الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين. هكذا علمنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهي راحة عبر عنها رسولنا الكريم حينما أمر سيدنا بلال قائلاً: "أرحنا بالصلاة يا بلال" وحينما قال "جُعلت قرةُ عيني في الصلاة. وهي مِعراج المسلم يناجي فيها ربه. وتسمع النداء في الأذان يتردد: الصلاة خير من النوم. والصلاة لوقتها. وخير أوقات الصلاة هي بداية وقتها. وخير صفوفها الصف الأول. وهي أي الصلاة كانت علي المؤمنين كتاباً موقوتا. والجوانب الإيمانية والروحية في الصلاة يعرفها علماء الدين أكثر مني. ولكني هنا أشير إلي الراحة في الصلاة من جانبها المادي.. راحة البدن من خلال مقالتين قرأتُهما في مجلة الإعجاز العلمي التي تصدرها الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسُنة برئاسة أ.د عبد الله بن عبد المحسن التركي وأمينها العام د. عبد الله بن عبد العزيز المصلح جزاهما الله خيراً علي ما يقدمانه لخدمة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة. والمبحث الأول عن أثر الصلاة علي كفاءة الدورة الدموية بالدماغ للدكتور/ علي عبد الله محمد نَصْرت. والبحث الثاني عن هدي الإسلام وإيقاع الساعة البيولوجية.
أولاً: الصلاة ودورة الدم بالدماغ
يقول تعالي: "قد أفلح المؤمنون ہالذين هم في صلاتهم خاشعون" "المؤمنون 1-2".
ويقول أيضاً: "والذين هم علي صلواتهم يحافظون ہ أولئك هم الوارثون" "المؤمنون 9-10".
والصلاة إقامة كما تشير معظم آيات القرآن التي ترد فيها كلمة الصلاة. وقد لوحظ أن المحافظين علي صلواتهم الدائمين عليها يحتفظون ببنيان جسمي وعقلي سليم إلي حد بعيد وحتى عمر متقدم.. وكأن الحكمة تقول لكي تستمتع بشيخوخة سعيدة حافظ علي صلاتك من صغرك. وانظر حولك وقارن بين درجة التمتع بالصحة العامة لمن يحافظون علي صلواتهم وبين المفرطين في الصلوات. وستجد النتيجة في صالح الفريق الأول» فقد داوموا علي صلاتهم منذ الصغر فحفظ الله شيخوختهم في الكبر.
وقد خلصت الدراسات العلمية المتعلقة بالدورة الدموية بالدماغ إلي الآتي:
أولاً: وجود دورة دموية احتياطية تعمل عند الضرورة بجانب وجود نظام تلقائي يعمل علي ضمان ثبات سريان الدم إلي الدماغ تحت الظروف المختلفة. ولحركات الصلاة من سجود وركوع وقيام تأثير عظيم علي دورة الدم في الدماغ. ويبدو ذلك التأثير جلياً حيث:
1- يتدفق الدم بيسر وسهولة إلى المخ أثناء السجود بفعل ميل الرأس إلى أسفل. كما أن انطواء الجسم أثناء السجود يساعد علي توجيه الدم إلي الأعضاء الداخلية وإلي المخ.
ثانياً: يزداد معدل ثاني أكسيد الكربون في الدم أثناء ميل الرأس إلي أسفل أثناء السجود وذلك نتيجة ضغط الأحشاء علي الرئتين. وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون تعتبر أحد العوامل التي تتحكم في تدفق الدم إلي الدماغ ومن هنا تتضح علة النظر إلى موضع السجود أثناء الصلاة وعدم رفع الرأس لأعلي أثناء الوقوف في الصلاة.
ثالثاً: المحافظة على نظام التوازن التلقائي للدورة الدموية بالمخ عن طريق تكرار ميل الرأس إلي أسفل أثناء الركوع والسجود ثم ارتفاع الرأس أثناء القيام والجلوس حتى لا يبلي هذا النظام بسرعة مع تقدم العمر.
رابعاً: تنظيم عمل دورة الدم حيث انه عند بداية السجود يعاند النظام التلقائي تدفق الدم إلى الدماغ وهنا يمارس النظام الاحتياطي دورة ثم يلي ذلك نشاط النظام الأساسي الذي يعمل علي تدفق الدم إلي المخ. اذن فالسجود يحفظ النظام الاحتياطي من ان يبلي.
