أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي اليوم مذكرة دولية لاعتقال
الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين.
ووجهت المحكمة تهما للبشير بتصفية مدنيين والتهجير القسري والتعذيب والاغتصاب مشيرة إلى أنه متهم جنائيا بوصفه مشارك غير مباشر في هجمات دارفور.
وأضافت المحكمة أن هناك سبعة اتهامات تعرض البشير للمحاكمة لاتشمل تهمة الإبادة الجماعية.
وأكدت المحكمة أن على الدول الوفاء بالتزاماتها بعد صور المذكرة التي تأتي بعد مرور أكثر من سبعة أشهر من إصدار المدعي العام للمحكمة لويس مورينو أوكامبو طلب إصدارها بحق الرئيس السوداني.
وبدوره أكد أوكامبو في مؤتمر صحفي بلاهاي أنه يمكن اعتقال البشير في حال سفره في المجال الدولي مشددا أن على السودان احترام القانون الدولي و"لايمكنه الوقوف ضد مجلس الأمن أو المحكمة الجنائية".
وكان أوكامبو أعلن في وقت سابق خلال مقابلة مع الجزيرة إنه بهذا القرار سيتم اعتقال البشير حالما يتجاوز حدود السودان.
وقال "لدينا أدلة قوية ضد السيد البشير سيوضح أكثر من 30 شاهدا مختلفا كيف تمكن من إدارة كل شيء ، لدينا أدلة قوية على نواياه".
ويعتبر أن البشير أرفع مسؤول تلاحقه المحكمة التي يوجد مقرها بلاهاي منذ تأسيسها عام 2002.
استعمار جديد
وفي أول رد فعل رسمي وصفت الخرطوم على لسان مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس البشير، المحكمة بأنها واحدة من آليات الاستعمار الجديد.
وقال في تصريح للتلفزيون السوداني إن قرار المحكمة يهدف لإضعاف السودان.
تظاهرة حاشدة في الخرطوم تنديدا بمذكرة المحكمة الجنائية (التلفزيون السوداني)
وبدوره أكد وزير العدل السوداني عبد الباسط سيدرات ، أن الخرطوم لن تتعامل مع المحكمة باعتبار أنها ذات طابع سياسي وقراراتها سياسية وجاهزة مسبقة.
وأضاف في حديث للجزيرة أن الرئيس البشير سيواصل ممارسة مهامه وفقا للدستور ولن تستطيع أي دولة المس بذلك.
وكان البشير أكد قبل ذلك في خطاب ألقاه بالولاية الشمالية في السودان أنه غير مكترث بأي قرار تصدره هذه المحكمة.
وقال في كلمة ألقاها لدى افتتاح سد مروي بالولاية الشمالية إن بلاده ظلت تتجاهل القرارات الدولية المتآمرة عليها وكانت دائما ترد عليها بمواصلة تعزيز التنمية الداخلية في مختلف القطاعات.
ومن جهتها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور قوله في تصريح صحفي بباريس إن قرار المحكمة يشكل " نصرا كبيرا".
وفي سياق متصل نقلت الجزيرة صورا لمظاهرات حاشدة في الخرطوم احتجاجا على قرار المحكمة.
ويشار أن المحكمة الجنائية أصدرت في مايو/ أيار من العام الماضي مذكرتي اعتقال بحق كل من أحمد هارون وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية وعلي كوشيب أحد قادة مليشيا الجنجويد.
