يذكر أن أحد رؤساء الأقسام بالمستشفى يذبح المرضى ولا يعالجهم، وشملت الرسالة وقائع مفصلة لما يعتبر بمثابة جرائم ومخالفات ارتكبها الجراح منها:
تركيب شبكة برولين صناعى فى الفتق الإربى الخلقى للمواليد حديثى الولادة، مما يؤدى إلى إصابة الأطفال الأبرياء بالعقم، حيث تقوم الشبكة بعمل تليف على الحبل المنوى للطفل فتعوق نموه وتمنع قيامه بأداء وظيفته فى الإنجاب ويؤدى إلى ضموره.
وتضم الرسالة أسماء أربعين طفلاً أجريت لهم نفس الجراحة خلال ستة أشهر فقط، بالإضافة إلى أرقام دخولهم المستشفى وتاريخ إجراء الجراحة، وتحتوى الرسالة على العديد من الوقائع، بعضها يتعلق بإجراء جراحات لا لزوم لها، مثل استئصال الزائدة الدودية، أو الغدد الليمفاوية، وإجراء جراحات لإصلاح الخصية المعلقة لدى حديثى الولادة، رغم أنها تنزل بعد ذلك دون تدخل جرحى، وكذلك التقاعس عن متابعة مريض مما أدى إلى وفاته.
ويضيف الأطباء، أن قائمة المخالفات والجرائم طويلة كبيرة جداً، وتفوق حد التصور لكن الجراح كان يضرب عرض الحائط بكل القيم والمثل ومبادئ العمل الطبى وقواعده، رغم أن هذه المخالفات والجرائم تقع تحت طائلة الكسب غير المشروع وإحداث عاهة مستديمة عن قصد وعمد فى الأطفال والمواليد حديثى الولادة.
ولأن أطباء المستشفى يخافون الله ويتمسكون بالضمير وبأخلاقيات المهنة، فقد أرسلوا شكوى للهيئة العامة للتأمين الصحى التى استجابت وتم منع الطبيب من دخول غرفة العمليات، رغم أنه كان يفترض التحقيق معه وإحالته إلى المحاكمة العاجلة، نتيجة ما اقترفته يداه فى حق الكثير من المرضى الذين لاذنب لهم، إلا أنهم وثقوا به ووضعوا حياتهم بين يديه.
لكن حتى هذا الإجراء المتواضع لم يستمر طويلاً، فقد تدخل أحد أعضاء مجلس الشعب لدى وزير الصحة للضغط على رئيس الهيئة وعدم مجازاة الطبيب والاكتفاء بنقله الى مستشفى آخر، دون أن يتم دون مجازاته على جرائمه ومخالفاته.
ويتساءل الأطباء الشرفاء، هل يجوز ذلك ونحن فى دولة القانون؟ وأين حق المرضى الذين ذبحهم ودمرهم؟ وأين حق الدولة فيما اكتسبه من أموال عن طريق جرائمه ومخالفاته؟ وهل نقله إلى مستشفى آخر سوف يمنعه من تكرار أفعاله وجرائمه؟
هذا ملخص رسالة أطباء الجراحة بمستشفى مبرة كفر الدوار للتأمين الصحى، وهى تحوى أسماء المرضى وأرقام دخولهم المستشفى وتاريخ الجراحات المخالفة التى أجريت لهم، وقد سبق وأرسلها الأطباء لرئيس هيئة التأمين الصحى ووزير الصحة، وهى لدى لكل من لديه ضمير حى ويريد مراجعتها وإحقاق الحق، وتطبيق القانون على جراح يفترض به تخليص المرضى من آلامهم، لكنه زاد هذه الآلام وقضى على مستقبلهم.
هل يسمعنى أحد؟ هل سيجيب أحد؟ هل سنقتص لكل طفل قضى هذا الجراح على حياته أو انتزع ذكورته؟