خامساً: جميع الرياضات قد تسبب ضرراً بالجسم نتيجة قلة ثاني أكسيد الكربون في الدم الناتج عن زيادة مرات التنفس أثناء التدريب وممارسة الرياضة. وتؤدي قلة ثاني أكسيد الكربون في الدم إلي قلة تدفق الدم في الدماغ. ولهذا سمعنا عن لاعب كرة مثلاً يموت فجأة في الملعب. وممارس رياضة ما يصاب بالإجهاد الشديد أثناء التدريب أو اللعب أما الصلاة فهي علي العكس من ذلك تماماً عظيمة الفائدة للجسد.
ثانياً: مواعيد الصلاة والساعة البيولوجية
حينما ينادي المؤذن لصلاة الفجر قائلاً: الصلاة خير من النوم. فليعلم المسلم انه مع أول ضوء للصبح علي موعد مع ثلاثة أحداث هامة:
أولاً: الاستعداد لاستقبال الضوء في موعده مما يخفض من نشاط الغدة الصنوبرية وينقص الميلاتونين. وتنشيط العمليات الأخرى المرتبطة بالضوء.
ثانياً: نهاية سيطرة الجهاز العصبي اللا ارادي "غير الودي" المهدئ ليلا وانطلاق الجهاز الإرادي "الودي" المنشط نهاراً.
ثالثاً: الاستعداد لاستعمال الطاقة التي يوفرها ارتفاع الكورتيزون صباحا.
"الصلاة خير من النوم" فلا تكن كسولا خاملاً .
تعاند الساعة التي أودعها ربك في جسدك قم فأنت علي موعد مع فالق الاصباح الذي يقول: "فالق الإصباح وجعل الليل سكناً.." "الأنعام 96". قم واستمع إلي قوله تعالي: "هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون" "يونس 67" وقم إلي صلاة الفجر فقد ذهبت احدي العورات الثلاث التي ذكرها الله تعالي في قوله: "يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء.." "النور 58" سبحانه سبحانه خصص الليل للسكون والراحة. والنهار للسعي والرزق. وجعل البركة في البكور. والبكور يبدأ مع صلاة الصبح: "الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً إن الله لذو فضل علي الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون" "غافر 61".[/font]
الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين. هكذا علمنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهي راحة عبر عنها رسولنا الكريم حينما أمر سيدنا بلال قائلاً: "أرحنا بالصلاة يا بلال" وحينما قال "جُعلت قرةُ عيني في الصلاة. وهي مِعراج المسلم يناجي فيها ربه. وتسمع النداء في الأذان يتردد: الصلاة خير من النوم. والصلاة لوقتها. وخير أوقات الصلاة هي بداية وقتها. وخير صفوفها الصف الأول. وهي أي الصلاة كانت علي المؤمنين كتاباً موقوتا. والجوانب الإيمانية والروحية في الصلاة يعرفها علماء الدين أكثر مني. ولكني هنا أشير إلي الراحة في الصلاة من جانبها المادي.. راحة البدن من خلال مقالتين قرأتُهما في مجلة الإعجاز العلمي التي تصدرها الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسُنة برئاسة أ.د عبد الله بن عبد المحسن التركي وأمينها العام د. عبد الله بن عبد العزيز المصلح جزاهما الله خيراً علي ما يقدمانه لخدمة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة. والمبحث الأول عن أثر الصلاة علي كفاءة الدورة الدموية بالدماغ للدكتور/ علي عبد الله محمد نَصْرت. والبحث الثاني عن هدي الإسلام وإيقاع الساعة البيولوجية.
أولاً: الصلاة ودورة الدم بالدماغ
يقول تعالي: "قد أفلح المؤمنون ہالذين هم في صلاتهم خاشعون" "المؤمنون 1-2".
ويقول أيضاً: "والذين هم علي صلواتهم يحافظون ہ أولئك هم الوارثون" "المؤمنون 9-10".
والصلاة إقامة كما تشير معظم آيات القرآن التي ترد فيها كلمة الصلاة. وقد لوحظ أن المحافظين علي صلواتهم الدائمين عليها يحتفظون ببنيان جسمي وعقلي سليم إلي حد بعيد وحتى عمر متقدم.. وكأن الحكمة تقول لكي تستمتع بشيخوخة سعيدة حافظ علي صلاتك من صغرك. وانظر حولك وقارن بين درجة التمتع بالصحة العامة لمن يحافظون علي صلواتهم وبين المفرطين في الصلوات. وستجد النتيجة في صالح الفريق الأول» فقد داوموا علي صلاتهم منذ الصغر فحفظ الله شيخوختهم في الكبر.
