وحسب طريقة الحركة يمكن تصنيف الزواحف إلى المجموعات التالية:
( أ) زواحف تمشي علي بطنها:
(1) رتبة الثعابين(OrderOphidia)
ويعرف منها قرابة الثلاثة آلاف نوع, تنتشر في مختلف بيئات الأرض, ولبعضها أجسام مفرطة في الطول( الي حوالي العشرة أمتار), وهي عديمة الارجل, ولذلك تتلوي أجسامها في حركات تموجية متناسقة عند انتقالها ولا تعرف هذه الطريقة في الحركة عند اي حيوان آخر إلا في بعض السحالي( العظاءات) الثعبانية الشكل, وبعض الديدان.
وبالاضافة الي هذه الحركات البطنية التي تدب بها الثعابين علي سطح الأرض فان الله( تعالى ) قد أعطاها القدرة علي تسلق كل من الجدران والاشجار, وعلي القفز من فوق سطح الارض ومن المرتفعات وعلي السباحة في الماء, فللثعبان القدرة علي لف جسمه في لفات عديدة متقاربة بعضها فوق بعض, ثم يندفع بقوة عضلاته الجسدية في قفزة كبيرة يقطع فيها العديد من الامتار لينقض علي فريسته, او للهرب من خطر محدق به, وقد يكرر تلك القفزات في نفس الوقت لمرات عديدة. ولحمايته من شدة الاحتكاك بجسده مع الارض يغطي جسم الثعبان بقشور قرنية صلبة مرتبة علي سطح الجسم بأكمله في صفوف منتظمة, ناعمة الملمس في معظم الاحوال.
(2) السحالي الثعبانية:
من السحالي ما يعيش تحت الارض بصورة مستديمة وهذه تضعف ارجلها الي حد الاختفاء الكامل.
( ب) زواحف تمشي علي أربع أرجل:
(1) رتبة السحالي( العظاءات)(OrderLacertilia):
هذه الرتبة هي أكثر الزواحف المعاصرة انتشارا, حيث يعرف منها أكثر من2500 نوع في مختلف بيئات الارض, وان كان أغلبها يدب علي سطح اليابسة, ولكل منها أربع أرجل قوية نسبيا, كاملة التكوين, وان كان لبعضها القدرة علي تسلق الاشجار كالحرابي( جمع حرباية) التي هيأ الله( تعالى ) أرجلها بقدرات قابضة, والسحالي الطائرة من جنس دراكو(
Draco
) التي زودها الله( سبحانه و تعالى ) بثنيتين علي جانبي الجسم تشبهان الأجنحة يعينانها علي الطيران لمسافات قصيرة. ويوجد في مصر حوالي أربعين نوعا من السحالي(
Lizards
) أكثرها انتشارا البرص, والضب, والحرباء.
وللحرباء زوجان من الأرجل الطويلة خماسية الاصابع في مجموعتين متقابلتين تتكون المجموعة الاولي من ثلاث أصابع يحيط بها غشاء جلدي, وتتكون المجموعة الثانية من اصبعين يحيط بهما غشاء جلدي آخر مما يجعل من الأطراف الأربعة أعضاء قابضة كالكماشة تمسك بفروع الاشجار, كما تستخدم ذنبها عضوا قابضا كذلك. وتحتوي فصيلة الحرباء علي ما يقرب من ثمانين نوعا, يوجد منهما نوعان فقط في مصر, وهي تتغذي علي الحشرات الصغيرة.
أما البرص فيوجد منه في مصر ما يقرب من ثلاثة عشر نوعا, ويحمل جسم البرص أربع أرجل, خماسية الاصابع, وينتهي كل إصبع بوسادة لاصقة تمكنه من ارتقاء الجدران بسرعة فائقة, ومن السير علي اسقف الحجرات مقلوبا دون ان يقع, ومعظم الأبراص ليلية في طبائعها الغذائية وقد وهبها الله( تعالى ) القدرة علي البقاء حية دون تناول اي شيء من الطعام لفترات طويلة, ومعظم الابراص من آكلات الحشرات.
أما الضب(
Uromastycs
) فأرجله الأربع قصيرة وغليظة مما يساعده علي سرعة الجري, ويعرف منه أحد عشر نوعا منها أربعة في مصر, وهو من آكلي الأعشاب.
