القاهرة - اجتمع الأربعاء وفد من منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان برئاسة نجيب جبرائيل بمشيخة الأزهر بالدكتور محمد سيد طنطاوي
شيخ الأزهر.
وكان موضوع اللقاء حول الفتوى التي صدرت أخيراً من دار الإفتاء المصرية بتحريم توصية المسلم ببناء الكنائس وجاء بها أن الوصية ببناء كنائس نوع من المعصية، وتشبيه ذلك بمن يتبرع لبناء نوادي القمار او الملاهي او أماكن تربية القطط والكلاب والخنازير، وأن المسيحيين يتعبدون في كنائسهم من غير توحيد لله، ومن ثم لا يجوز التبرع لعبادات لا تؤمن بالتوحيد.
وخلال اللقاء أعلن شيخ الأزهر أن "هذه الفتوى لا يمكن الأخذ بها إذ إنها غير موقعة من مفتي الجمهورية وأنه تجب محاسبة من وقعوا عليها من الشيوخ وأنه ليس من اللائق أو من الشرع وصف المساهمة في بناء كنيسة بأنه معصية بل إنه كان يجب أن يترك الأمر في بناء الكنائس لأهل الاختصاص، وهم المسيحيون، وأنه ليس من الشرع، بل من الخطأ الخوض في عقائد الآخرين لأن الديانة والعقيدة وما يؤمن به الشخص هو علاقة بينه وبين ربه".
وقال: "عندما يأتيني أنا كمفتٍ سؤال كهذا أجتهد فيه وأقول نعم لأن النذر على المعصية معصية كاملة، وهذا محل اتفاق بيننا جميعاً، أما ما يتعلق بالكنائس فإذا كانت الوصية من مسيحي لبناء كنيسة، فهذا أمر لا غبار عليه لأنهم أدري بأمور دينهم ولم أدخل نفسي أنا كمفتٍ أو كقاضٍ في أمور كهذه لأنه ليست لي مصلحة، فإن ما ورد في القرآن الكريم حقائق عامة توجد في زمان وقد لا توجد في زمان".
وتابع شيخ الازهر: "قد اتفق
المسلمون والمسيحيون على أن الظلم حرام وعلى أن الخمر حرام وعلى أن الربا حرام وأن الكذب حرام، هذه حقائق اتفق عليها، وهناك أمور تتعلق بالحقائق، وبعد ذلك البابا شنودة يقول في خطبه العامة أمام الرئيس وأمامي وأمام الجميع بسم الإله الواحد الذي لا إله غيره، فما دام سيادته يقول هذا فلماذا أسيء الظن بعد ذلك؟ الذي يحاسبني ويحاسبك الله، ولكن نحن نجعل علاقتنا مع بعضنا البعض علاقة محبة وأن المواطنة معناها الحقيقي السليم أن كل من يعيش في البلد ويحمل جنسية هذا البلد هو مواطن في هذا البلد ويجب أن يعامل كغيره معاملة متساوية سواء كان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو بوذياً".
عما إذا كان التبرع أو الوصية من مسلم لبناء كنيسة جائز شرعاً أم لا؟، أجاب شيخ الأزهر: "إن الشرع لا يمنع المسلم من أن يوصي ببناء كنيسة إذ إنه حر في أمواله لأنه قد يجد تعاوناً ومنفعة من شقيقه المسيحي بل قد يجد أن هناك من المسيحيين من يتبرعون لبناء المساجد".
وشدد فضيلته على "عقاب من يعتدون على المصلين أو أماكن العبادة حتى إذا كانت في منزل ما داموا يصلون لله ولا يتآمرون على أحد".
كما أضاف فضيلته أنه "ليس لديه مانع بل يود أن تبني كنيسة ومسجد في كل شارع".
وحول اعتراض الأزهر على مشروع قانون دور العبادة الموحد من عدمه قال طنطاوي: "لو سئلت من الجهات المختصة، سأقول إن الأزهر ليس لديه أي مانع".
واختتم شيخ الازهر حديثه بتأكبيه على أنه تربطه بكل طوائف المسيحيين وعلى رأسهم البابا شنودة الثالث علاقة وطيدة من المودة والحب والاحترام وأنه حريص على زيارة الأساقفة والمطارنة في سوهاج وطما عندما يزور بلدته.
المصدر: صحيفة الدستور ، مصراوي.