وقد خلصت الدراسات العلمية المتعلقة بالدورة الدموية بالدماغ إلي الآتي:
أولاً: وجود دورة دموية احتياطية تعمل عند الضرورة بجانب وجود نظام تلقائي يعمل علي ضمان ثبات سريان الدم إلي الدماغ تحت الظروف المختلفة. ولحركات الصلاة من سجود وركوع وقيام تأثير عظيم علي دورة الدم في الدماغ. ويبدو ذلك التأثير جلياً حيث:
1- يتدفق الدم بيسر وسهولة إلى المخ أثناء السجود بفعل ميل الرأس إلى أسفل. كما أن انطواء الجسم أثناء السجود يساعد علي توجيه الدم إلي الأعضاء الداخلية وإلي المخ.
ثانياً: يزداد معدل ثاني أكسيد الكربون في الدم أثناء ميل الرأس إلي أسفل أثناء السجود وذلك نتيجة ضغط الأحشاء علي الرئتين. وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون تعتبر أحد العوامل التي تتحكم في تدفق الدم إلي الدماغ ومن هنا تتضح علة النظر إلى موضع السجود أثناء الصلاة وعدم رفع الرأس لأعلي أثناء الوقوف في الصلاة.
ثالثاً: المحافظة على نظام التوازن التلقائي للدورة الدموية بالمخ عن طريق تكرار ميل الرأس إلي أسفل أثناء الركوع والسجود ثم ارتفاع الرأس أثناء القيام والجلوس حتى لا يبلي هذا النظام بسرعة مع تقدم العمر.
رابعاً: تنظيم عمل دورة الدم حيث انه عند بداية السجود يعاند النظام التلقائي تدفق الدم إلى الدماغ وهنا يمارس النظام الاحتياطي دورة ثم يلي ذلك نشاط النظام الأساسي الذي يعمل علي تدفق الدم إلي المخ. اذن فالسجود يحفظ النظام الاحتياطي من ان يبلي.
خامساً: جميع الرياضات قد تسبب ضرراً بالجسم نتيجة قلة ثاني أكسيد الكربون في الدم الناتج عن زيادة مرات التنفس أثناء التدريب وممارسة الرياضة. وتؤدي قلة ثاني أكسيد الكربون في الدم إلي قلة تدفق الدم في الدماغ. ولهذا سمعنا عن لاعب كرة مثلاً يموت فجأة في الملعب. وممارس رياضة ما يصاب بالإجهاد الشديد أثناء التدريب أو اللعب أما الصلاة فهي علي العكس من ذلك تماماً عظيمة الفائدة للجسد.
ثانياً: مواعيد الصلاة والساعة البيولوجية
حينما ينادي المؤذن لصلاة الفجر قائلاً: الصلاة خير من النوم. فليعلم المسلم انه مع أول ضوء للصبح علي موعد مع ثلاثة أحداث هامة:
أولاً: الاستعداد لاستقبال الضوء في موعده مما يخفض من نشاط الغدة الصنوبرية وينقص الميلاتونين. وتنشيط العمليات الأخرى المرتبطة بالضوء.
ثانياً: نهاية سيطرة الجهاز العصبي اللا ارادي "غير الودي" المهدئ ليلا وانطلاق الجهاز الإرادي "الودي" المنشط نهاراً.
ثالثاً: الاستعداد لاستعمال الطاقة التي يوفرها ارتفاع الكورتيزون صباحا.
"الصلاة خير من النوم" فلا تكن كسولا خاملاً .
تعاند الساعة التي أودعها ربك في جسدك قم فأنت علي موعد مع فالق الاصباح الذي يقول: "فالق الإصباح وجعل الليل سكناً.." "الأنعام 96". قم واستمع إلي قوله تعالي: "هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون" "يونس 67" وقم إلي صلاة الفجر فقد ذهبت احدي العورات الثلاث التي ذكرها الله تعالي في قوله: "يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء.." "النور 58" سبحانه سبحانه خصص الليل للسكون والراحة. والنهار للسعي والرزق. وجعل البركة في البكور. والبكور يبدأ مع صلاة الصبح: "الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً إن الله لذو فضل علي الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون" "غافر 61".