اسمحوا لي بنقل مقال الكاتب اللامه ابراهيم عيس تعليقا علي الخبر
[/font]
غريبة جدًا مصر؛ فهي التي شكرت ومدحت ورحبت وهللت منذ أيام ببدء المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري واعتبرت مصر ومعها حشد من حكومات دول الاعتدال والموالاة هذا الحدث بمثابة انتصار دولي للعدالة وللقانون هي نفسها التي تتذمر الآن وتعترض وتشجب قرار المحكمة الجنائية الدولية بالقبض علي البشير لمحاكمته في جرائم قتل مئات الآلاف من الشعب السوداني في دارفور! يعني محاكمة من أجل جريمة قتل الحريري وعدد من الشخصيات اللبنانية تصبح شيئًا عظيمًا بديعًا محتفي به لدي حكومات الموالاة، بينما محاكمة لشخص واحد بتهمة قتل مئات الألوف شيءٌ يستحق التنديد والاستنكار والشجب! ما هذا الفصام الذهني العجيب الذي يتباهي بازدواجيته أمام العالم كله؟ قطعًا الغرب يكيل بميكالين والعدالة الدولية منحازة ضد العرب وتبول علي نفسها أمام الصهاينة والإسرئيليين، ومؤكد أن المحكمة الجنائية ومؤسسات الأمم المتحدة عاجزة وعرجاء وعمياء أمام جرائم الصهاينة في فلسطين ولا يجرؤ المدعي العام للمحكمة الجنائية الأخ أوكامبو أن يفتح فمه أمام أي مجرم حرب إسرائيلي مثل باراك أو أولمرت أو ليفني أو نتنياهو، بينما عمل فيها «ستين راجل في بعض» أمام عمر البشير! هذا صحيح تمامًا وواقعي جدًا لكنه لا يغير من الأمر شيئًا؛ فالرئيس السوداني متهم بمجازر في دارفور، فأولاً حدثت مجازر ومذابح في دارفور فعلا لم يختلقها أحد ولم يصنعها إعلام، بل هي الحقيقة كاملة ومكملة، فقط الخلاف بين السيد البشير والجماعة الدولية في عدد القتلي هل هو ثلاثماثة ألف قتيل كما تقول التقارير الدولية أم مجرد عشرة آلاف قتيل كما تقول حكومة السودان وكأن عشرة آلاف رقم عادي وهيِّن والمفروض نرد ونقول صحيح هُمَّه ح يخوتوا دماغنا علي عشرة آلاف قتيل!! ثم إن البشير هو رئيس هذا البلد الذي ارتكب فيه هذه المذابح، ثم هناك جماعات وقبائل تتهمه بأنه وراء ارتكابها، ما الحل إذن؟ هل نعتمد علي قضاء السودان النزيه والمستقل الذي يشبه قضاءنا العربي من القاهرة وحتي صفاقس ومن عدن حتي حلب في أن يحاكم رئيس بلاده؟! وهل ننتظر من العالم العربي الديمقراطي والإنساني والحر وجامعة الدول العربية الفاعلة والقوية والتي تزأر في وجه الحكام العرب فيموتون رعبًا في جلودهم أن يحاكموا أو يسائلوا رئيس السودان عن قتل مئات الآلاف من شعبه؟! أم أن يحاسب البشير ويحاكمه شعب السودان الشقيق الذي هو شقيق فعلاً وجيناته والحامض النووي بتاعه يشبهنا تمامًا في خضوعه للرئيس وركوعه لقرارات الرئيس وهيامه في حكمة السيد الرئيس؟!. ومن ثم فلن يحاكم شعب عربي رئيسه؛ لأن الرئيس العربي من المحيط إلي الخليج ومن بنزرت إلي جوبا إله الناس ورب الشعب والعياذ بالله! محكمة دولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري وشهداء لبنان مسألة مهمة وضرورية وحتمية في واقع لبناني هَشٍّ وواقع عربي استبدادي وديكتاتوري ولا يتمتع بذرة من العدالة، ومحكمة دولية لمحاكمة الرئيس السوداني أقل ما يمكن أن تقدمه الإنسانية لمئات الألوف من الضحايا والقتلي المسلمين عربًا وأفارقة الذين تم ذبحهم في دارفور! قد ينجح البشير في النجاة من القبض عليه وقد ينقلب عليه مسئولو حكمه، لكن هذا لا يغير من حقيقة واضحة أنه متهم حتي تثبت براءته، وستسألني وما ضمانة أن المحكمة ستحكم بالعدل؟ والحقيقة أنه لا توجد أي ضمانة علي الإطلاق لكن هل ترك أي رئيس عربي أي ضمانة لمحاكمة معارضيه وخصومه بالعدل؟!. العدل لعبة في يد الحكام العرب وها هي اللعبة تلاعبهم!!
