أدرك مهاتير محمد المشكلات المحيطه بماليزيا كدوله ناميه جعلها دوله متخلفه إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً......بل وجعلها دوله تقوم بتصدير موادها الخام الطبيعيه..لتستفيد منها الدول المصنعه ثم تعيد بيعها كسلعه جاهزه للسوق الماليزيه بأسعار باهضه.....كما في جميع دول العالم الثالث
أدرك مهاتير محمد هذه المخاطر في مرحله مبكره وهو مازال خارج الحكم يعمل طبيبأ
وبين عام (1974-1978) شغل مهاتير محمد منصب وزير التعليم
وتبنى منذ البدايه المنهج التنموي ودفع بالماليزيين نحو النهضه التنمويه من خلال توفير مستويات عاليه من التعليم التقني لهم
كما دفع بهم إلى تعلم اللغه الأنجليزيه وقام بإرسال البعثات التعليميه إلى الخارج وتواصل مع الجامعات الأجنبيه
قبل أن تصبح دول العالم ترسل طلابها إلى ماليزيا
(كما هو اليوم )
وحاول بكل جهده وفي إطارالأعتمادعلى خلفيته الأقتصاديه
تجهيز المواطن الماليزي بكافه الوسائل العلميه والتقنيه لكي يستطيع الأنفتاح والتواصل مع العالم الخارجي والتعرف إلى الثقافات المختلفه ..ثم بعد ذالك الدفع به إلى سوق العمل من أجل زياده الأنتاج وخفض مستوى البطاله بين أفراد الشعب حيث سعى إلى تفعيل الجزء الأكبر من المجتمع الأمر الذي نتج منه إرتفاع مستوى التنميه الأقتصاديه للبلاد كمحصله نهائيه وفعلاًًًًًً.. فقد نجح مهاتير خلال مده حكمه من تحقيق حلمه الذي جعله نصب عينيه حيث تراجعت نسبه الأميه إلى (6%)فيما كانت (36%)وبلغت نسبه التعليم في العام الماضي في ماليزيا (93%)حيث توجد 11جامعه حكوميه و13جامعه خاصه و(ومئات)الكليات ما بين حكوميه وخاصه
ووجه مهاتير محمد إهتمامات الدوله بالمشاريع الخاصه وتوفير الدعم والتشجيع لها .... وركز على أن الخصخصه لاتعني إنسحاب الدوله من النشاط العام ....لاكنها تعني أن تقوم الدوله بوضع خطط تضمن أن تسير المشروعات الرأسماليه في إطار الأهداف القوميه ......
فلقد بدأ مهاتير محمد فور توليه السلطه
(رئاسه الوزراء)عام(1981)
بتطوير سياسات أنطوت على عداء واضح تجاه الغرب
ومن ضمن مقولاته (إشتر البريطاني كبديل أخير) حيث كانت تلك الدوافع تستند إلى عدم قدره النماذج الغربيه على حل المشكلات الأقتصاديه .....للدول الناميه بشكل عام
ولكي يقضي على تبعيه دوله ماليزيا للغرب إقتصادياً
( شأنها في ذالك شأن أي دوله ناميه)
فقد قام بشيئين أساسيين وهما:
الأولى: إحلال المنتجات المحليه مكان الواردات
والثانيه: توجيه البلاد نحو التصدير بالأعتماد على النمو الأقتصادي والتحول الهيكلي
وإليكم زملائي بعض الأحصائيات كنتيجه لهذين الهدفين
كانت الصناعه في ماليزيا تشكل (11.1%)وتحولت عام 2006 إلى(33.1%) كانت نسبه العماله (6.4%)ووصلت إلى (35%)خلال فتره بسيطه....وهذا بلا شك أدى إلى نمو الصادرات الصناعيه
ورفع مستوى تقنيات العمل
وكانت فلسفته الأقتصاديه ترتكز على إشراك مختلف الفئات الأجتماعيه في عمليه التنميه والعمل على زياده متوسط الدخل
ودعم الفقراء
تخفيف حده التضخم
والحفاظ على القدره الشرائيه للأجر........
ولهذا تم تقليل مصروفات الأمن إلى(8.%)
والعمل على زياده نفقات التنميه بنسبه (16%)من إجمالي الموازنه العامه للدوله
وحسب دائرة الإحصاء المركزي لعام 2006 فقد بلغ معدل النمو (6%)....... وبهذا إرتفعت معدلات التنميه في المجالات الصناعيه والأقتصاديه والزراعيه
ونمو القطاع السياحي ...
وبلغ الدخل السنوي للفرد الماليزي 4800$دولار
وهذا أعلى من حصة الفرد الأمريكي حيث تصل إلى 3100$ دولار في أمريكا ووصل ترتيب ماليزيا إلى المرتبه(17)إقتصاديأ على مستوى العالم
{خاتمه}...((.وقتي إنتهى لن أتولى مسؤوليات رسميه بعد 31أكتوبر لأن من المهم أن يتولى قياده ماليزيا جيل جديد بفكر جديد ))بهذه الكلمات أعلن مهاتير محمد تنحيه عن الحكم بعد 22 عام .......وتنازل مهاتير....تنازل {الأسطوره} بعد أن نجح في أن يجعل من ماليزيا نموذجاً عالمياً يدرس في أكاديميات البحث عن كيفيه تحول
دوله فقيرة معدومة بلا موارد تُذكر إلى دوله متقدمه صناعياً وتكنولوجيا
إذا قوينا عزيمتنا وعودنا أنفسنا على حب الوطن
فسيكون منا ألف مهاتير....فلنتعلم كيف نغرس في قلوبنا حب الوطن....
ولا ننتظر من الشرق ولا الغرب أن يمسكوا بإيدينا ...فليس للوطن إلا أبناءه