الحكم بإعدام10 متهمين في جريمة خطف زوجة واغتصابها
حبــل المشنقة ينتظر الذئـاب
المجني عليها:
القضاء أنصفني وأعاد لي كرامتي المهدورة أمام الجميع
سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ القضاء المصري الشامخ اصدرت محكمة جنايات كفر الشيخ يوم الاربعاء الماضي حكمها التاريخي بإجماع الآراء بالاعدام شنقا للمتهمين العشرة والسجن المشدد لمدة15 عاما علي المتهم الحدث الحادي عشر بعد3 سنوات من بدء المحاكمة وذلك لقيامهم باختطاف سيدة متزوجة من داخل منزلها بمساكن الجمعية بمنطقة سخا بكفر الشيخ المقابلة لقرية الحمراوي التي ينتمي اليها عدد من المتهمين وإطلاق وابل من الاعيرة النارية من الاسلحة الآلية والعادية التي كانت بحوزتهم لإرهاب اهالي المنطقة ليلا حتي لا يتمكن احد من الاهالي من الدفاع عن السيدة رغم صراخها الشديد وتوسلها لهم لإنقاذها.
وقام المتهمون البالغ عددهم11 متهما بإصطحاب السيدة بالقوة الي الاراضي الزراعية الواقعة خلف هذه المنطقة وتناوبوا اغتصابها تحت تهديد السلاح علي مدي ليلة كاملة7 يناير من عام2006, أي قبل3 سنوات من النطق بالحكم في هذه القضية الشهيرة التي هزت مشاعر المواطنين بمدن وقري محافظة كفر الشيخ وبعض المحافظات المجاورة, وادت الي اثارة الفزع والرعب بين المواطنين من ابناء المحافظة لفترة طويلة خوفا من تكرار هذا الحادث البشع مع أي سيدة اخري, وكان قضاء مصر الشامخ لهم بالمرصاد حيث صدر الحكم التاريخي بإجماع الآراء برئاسة المستشار مختار مختار شلبي رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ وعضوية المستشارين سمير بعد المنعم سند وابراهيم عبد الحي مصطفي بأمانة سر غيث عبدالصبور وعلي الصباغ.
المحاكمة
لم يكن يوم الاربعاء الماضي يوما عاديا في تاريخ محكمة جنايات كفر الشيخ حيث كانت المحكمة علي موعد مع إصدار حكم تاريخي هو الاول من نوعه في قضايا الاغتصاب الجماعية بالقوة وتحت تهديد السلاح حيث توافدت اعداد غفيرة من المواطنين علي قاعة المحكمة في الطابق الثاني لحضور جلسة النطق بالحكم في القضية الشهيرة الخاصة باغتصاب احدي السيدات من بعد خطفها بالقوة وتحت تهديد السلاح من منزلها بالطابق الثالث بمساكن عمارات الجمعية بسخا ليلا من قبل11 متهما, وحضر الجلسة عدد كبير من اقارب المتهمين والمجني عليها وزوجها وتم اصطحاب المتهمين العشرة حيث مازال احد المتهمين هاربا حتي الآن منذ ارتكاب الجريمة قبل3 سنوات
وتم ايداعهم في حراسة أمنية مشددة داخل القفص الحديدي بقاعة المحكمة وفرض كردون امني مشدد حول قاعة المحكمة من الخارج, وعندما شاهدت المجني عليها المتهمين العشرة داخل قفص الاتهام انتابتها حالة هيستيرية من البكاء والصراخ الشديد لفترة طويلة ولم يسكتها إلا صوت الحاجب عندما نطق بصوت مرتفع محكمة ليظهر المستشارون الثلاثة وما هي إلا دقائق قليلة تم خلالها إثبات حضور المتهمين العشرة وهيئة الدفاع عنهم التي كانت تضم عددا كبيرا من المحامين يزيدون علي14 محاميا, وممثل النيابة العامة حتي نطق رئيس المحكمة بالحكم الشهير بالاعدام شنقا لكل من: حمادة محمد الدسوقي, وفوزي احمد عبد الرحمن عيد وابراهيم محمد خلف ورامي علي معوض حمود وفاروق عزت ابراهيم وعلي عطية بيلي عطيان ومحمد جمعة يوسف ومحمد جابر طه واحمد طه السيد وصلاح حسن الدقراني هارب الذين تتراوح اعمارهم بين19 و23 عاما
