طفلي البالغ 50 سنة
أحبتي
والله لو تكلم أي عربي شريف الآن وعبر عما يدور بداخله لملأ كل ربوع الأرض أوجاعا وألاما لما يحدث لنا ولأطفالنا الأبرياء وإليكم بعض من خواطري
أين طفلي أين يلهو الآن
هل يجري في الربوع مع الغلمان
أنا ما وجدته لاهيا بل حزينا
يقبض علي جرح وشظى العدوان
ما وجدته في الحارات مع الصبيان
بل في يمينه شكوى إلي كوفي عنان
أيها الإنسان هل أنت ناظرني
شيبي المبكر وذلتي وهوان
هل تسمعوني يا بشر
يا أهل حرف الضاد والقرآن
يا من ماتت قلوب صدوركم
قد ناحت علينا الطير والحيوان
تالله في قلبي منكم لوعة
باتت تسربل بسمتي الأحزان
أوجعتني من عدوي لطمة
وجل ما أوجعني ترك الجان
يا حسرتي ليست علي يا أبتي
فأنا بلغت من الزمان زمان
يا لعجزي وقلة حيلتي
من طفولة أهوي بها الطغيان
أنا لست طفلا يا أبي
بل سار بي ركب الزمان
ودفعت من عمري السنين تواليا
وشروه بأرخص الأثمان
أنا لست طفلا يا أبي
بل عجوز متنه الحرمان
تذكرني يوما يا أبي في بلدتي
أدخلتني منتدي الفنان ؟؟؟؟؟؟
ونقلت من أخبارهم ألعابهم
همساتهم والفرح والأشجان
ما عدت طفلا يا أبي
شاهدت قتل الأم والطفلان
أرأيت شهد شهيدة الأشهاد
ذكرني بالدرة وقتل إيمان
دارت رحايا القتل في بلدي
والطفل مقتول في نوم وفي يقظان
إحكي عني يا أبي خبرّ كثير
خبرّ رموز الخير والفنان
وانشر لي صور الفجيعة كلها
وانشر فراق الأهل والخلان
وافضح رموز الحكم في وطني
والقادة في خزي وفي هذيان