لا أصدق المظاهرات التي تخرج لتأييد عمر البشير في السودان! إذا أرادنا أن نصدقها فليسمح سعادته بخروج مظاهرات تؤيد محاكمته، فتبقي المسألة موزونة ومعقولة، لكن أن يخرج منافقوه أو رجاله أو موظفوه أو أطفال السودان مجبرين أو مضطرين لتأييده فهي مظاهرات مزورة كما انتخابات السودان، هذا رئيس غير ديمقراطي جاء بانقلاب عسكري ويحكم بالعسكر ويرمي بمعارضيه في السجون والمعتقلات ويدير البلد من حرب أهلية إلي حرب أهلية أخري، وهو واحد من الحكام العرب الذي يعتقد أن شعبه سيضيع ووطنه سينهار لو خدش أحد ظفر سعادته، وهو واحد من الرؤساء العرب الذين يعتقدون أنهم أنصاف آلهة وأن وجودهم علي مقاعدهم أمر إلهي وقرار رباني، ويتصورون أن أي معارضة لهم إنما هي معارضة خونة ضد الوطن فكل رئيس عربي يعتقد أنه الوطن والوطن هو، دلني علي رئيس عربي واحد رفع مجتمعه من مصاف الدول النامية التعبانة إلي دولة محترمة وقوية وعفية بعلمها وصناعتها وزراعتها، الإجابة: لا يوجد، ولا واحد يا صاحبي، الرئيس مبارك في مصر وصل معه الشعب إلي أربعين في المائة تحت خط الفقر ولم يشهد عصر الرئيس مبارك أي انفراد وتميز لمصر في أي صناعة أو تصدير يغزو العالم بل أصبح الشعب المصري مهددا بألا يجد يوما لا القمح ولا الخبز، ثم الرئيس معمر القذافي في ليبيا الغنية ببترولها فقيرة في كل شيء حتي الشفقة بعد 39 سنة من حكم القذافي، وتونس والجزائر واليمن وسوريا والعراق.. ماذا فعل هؤلاء لشعوبهم إلا أن أدخلوا مئات الآلاف منهم للسجون وملايين منهم للمستشفيات والقبور، أي صناعة عربية تطورت، أي تكنولوجيا عربية ظهرت، أي علم عربي تفوق، أي اختراع عربي تم اكتشافه، أي تعليم عربي ارتقي وارتفع، ولا أي شيء، ثروات منهوبة ومليارات هربت وعشرات من رجال الأعمال تكاثروا حول مقعد الرئيس مصوا دماء البلد وتضخمت خزائنهم وتصاهروا مع الحكام والرؤساء، هذه أمة منكوبة باستبداد رؤسائها وأقاربهم وعائلاتهم والمفروض بقي إننا نصدق إن عشرات الآلاف من الشعب السوداني تخرج للتظاهر لتأييد البشير وسب وشتيمة الغرب كأن هذه الشتيمة الرخيصة والتافهة والعاجرة سوف تنقذ البشير من تهمته ومحنته، ربما يقول البعض إن هناك دوائر في الشعب السوداني مستفيدة من حكم البشير أو مضحوك عليها بمزاعم أن الغرب يتآمر ضد السودان عندها نسأل يتآمر علي إيه؟.. إذا كان فيه بترول في السودان فالشعب السوداني لن يشربه ويحتاج للشركات الأجنبية كي تنقب عنه وتستخرجه وتشتريه، وإذا كانت دارفور تعوم علي بحيرة من مناجم الذهب كما يقولون فلماذا لم يورينا البشير شطارته ويستخرج الذهب وبنغنغ الشعب السوداني الذي يعاني بعضه المجاعة ويعيش بعضه علي الإغاثة؟!.. ثم لو كانت أزمة دارفور صناعة استعمارية طيب لماذا وقف الرئيس الوطني عمر البشير عاجزا يا حبة عيني عن إنقاذ مئات الآلاف من ضحايا العرب والمسلمين في دارفور واتنين مليون مهاجر ولاجئ من براثن ابن اللئيمة الاستعمار؟!.. هل يصدق البشير ومنافقوه هذا الهلس الذي يري أن العالم الغربي الاستعماري الصليبي الفظيع الفزيع شايف إن السودان والبشير شخصيا يقفون كالجبل الأشم والفارس الصنديد ويمنع المؤامرة الكونية الكبري للسيطرة علي العالم؟!.. ولأن البشير قوي رهيب وحش مخيف يرعب العالم فاضطروا أن يعملوا مؤامرة للقبض عليه، لكن البشير العظيم واقف وحده وبنفسه وبكف إيده ينقذ الكون من المؤامرة الاستعمارية بينما نحن يا ولداه لا ندرك أن هذه العصا التي يلوح بها الرئيس السوداني هي عصا موسي ومن خيبتنا فاهمين إنه بيهش بيها علي غنمه!