وكذلك السجن المشدد لمدة15 عاما مع الشغل للمتهم الحادي عشر الحدث السيد عطا الله مداح17 سنة, وذلك بإجماع الآراء لهيئة المحكمة, وذلك لقيامهم باغتصاب المجني عليها فاطمة محمود امين حنيش21 سنة بعد اختطافها من داخل منزلها بالطابق الثالث بعمارة9 بمساكن الجمعية بمنطقة الحمراوي بدون أي معرفة سابقة بها وذلك تحت تهديد السلاح واطلاق وابل من الاعيرة النارية لإرهاب المواطنين من ابناء المنطقة بعد محاولة عدد منهم التدخل لإنقاذ السيدة من بين أيديهم وقاموا باصطحابها الي الاراضي الزراعية المجاورة للمنطقة واغتصابها بالقوة علي مدي ليلة كاملة ولم يتركوها إلا بعد ان اصابها الاعياء الشديد.. وفور النطق بالحكم تعالت صرخات المتهمين داخل القفص وذويهم خارجه وانخرط الجميع في بكاء شديد وعويل وصراخ واصيب المحامون في هيئة الدفاع عن المتهمين بالاحباط وخيبة الأمل وظل الجميع في اماكنهم لفترة طويلة.
الفرحة بالحكم والقصاص العدل
اما علي الجانب الآخر فقد انطلقت زغاريد العدالة من كل الحضور من اهل المجني عليها واقاربها وجيرانها الذين ابدوا ارتياحا شديدا لقرار المحكمة الذي اقتص للمجني عليها من المتهمين في حكم تاريخي لم يكن احد يتوقعه علي الاطلاق, وطالب المواطنون المتابعون لهذه القضية بضرورة توقيع اقصي العقوبات علي كل من تسول له نفسه التعدي علي الحرمات وانتهاك حرمة البيوت وقطع الطريق واغتصاب النساء الآمنات بالقوة وان يتم تنفيذ عقوبة الإعدام في مثل هذه الجرائم البشعة غير الآدمية في ميادين عامة, حتي يكون عبرة للأخرين وزجرا لكل من يفكر ولو لمرة واحدة في أن يعتدي علي الآمنين.. بالاضافة الي تعميم حد الحرابة الذي نص عليه القرآن الكريم, بأن يقتلوا أو يصلبوا, أو تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الأرض.
كيف تمت الجريمة ؟
ترجع وقائع القضية البشعة الي يوم7 يناير من عام2006 الماضي عندما تلقي مدير أمن كفر الشيخ بلاغا من الاهالي المقيمين بعمارات مساكن الجمعية بالحمراوي علي طريق كفر الشيخ قلين بقيام عدد من الشباب المجهولين بالصعود الي الطابق الثالث بالعمارة رقم9 المجاورة لهم في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ودفع باب شقة احدي السيدات التي يعمل زوجها; بالخارج وتقيم بها مع نجلها الصغير وشقيقة زوجها وعندما فوجئت بهم السيدة وتدعي فاطمة محمود امين23 سنة حاولت غلق الباب من الداخل.. ولكنهم اشهروا في وجهها الاسلحة النارية والبيضاء وهددوها بالذبح والموت إذا استغاثت بأحد من السكان وقاموا بحملها بالقوة فوق اياديهم للهبوط بها علي سلم العمارة وأثناء ذلك شعرت شقيقة زوجها التي تقيم معها بالشقة باشياء واصوات مكتومة وحركات غريبة علي سلم العمارة انزعجت شقيقة زوجها
وسارعت لتري ما حدث حيث فوجئت بأربعة اشخاص من المختطفين يحملون زوجة شقيقها ويهبطون بها من فوق السلم فصرخت صرخة مدوية واستغاثت بسكان العمارة الذين خرجوا وشاهدوا المجني عليها وهي تستغيث لإنقاذها من المتهمين فقام عدد من الخاطفين باخراج الاسلحة النارية واطلاق وابل من الرصاص في الهواء لارهابهم مما اثار الذعر والفزع والخوف بين المواطنين وفر المتهمون بهذه السيدة الي الحقول المجاورة للمنطقة وتناوبوا جميعا اغتصابها بعد القيام بتأمين المنطقة الموجودين فيها وحراستها حتي لا تصل اليهم الاجهزة الأمنية وتقوم بالقبض عليهم وظل المتهمون يغتصبون المجني عليها حتي أذان الفجر مما ادي الي اصابتها بحالة اعياء شديدة.
