صمت رهيب سيطر علي المكان ...
هطلت الأمطار بغزارة ...
ودوت أصوات الرعد لتملأ المكان ...
وتوهجت السماء بأضواء البرق ...
تعلن عن ثورة الطبيعة وغضبها مما يحدث فيها ...
حيث تقابل جيشان يقف كل منهما صامتاً في وجه الآخر ...
إرتقاب وتحفز من الجميع ...
تساؤل يراود كل من في الميدان ...
أسيكون قتالا آخر ؟!!
أم سينتهي الأمر بسلام ؟!!
أستنتهي الأحقاد ويعم السلام ؟!!
أم ستولد الرغبة في الإنتقام ... ويكون قتالا يبيد الجميع ؟!!
بدا الجميع غير راضي عن القتال ... ولكن سيطاع الأمر إن قيل هجوم ...
لن يخالف جندي واحد من الجيشين أوامر القيادة ...
وإنتظر الكل بترقب يراقب المفاوضات بين القادة ...
خائفين من أن تنطق تلك الكلمة "هجوم" ...
وتساءل الكل في آن واحد ...
ما نهاية الأحقاد والأطماع ؟!!
ما نهاية الرغبة في الإنتقام ؟!!
ما ذنب من قتل في سلسلة الحروب السابقة ؟!!
وما ذنب من سيقتل في السلسلة اللاحقة ؟!!
دماء تسفك هنا وهناك...
ما الضرر إن عاش الجميع في سلام وأمان؟!!
ما ذنب الأطفال أن تعيش في عالم ملئ بالحروب ... ما ذنب الأطفال أن تنشأ يتيمة مشردة ؟!!
ألا يحق لهم أن نوفر إليهم عالم هادئ آمن يكبرون فيه ؟!!
ماذنبهم أن يدفعوا ثمن أطماع الكبار ؟!!
ماذنب النساء الذين فقدوا أزواجهم ... أو أبنائهم ... أو أبائهم في هذه الحروب الفتاكة ...
وما ذنب من يعيش حياة مهددة منتظر الموت كل يوم وجريمته الوحيدة أنه يحمل إسم جندي ...
لما لا يأخذ الجميع العبرة من التاريخ ؟!!
ألهذه الدرجة يعمي الإنتقام القلوب ويسيطر علي العقول لدرجة أنه يمنعها عن تمييز الصواب عن الخطأ ؟!!
أصبحت الحرب تماما كالغيوم السوداء التي تحجب ضوء الشمس وتحرمنا منهم...
هكذا الحرب سواد يحجب عنا الأحباب ويحرمنا منهم ...
قطع صوت حاد صارم قادم من كلا الجهتين أفكار الجميع هاتفا : هجــــــــوم ...
ليلتحما الجيشان وتستمر الحرب المدمرة ...
لا أحد يدري متي ستتوقف ؟ ...
ولكن الجميع مر بأذاهنهم سؤال واحد لم يجدوا له إجابة ...
متي سنتخلي عن أحقادنا وأطماعنا ونوقف هذه الحروب ؟!! [/SIZE][SIZE=3]