(2) رتبة السلاحف(OrderChelonia):
للسلاحف أرجل ضعيفة لاتكاد تقوي علي حملها بعيدا عن سطح الأرض, ولذلك تمشي بحركة بطيئة يضرب بها المثل في البطء نظرا لثقل جسمها وضعف أقدامها, وهناك مايقرب من250 نوعا من السلاحف منها السلاحف الأرضية(
Tortoises
), والسلاحف البحرية(
Turtles
), وسلاحف الماء العذب(
Terrapins
). ومن مميزات السلاحف وجود الصندوق العظمي الذي يحيط بجسمها إحاطة كاملة علي هيئة غطاءين ظهري وبطني يتركب كل منهما من عدة ألواح ملتحمة مع بعضها البعض التحاما وثيقا, ومغلفة من الخارج بعدد من القشور القرنية الكبيرة( صدف السلاحف). ولهذا الصندوق العظمي فتحتان إحداهما أمامية يطل منها كل من الرأس والأرجل الأمامية, والثانية خلفية يخرج منها الذنب والأرجل الخلفية.
(3) التماسيح(OrderCrocodilia):
وتضم أكبر الزواحف المعاصرة, ويعرف منها واحد وعشرون نوعا تعيش كلها في الماء العذب, ولاتخرج منه إلي اليابسة إلا نادرا لوضع البيض علي الشواطيء الرملية للأنهار في مواسم التكاثر. وللتماسيح أرجل قوية معدة للمشي علي اليابسة, وتجذب هذه الأرجل إلي جوار جسم التمساح أثناء سباحته في الماء بواسطة ضربات ذنبه القوية التي يضرب بها يمنة ويسرة. وتحيط بجسم التمساح درع عظمية قوية, تغطي بالأصادف القرنية الخارجية, وهذه الدرع العظمية مكونة من درقة ظهرية وأخري باطنية متصلتين من الجانبين بنسيج لين, ويغطي ذنب التمساح بحلقات دائرية من الأصداف القشرية.
(جـ) زواحف تمشي علي رجلين:
من الزواحف العملاقة المندثرة مامشي علي الرجلين الخلفيتين فقط(
Bipedal
) لقصر الطرفين الأماميين قصرا شديدا, وتحولهما إلي مايشبه اليدين, وقد سادت هذه الأجناس حقب الحياة المتوسطة( من245 مليون سنة مضت إلي65 مليون سنة مضت حين اندثرت اندثارا كاملا).
أما في غير كل من الديدان والزواحف فإن البرمائيات تميزت بأطراف متطورة أمامية وخلفية بكل منها خمس أصابع, وتتميز حركة كل من البرمائيات والزواحف ذات الأرجل بأنها علي شكل مشي بطئ, أو جري علي الأرجل الخلفية مستخدمة الذيل لحفظ توازن الجسم.
أما الطيور
Birds
فكلها ثنائية الأرجل لتحول طرفيها الأماميين إلي جناحين, وتجمع الطيور في طائفة واحدة(
ClassAves
) تضم27 رتبة, وأكثر من8600 نوع تنتشر في مختلف بيئات الأرض, ولها في قدميها ثلاث أصابع فقط. والطيور من الفقاريات ذات الدم الحار, التي تتغطي أجسادها بالريش وتحولت فيها الفكوك إلي مناقير خالية من الأسنان, وكلها تبيض, وتحتضن الأنثي بيضها حتي يفقس( فتبارك الله أحسن الخالقين).
وأما الثدييات فلكل منها أربعة أطراف تتدلي تحت الجسم تماما, ويمكنها أن تتحرك من الأمام إلي الخلف, لأن مفصل الركبة متجه إلي الأمام, ومفصل الكتف متجه إلي الخلف مما يجعل معظم طاقة الحركة موظف توظيفا صحيحا, وتظهر أهمية ذلك في حيوان كالنمر الذي تصل سرعته إلي115 كيلومترا في الساعة, ويستطيع أن يصل في سرعته إلي75 كيلومترا في الساعة خلال ثانيتين فقط من انطلاقه في الجري, وهو مايفوق تسارع أية سيارة سباق صنعها الإنسان.
