زغاريد ودموع تخالط الفرحة فى موسم بهجة أوائل الثانوية العامة .. أخيرا وبعد طول عناء بدأت أسر أوائل الثانوية العامة تنعم بشىء من السعادة، التى ترصدها كاميرا اليوم السابع فى القاهرة والمحافظات خلال السطور التالية..
اتفق أوائل الثانوية العامة لهذا العام على أمرين، الأول أن الدروس الخصوصية كانت بوابة العبور إلى التفوق والحصول على مركز بقائمة الأوائل على مستوى الجمهورية، فى ظل غياب تام لدور المدرسة، أما الأمر الثانى فكان رسالة من الأوائل لوزير التربية والتعليم بضرورة تغيير النظام الحالى للثانوية العامة وجعلها سنة واحدة، لأن النظام القائم أنهك أسرهم ماديا ومعنويا، فيما لم تخرج قائمة رغبات طلاب الثانوية فى الالتحاق بالجامعات عن كليات الطب والصيدلة والهندسة للعلمى والألسن والإعلام لطلاب الأدبى.
سيطرت حالة من الفرحة العارمة على 10 شارع التوفيق بمصر الجديدة، حيث تسكن نوران رشاد محمود البحيرى (18 عاما) والحاصلة على المركز الثالث مكرر على مستوى الجمهورية بالشعبة الأدبية بمجموع 405.5 من مدرسة الراهبات الأرمن الكاثوليك .
وسادت الفرحة أسرة آية لبيب عبده الحاصلة على المركز الأول "أدبى" من مدرسة (نوتردام ديزابوتر بالزيتون)، حيث أكدت والدتها الدكتورة إيمان عبد الباقى، أن حصول آية على المركز الأول كان مفاجأة لم يتوقعها أحد من العائلة. وأوضحت أن ابنتها كانت مجتهدة طوال العام الدراسى واعترفت أنها اعتمدت على الدروس الخصوصية كغيرها من طلبة الثانوية العامة، وكانت تذاكر بمعدل 6 ساعات فى اليوم.
من جانب آخر أكدت آية أنها لم تتوقع حصولها على المركز الأول وتمنت أن تصبح وزيرة للتعليم فى المستقبل لإصلاح مشاكله التى فاقت الحدود، وستلتحق بكلية الحقوق شعبة (فرنساوى) جامعة عين شمس، لأنها كلية العظماء، واتخذت آية والدتها قدوة لها فى الحياة بشكل عام، وكانت تهوى رياضة الإسكواش وتلعبها بصفة مستمرة طوال العام الدراسى، هذا وقت حصلت آية على مجموع 101.1%.
أما جيلان محمد صلاح الدين الثانية مكرر بشعبة علمى رياضة على مستوى الجمهورية، والتى حصلت على 408 درجات، فتحلم بدخول كلية الهندسة، لأنها تعشق التصميم، مؤكدة أن حلمها هو إنشاء شركة تصميم الشخصيات الكرتونية لأبطال مصريين، وأضافت أنها بالفعل صممت شخصية كرتونية للأطفال وأطلقت عليها اسم (حوكى).
جيلان كانت تعتمد على الدروس الخصوصية بشكل أساسى، لكنها لا تغفل دور مدرسيها بمدرسة النزهة الخاصة للغات فى تفوقها، مشيرة إلى أنها كانت تجمع بين الكتب الخارجية ونماذج الوزارة فى وقت واحد، لكنها لم تحدد عدد ساعات معين للمذاكرة.
وأشارت جيلان إلى أن والدها الذى يعمل بأمن الدولة ووالدتها المدرسة المعمارية وفرا لها الجو المناسب للاستذكار دون ضغوط نفسية، وعن طقوسها فى المذاكرة تقول جيلان إنها كانت تعشق المذاكرة فى "البلكونة"، مضيفة أنها كانت تبكى إذا أخطأت فى أى جزئية فى امتحاناتها. وحول رأيها فى تغيير نظام الثانوية العامة وقصرها على سنة واحدة فقط قالت " إحنا كطلبة اتعودنا على النظام القديم ولو الوزارة عايزة تغير النظام يبقى لازم تغيره من ابتدائى".
