ السمع ..والنظر..!!
كفيفة..صمّـاء..وأحبك..!!
كنتِ تنظرين حاجتي..وتسمعين ولهي وشوقي ..
عشرون عام..زارنا فيها القضاء المحتوم بعد خمس سنوات مزهرة..
وهل عساكِ ..بعد معرفتكِ بهذا الزواج الثاني تغفرين..؟! هل تراكِ تسامحين..؟!!
هل تصميمي أن أظلّ في ظلام عيونكِ كما أنا يغسل إساءتي ويمحو ذنبي لديك !..
هل سريّتي وتكتـّمي دافعاً لهذا الحب..؟! أم قنبلة موقوتة..لا أعلم متى انفجارها..؟؟
صبر لم ينفذ بعد مرور خمس عشرة عاماً..
صبر..لم يتبدّل..وإنما..رغبة طاغية..
جعلت إحساس الأبوّة يتحرّك..
لأن يكون هناك طفل..ذكر..
أو..طفلة تحيي موات القلب..
وإن ..حملت هذا الخبر بين ضلوعي..
مخبأ عن معرفتكِ فلأنني لا أريد أن أثقلكِ مع آلامك..المتزايدة..!!وبلاءكِ العظيم ..
واحتوت رجاء..التي فيها منكِ ملامح..هذا الخبر الفجائي..بذهول..ورفض..
تحوّل إلى أحساس ودفء..مأخوذ من تقاسيمكِ التي رسمتها في الابنتين ..
و استبشرت عالية..إدراكاً ..بأهميّة هذا الأمر..وإحساساً ..بعطاء هذا الأب العظيم..الذي هو أنا..كما قرّرَت هي..!!
واليوم..لا أحس ..من ملامح العرس إلا وجهـك..
وانتظـارك..
ولهفـتـك..
وقـلقـك..
وحب..لك أنت..!!
فســامحي عقـــوقـي..!
أيـّـتها ..الوطــــن..!!