ومن الثدييات مجموعة الحافريات التي بلغت الأطراف فيها أحجاما ضخمة لتساعدها علي الجري السريع, وتحولت المخالب إلي حوافر, ويمشي الحيوان الحافري عادة علي عدد مفرد قليل من الأصابع(
Odd
-
ToedUngulates
), فأصبح منها ماهو فردي الأصابع من مثل الخيول, والفيلة ووحيد القرن, والتابير(
Tapirs
) والتي تناقص عدد الأصابع في حافرها إلي إصبع واحد, ومنها ماهو زوجي الأصابع( مشقوقات الحافر) مثل البقر والغزال.
ومن الثدييات مايمشي علي رجلين فقط مثل حيوان الكنغر وبعض القردة العليا وذلك لقصر الطرفين الأماميين بشكل ملحوظ, ولذلك يدب الحيوان علي سطح الأرض بواسطة طرفيه الخلفيين القويين والذي يقفز أو يدب عليهما باستمرار. ومنها ماتقلصت فيه الأقدام تقلصا ملحوظا مثل رتبة دقيقة الأقدام(
Pinnipedia
) ومنها الفقمة(
Seal
) وحيوان الفظ(
Walrus
),
ومنها ما اقتصرت أطرافه علي عدد من الزعانف مثل رتبة الحيتان والدلافين(
WhalesandDolphihs
=
OrderCitacea
)) وذلك لاقتصارها علي العيش في مياه البحار.
ومن الثدييات ما يطير في جو السماء مثل الخفافيش التي تحولت أطرافها الأمامية إلي أجنحة جلدية لتساعدها علي الطيران.
ويأتي الإنسان ــ ذلك المخلوق المكرم ــ في قمة ما خلق الله الذي أكرمه بانتصاب القامة. وبالسير علي ساقين وبتناسق أبعاد الجسم, وأطوال الأطراف. وحجم الجمجمة, وبمهارة في اليدين, ونماء في العقل, وقدرة علي الاختيار, وعلي إدراك الذات, والانفعال والشعور, وعلي اكتساب المعارف والمهارات, وبغير ذلك من الصفات التي ميزه الله( تعالى ) بها, وكرمه علي بقية خلقه.
ثالثا: في معني قوله تعالى :.. يخلق الله ما يشاء إن الله علي كل شيء قدير*:
من أكبر مجموعات الحياة الحيوانية ما يجمع تحت شعبة خاصة تعرف باسم شعبة مفصليات الأقدام(
PhylumArthropoda
) والتي تضم أكبر عدد من أفراد وأنواع الحيوانات البحرية والأرضية حيث يصل عدد أنواع هذه الشعبة الي أكثر من مليون ونصف المليون نوع. وتتميز الأفراد في شعبة مفصليات الأقدام بأجسامها المقسمة إلي عدد من الحلقات المرتبطة ببعضها البعض بمفاصل تسمح لكل منها بالحركة, وبهياكلها الكيتينية, وبأطرافها المقسمة والمفصلية والموجودة في هيئة زوجية علي كل حلقة من حلقات الجسم وهنا تتعدد الأرجل إلي العشرات بل إلي المئات حتى الآلاف ولذلك ختمت الآية الكريمة التي نحن بصددها بقول الحق( تبارك و تعالى ):.. يخلق الله ما يشاء إن الله علي كل شيء قدير تأكيدا علي طلاقة القدرة الإلهية في الخلق, وقدرته سبحانه و تعالى علي البعث, وتأكيدا علي وحدانيته المطلقة فوق جميع خلقه الذين خلقهم في الأصل جميعا من الماء, وجعل حياتهم قائمة عليه بعلمه وحكمته وإرادته, حتى يكون في تنوع الخلق من منشأ واحد وفي زوجية كاملة ما يشهد له( سبحانه و تعالى ) بالوحدانية الكاملة فوق جميع خلقه بغير شريك ولا شبيه, ولا منازع, ولا صاحبة, ولا ولد, وكلها من صفات المخلوقين والله( تعالى ) منزه تنزيها كاملا عن جميع صفات خلقه.