حكاية الفتاة السودانية التي اغتصيتها الصحفية الامريكية
كانت «آياك» فى السابعة عشرة من العمر حينما هاجم رجال مسلحون قريتها فى جنوب السودان الغارق فى دماء الحرب الأهلية. حرب أدت إلى مقتل 50 ألف نسمة إضافة إلى تشريد مليونين آخرين منذ عام 2013. قُتلت أسرة «آياك» بالكامل، واحتجزت هى ليتناوب عدد لا تذكره من الرجال الاعتداء الجنسى عليها، فنقل إليها أحدهم فيروس الإيدز، وفى أحشائها جنين مجهول النسب.
بجسد شبه عار وفى شهرها التاسع من الحمل، ظهرت «آياك» على غلاف العدد الأخير من مجلة التايم الأمريكية (الطبعة الأوروبية)، مع عنوان يقول The Secret War Crime أى «جريمة حرب سرية».
استغلال وعنصرية
الهدف المفترض من الصورة هو الكشف وإدانة الانتهاكات التى تتعرض لها النساء فى مناطق الحروب، لكن نشر الصورة بهذه الطريقة أثار استهجانًا واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعى، وكتبت إحدى المغردات على تويتر تعليقًا يقول «إنه استغلال لجسد امرأة سمراء»، ثم جاءت تغريدة أخرى تتهم «التايم» بالعنصرية، وكان صاحبها يملك سندًا قويًا، حيث نشر صورة الغلاف الأخير مع غلاف قديم لـ«التايم» يتحدث عن الاغتصاب فى الجماعات الأمريكية، وكانت الصورة حقًا أبلغ من أى تعبير.
السخرة الجنسية
لينسى أداريو، التى كتبت البورتريه عن آياك دافعت عن نشر الصورة بهذه الطريقة، على إنستجرام، مؤكدة أنها استأذنت صاحبتها التى قبلت التصوير شبه عارية، ولم تكن كلمات لينسى مقنعة لكثيرين اتهموها بأنها أعادت اغتصاب الفتاة مرة أخرى، كما أن لينسى نفسها كانت قد كتبت مؤخرًا مقالًا عن الاستغلال الجنسى لدى تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية "داعش"، وأشارت فيه إلى أن التنظيم يجبر الفتيات العاملين لديه فى السخرة الجنسية على اتخاذ تدابير لمنع الحمل، لكنها نشرت صورة مغايرة تمامًا لفتاة ترتدى كامل ملابسها وتبكى بينما وجهها بالكامل مغطى.
الجدير بالذكر أن الأمريكية لينسى أداريو البالغة من العمر 41 عامًا تكرس حياتها الصحفية منذ 15 عامًا للكتابة عن المناطق الساخنة بالعالم، حيث غطت الحرب فى أفغانستان والعراق، وفى عام 2011 كانت هى نفسها ضحية اعتداء جنسى فى ليبيا، حينما وقعت فى أيدى الكتائب الموالية للقذافي.
المصدر : التحرير