كيف تم القبض على المجرمين
وبعد جهود مكثفة تمكنت اجهزة الامن من القبض عليهم بعد محاصرة المنطقة بالكامل وتبادل الاعيرة النارية مع المختطفين وتخليص المجني عليها من بين أياديهم بعد ان ظلوا يتناوبون اغتصابها علي مدي الليل والقي القبض علي9 منهم وتمكن اثنان من المتهمين من الفرار حيث القي القبض علي احدهما مؤخرا بعد هروب استمر3 سنوات ويدعي احمد طه السيد وذلك بأحد الأكمنة بالقاهرة ومازال هناك متهم آخر هارب في هذه القضية يدعي صلاح عباس.. وقد تمت احالة المتهمين الي النيابة العامة حيث قرر مدير نيابة كفر الشيخ حبس المتهمين علي ذمة القضية و تكليف المباحث بسرعة القبض علي باقي المتهمين الهاربين واحالة المجني عليها إلي الطب الشرعي للكشف عليها لبيان واقعة الاغتصاب
ووجهت لهم النيابة عدة تهم عقوبتها الاعدام شنقا وتم تجديد حبسهم أكثر من مرة واحالتهم الي محكمة الجنايات حيث استمرت القضية لمدة3 سنوات تتداولها هذه الدائرة ثم خلالها الاستماع لأقوال المجني عليها واثبات تقرير الطب الشرعي بحدوث واقعة الاغتصاب وحيازة الاسلحة النارية والبيضاء وخطف أنثي ومواقعتها بغير رضاها تحت تهديد السلاح والاستماع الي هيئة الدفاع عن المتهمين الذين حاولوا التشكيك في واقعة الاغتصاب وعدم مقدرة المجني عليها التعرف علي الجناة لارتكاب الواقعة ليلا حتي صدر الحكم التاريخي يوم الاربعاء الماضي بالاعدام شنقا للمتهمين العشرة
الشكر لرجال القضاء
وقدوجهت المجني عليها الشكر لرجال القضاء الذين اصدروا هذا الحكم التاريخي الذي اعاد لها كرامتها واقتص لها من المتهمين الذين نهشوا عرضها بدون رحمة او شفقة بعد ان تجرد هؤلاء المتهمون من اي معني انساني وتحولوا الي ذئاب بشرية لم ترحم ضعفها او امومتها حيث كان طفلها في شهره الحادي عشر فقط وذلك رغم طول فترة المحاكمة التي استمرت اكثر من3 سنوات قامت خلالها السيدة وزوجها بتغيير محل اقامتهم الي منطقة اخري ذلك لعدم استطاعتها الاقامة في هذا المكان مرة ثانية وتطالب بسرعة القصاص من المتهمين واعدامهم حتي تشفي من الكابوس الذي يطاردها في كل وقت مع سرعة القبض علي المتهم الهارب للقصاص منه هو الآخر مثل بقية المتهمين.
وقد اجمع عدد من المستشارين سواء بمحافظة كفر الشيخ أو محافظة الغربية المجاورة لها علي أن الحكم يعد هو الاول من نوعه في تاريخ القضاء المصري واكدوا انهم يتمنون ان تحذو كل المحاكم حذو هذه المحكمة المحترمة حتي تقتلع هذه البؤر الاجرامية من جذورها وانه حكم يحقق العدالة والردع العام والخاص ويؤدي الي بث الطمأنينة في نفوس أبناء المجتمع نظرا لبشاعة الحادث وأثاره المدمرة علي المجتمع ككل وليس الضحية فقط, حيث تحقق عقوبة الاعدام نوعا كبيرا من الردع العام والخاص الذي يحول بين الكثير من الناس وبين ارتكاب الجرائم المماثلة من شأنه ان يقلل من معدل الجريمة في المجتمع خاصة اذا كان الجاني وقت ارتكاب الجريمة يعلم ان الاعدام هو العقوبة التي تنتظره[