وأضافت أنه بمجرد ظهور نتيجة الأوائل انهالت عليها مكالمات من الجامعات الخاصة، كالجمعيتين الألمانية والأمريكية، اللتين عرضتا عليها الدراسة مجانا، غير أنها لم تحدد وجهتها حتى الآن.
أما الطالبة أسماء إسماعيل زكى أحمد، التى حصلت على المركز الثالث مكرر شعبة علمى علوم بمجموع درجات 408.5، فقد أكد والدها أنه أنفق 6 آلاف جنيه فى مرحلة الثانوية مقابل الدروس الخصوصية، حتى تتمكن ابنته من الحصول على هذا المركز، مشيرا إلى أنه كان متوقعا ذلك بسبب تفوقها ونبوغها العلمى منذ أن كانت صغيرة.
وقالت أسماء إسماعيل
لليوم السابع
:" سألتحق بكلية الطب لأحقق حلم أبى وأمى فى أن يريانى طبيبة"، مضيفة أنها لم تذهب إلى مدرستها ـ مودرن سكول أحمد عصمت ـ من شهر ديسمبر الماضى حتى تتفرغ تماما لاستذكار دروسها بالمنزل.
وتعترف أسماء بأن الدروس الخصوصية كانت تستقطع الكثير من وقتها خاصة فى الشهور الأخيرة قبل الامتحانات، لكنها أكدت أن والديها لم يضغطا عليها لتحقيق درجات مرتفعة.
ورغم أن والديها أستاذان بكلية الطب بجامعة عين شمس،
إلا أن نانسى ممدوح عبد الوارث بدر التاسعة مكرر على مستوى الأدبى الجمهورية بمجموع درجات 404 تفضل الالتحاق بكلية الألسن قسم اللغة الألمانية قائلة :" رغم أن والدى حاولا إقناعى بدخول الشعبة العلمية فى بداية المرحلة الثانوية، إلا أننى فضلت الأدبى لرغبتى فى العمل كمترجمة".
مضيفة أنها كانت تخطط منذ عامين لهدف محدد وهو دخول قائمة أوائل الثانوية العامة، مما جعلها تذاكر 12 ساعة فى اليوم على مدار عامين حتى حصلت على 204 درجات فى المرحلة الأولى و203 درجات فى المرحلة الثانية. نانسى ممدوح تصر على أن الدروس الخصوصية كانت سببا وراء تفوقها، موضحة أن مدرسى الدروس الخصوصية هم مدرسوها فى المدرسة لكنهم يؤدون بشكل أفضل فى الدرس الخصوصى، نظرا لعدم توفير المدرسة الجو المناسب لتفوق الطلاب، وقالت نانسى إنها توقفت عن الذهاب للمدرسة منذ شهر فبراير الماضى لارتفاع نسبة الغياب بين طلاب المدرسة دون وجود رقابة عليهم.
وتضيف نانسى أنها كانت تعتمد على دليل تقويم الطالب وكتاب المدرسة فى مراجعة المواد بجانب الكتب الخارجية وملازم الدروس، وطالبت نانسى وزير التربية والتعليم بتغيير نظام السنتين وتحويل الثانوية العامة إلى سنة واحدة، لأن الثانوية العامة الحالية مرت عليها وكأنها 20 عاما بسبب الضغط النفسى والمادى على والديها. ورغم سفر والدها إلى الخارج إلا أن حالة من الفرحة العارمة اجتاحت عائلة هدير مراد الحاصلة على المركز التاسع مكرر على مستوى الجمهورية بمجموع 401 من مدرسة الهرم الثانوية
.
