من هو عبد الرحمن الصوفي؟
"أعظم فلكي في الإسلام" هكذا وصف المؤرخ جورج سلطان، عالم الفلك عبد الرحمن بن عمر الصوفي الشهير، تلك الشهرة الأمر الذي دفع محرك البحث الأشهر "جوجل"، للاحتفال اليوم الأربعاء 7 ديسمبر 2016، بالذكرى الـ 1113 لميلاده.
ولد عبد الرحمن بن عمر الصوفي في 7 ديسمبر من عام 903 ميلادية الموافق9 محرم 2911 هـ في إيران “الري” في بلاد فارس، اسمه الخماسي عبد الرحمن بن عمر بن سهل الصوفي الرازي.
تعود شهرة الصوفي إلى أنه أول من قال أن الأرض كروية بعد إراتوستينس الذي أثبت كروية الأرض وكان له دور في اكتشاف المجرات الكونيةن ليصبح من كبار علماء الفلك.
صداقة الصوفي للخليفة البويهي عضد الدولة، كانت عامل مساعد في حياته، فقد اتخذه البويهي فلكياً ومعلماً له لمعرفة مواضع النجوم وحركة الأجرام الفلكية، وبنى عضد الدولة مرصد خاص للصوفي في شيراز مما ساعده في القيام بإنجازاته الفلكية.
شهرة الصوفي في علم الفلك لم تنبع من فراغ فله إسهاماته الفلكية التي قدمها، فكانت أبرزها رصد النجوم، وقام بعدها وحدد أبعادها عرضًا وطولًا في السماء، ولاحظ نجومًا لم يسبقه إليها أحد من قبل، كما رسم خريطة للسماء حسب فيها مواضع النجوم وأحجامها ودرجة لمعان كل منها.
ولم تتوقف إسهاماته عند هذا الحد بل وضع فهرساً للنجوم لتصحيح أخطاء من سبقوه، وهو أول من لاحظ وجود مجرة أندروميدا، ووصفها بـ"لطخة سحابية"، كما كان أول من لاحظَ وجود سحابتي ماجلان الكبرى والصغرى.
وشهادة المؤرخ "جورج سلطان" لم تكن هي الإشادة الوحيدة في حق الصوفي، قد اعترف الأوربيون بدقة ملاحظاته الفلكية حيث يصفه ألدومييلي بأنه "من أعظم الفلكيين الفرس الذين ندين لهم بسلسلة دقيقة من الملاحظات المباشرة، فلم يقتصر هذا الفلكي العظيم على تعيين كثير من الكواكب التي لا توجد عند بطليموس، بل صحح أيضاً كثيراً من الملاحظات التي أخطأ فيها، ومكن بذلك الفلكيين المحدثين من التعرف على الكواكب التي حدد لها الفلكي اليوناني مراكز غير دقيقة".
وقد صحح الكثير من الأخطاء في وصف بطليموس لمواضع النجوم، وذلك في كتابه صور "الكواكب الثمانية والأربعين".
من أهم مؤلفات الصوفي كتاب "الأرجوزة في الكواكب الثابتة"، الذي يتميز بالرسوم الملونة للأبراج والصور السماوية، وكتاب "صور الكواكب الثمانية والأربعين"، وكتاب "رسالة العمل بالإسطرلاب"، وكتاب "التذكرة، وكتاب "تطارح الشعاعات".
وفي كتابه "صور الكواكب" وصف كامل ومفصّل لكوكبات السماء، يبين فيه أماكن النجوم، وموقعها في الترتيب العام للكوكبات الثمانية والأربعين.
واعتمد الفلكيين المعاصرين والخبراء أمثال Pocock، Ideler، على كتاب الصوفي اعتماداً كلياً، حتى أن Argelonder في عمله البارز يتوافق مع الصوفي في مراقباته الفلكية.
ورحل الصوفي تاركًا علمه في الفلك، فكانت وفاته في يوم 25 مايو 986 ميلادية، الموافق 8 محرم 376 هـ، في إيران.
المصدر: هنا