هدير قالت
لليوم السابع
إن سبب تفوقها ثلاثة عوامل أساسية أولها الدروس الخصوصية مع تنظيم الوقت، وثانيها عدم الضغط من قبل الأهل، وثالثها "سفر والدى والذى كان دافعا قويا لنجاحى"، وأكدت أنه ليس لديها أى طقوس فى المذاكرة وأنها كانت تذاكر بدرجة أقل من أصدقائها. هدير تحلم بكلية الألسن، إلا أن بعد المسافة عن محل الإقامة عائق لها، ورغم أن الجامعة الألمانية فى مصر عقب إعلان النتيجة أعطت منحة تعليمية مجانية لها إلا أنها تتمنى الحصول على منحة أمريكية لدراسة اللغة الإنجليزية.
وعن نظام الثانوية العامة قالت:" لازم تتغير لتناسب العصر بالإضافة إلى أن مقترح تغيير نظام الثانوية العام يمثل أزمة، وخاصة أن الطلاب لا يستطيعون تحمل سنتين فكيف تكون ثلاث سنوات؟ " كما طالبت أن تكون الثانوية العامة فى مصر كباقى دول العالم وذلك لأن مصر هى الدولة الوحيدة التى تمثل فيها الثانوية رعبا لطلابها.
أما نهى عبد الخالق محمد حسن، بمدرسة الطلائع الإسلامية للغات بالمهندسين شعبة أدبى والسادس مكرر على مستوى الجمهورية والتى حصلت على مجموع درجات 404,5، فتحلم بدخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لأنها تعشق أن تكون شخصية سياسية مرموقة فى المجتمع المصرى، وقالت " نفسى أكون زى عمرو موسى وأبقى رئيس الجامعة العربية".
نهى قالت
لليوم السابع
: "أنا زعلانه لأن الوزير متصلش بيا ليهنئنى بالتفوق مثل باقى زملائى، رغم أنى من العشر الأوائل على مستوى الجمهورية"، وأضافت أنها كانت تعتمد على الدروس الخصوصية بشكل أساسى، حيث شكلت 85 % من تفوقها، ولكنها لا تغفل دور والديها اللذين كانا يوفران لها "لبن العصفور" قبل وأثناء أداء الامتحانات.
وأضافت أن حلمها بأن تكون من الأوائل قد تحقق، وأنها لم تتخيل أن تكون من أوائل الجمهورية، وذلك يرجع إلى العدالة فى التصحيح بالإضافة إلى توفيق ربنا، مؤكدة أنها كانت تتبع طقوسا دينية قبل المذاكرة مثل قراءة القرآن وصلاة قضاء الحاجة.
فى حين أكد المهندس عبد الخالق محمد وسرحان والدكتورة نهلة والدا نهى أنهما لم يمارسا عليها أى ضغوط من أجل المذاكرة لأنهما يثقان فيها وباقى أخواتها المتفوقين، أيضا كما أنهما سيتركان لها حرية اختيار الكلية التى تريدها. وبعد أحزان استمرت عام كامل بسبب تسريب امتحانات الثانوية العامة.
وفى محافظة
القليوبية
وبالتحديد فى بنها، حيث يسكن أحمد محمد سعيد على الحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى الثانوية العامة بمجموع 405.5، وفى زحام التهنئة الشديد قال أحمد، شارحاً سر نجاحه، "كنت أعتمد على الكتاب المدرسى فى المذاكرة وأواظب على الصلاة فى مواعيدها، بالإضافة إلى تلاوة القرآن الكريم وأتلقى الدروس الخصوصية فى بعض المواد".
ويستكمل أحمد حديثه وتغالبه دموع الفرح "أننى وحيد أمى وأبى وأهدى هذا النجاح أولاً إلى أمى التى ربتنى وأنا عمرى 5 سنوات فقط بعد انفصالها من أبى ثم جدتى التى أعيش معها ثم أبى، وأعاهد الله أن أسير على نفس الطريق حتى تحقيق حلمى الكبير، وهو الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ثم العمل بالسلك الدبلوماسى"، مشيراً إلى أنه رفض القسم العلمى من أجل هذه الكلية، بالرغم من إلحاح كل من حوله وفى النهاية استجابت والدته لرغبته.
ويقول أحمد، "أكن كل احترام لولدى الذى يعمل موظفاً بسنترال بنها الذى هو دائم السؤال عنى ومتابعتى. وأضاف، ودائماً حصلت على المراكز المتقدمة طوال دراستى، حيث حصلت فى الصف الخامس على المركز الأول على مستوى المدرسة وطوال فترة الإعدادى على المركز الأول فى الصف الثالث الإعدادى حصلت على 98% والصف الثانى الثانوى 98% أيضاً".
وقال ساعدنى خالى فى الدروس الخصوصية، مشيراً إلى أنه يعشق الرياضة ومشجع كبير جداً للنادى الأهلى، خاصة الكابتن محمد أبو تريكة نظراً لأخلاقه العالية، وهو مثله الأعلى فى كل شىء. وقال، إن عدد ساعات المذاكرة فى أول العام من 4 ساعات إلى 5 ساعات، وفى نهاية العام من 6 ساعات إلى 10 ساعات، وأخيراً سجد أحمد لله شكراً على ما حققه من نجاح.
أما والدة الطالب ماجدة شوقى درويش الموظفة بمديرية الشباب والرياضة ببنها قالت، "أنا منفصلة عن والد أحمد منذ 12 عاماً وترك لى أحمد وعمره 5 سنوات، وعاهدت الله على الوصول به إلى بر الأمان وتحقيق حلمه، وهو صغير، حيث كان يتمنى الوصول إلى السلك الدبلوماسى وهو صغير".
وفى
البحيرة
أكد محمود سمير زكى رجب الطالب الحاصل على المركز الثانى مكرر فى سباق الثانوية العامة شعبة الرياضيات بالقسم العلمى بمجموع 408، أن تحقيق التميز ليس بالأمنيات ولكن بالإصرار على الوصول إليه من خلال مذاكرة جادة، مؤكداً أنه بدأ المذاكرة قبل بداية الدراسة بشهر كامل مع بداية الدروس الخصوصية، حيث كان يقوم بالمذاكرة العادية التى وصلت إلى 5 ساعات يومياً فى البداية ووصلت إلى 12 ساعة يومياً قبل الامتحانات.
وأضاف، أن المدرسة وحدها لا تكفى للحصول على التقدير المناسب وتحقيق أعلى الدرجات وأن الدروس الخصوصية أصبحت ضرورة للتغلب على بعبع الثانوية العامة، حيث كان يأخذ دروساً خصوصية فى جميع المواد، كما أنه يهدى هذا النجاح لوالدته التى تعبت معه كثيراً ولها الفضل الأول والأخير ولولاها ما كان حقق ما وصل إليه، وأنها لم تكن تنام فى آخر شهرين قبل الامتحانات.
أكدت روضة عبد الناصر عوض حسن الثالث علمى على مستوى الجمهورية والحاصلة على مجموع 408.5 من مدرسة دار الأندلس الثانوية بمدينة أسيوط، أنها كانت تتوقع أن تكون من الأوائل، حيث كانت تذاكر أكثر من 8 ساعات، وأنها اعتمدت على الدروس الخصوصية فى كل المواد. وتحلم روضة بالالتحاق بكلية الطب قسم الأطفال أسوة بوالدتها الدكتورة هناء عبد اللطيف، وقالت إنها تحب قراءة الكتب الثقافية والدينية ومتابعة الأحداث السياسية.
وأكد والدها الدكتور عبد الناصر عوض أستاذ جراحة العيون أن "روضة" كانت ممنهجة ومرتبة وهى تحفظ الكثير من القرآن الكريم وكانت تذاكر ليل نهار، حتى "أننى كنت أشفق عليها عندما تنام وهى تمسك بالكتاب".
وقال والدها إن ترتيبها الثالث بين أشقائها الأول أحمد فى كلية طب والثانية رحاب فى كلية آداب قسم الإعلام، ورباب بالصف الخامس الابتدائى وإبراهيم بالصف الثانى الابتدائى. من جهته، كرم اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط الطالب عبد الرحمن حسنى محمد إبراهيم ابن أسيوط الفائز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية فى امتحانات الثانوية العامة شعبة رياضيات والثالثة علمى.
ع