نهر النيل الذي ذكره هيرودت قديماً في مقولته الشهيرة "مصر هبة النيل" طالما أبهر الفنانين والكتاب والشعراء من شتى أنحاء العالم فاستلهموا منه أبدع الصور الفنية والشعرية والأدبية، وتحت عنوان "فن على النيل" عرضت صحيفة الجارديان البريطانية خمسة عشر اسكتش رسمها الكاتب والشاعر والفنان إدوارد لير لنهر النيل أثناء زياراته الأربعة لمصر خلال الفترة ما بين عامي 1849 – 1872 ووثق من خلالها رحلاته عبر النيل بالعديد من اللوحات الساحرة المعبرة مستخدماً الألوان المائية، وقد تم تجميع هذه الإسكتشات ونشرها في كتاب بواسطة المتحف البحري الوطني ببريطانيا بعنوان "اسكتشات مصرية". ونذهب في جولة مع اسكتشات "لير" التي سجل بها رحلته مع النيل في مصر خلال القرن التاسع عشر والتي حرص على تدوين التاريخ والمكان أسفل كل منها.
الصورة الأولى في 30 ديسمبر 1853 على ضفاف نهر النيل، عقب مغادرة لير والوفد المرافق له القاهرة مباشرة بعد عيد الميلاد عام 1853، ولم يحدد في لوحته هذه الموقع والتاريخ، فجاءت كأنها الانطباع الأول له عن نهر النيل.
- يناير 1854 صور "لير" المراكب الشراعية في نهر النيل التي صنعها المصريون.
- الثالث من يناير 1854 رسم "لير" بالألوان المائية صورة لمركب شراعي كبير يمر عبر نهر النيل، وأشجار النخيل، ومبنيان صغيران ومساحة شاسعة من الأرض الجرداء، والسماء.
- يناير 1854 السحاب في السماء أعلى النيل
– 26 يناير 1854 بالقرب من جبل السلسلة، يقول "لير" سافرنا إلى هذا الجزء من النيل بعد أن تلقينا دعوة لمشاهدة المحاجر الواسعة من الحجر الرملي تلك من النوع المستخدم في بناء الأجزاء الكبيرة من المعابد المصرية، وتلتقط لوحته الألوان المختلفة التي تنعكس على ماء النيل وتتأرجح بين الأزرق والبرتقالي، وجاءت الجبال باللون الأرجواني الشاحب في الخلفية، بينما استخدم اللون البرتقالي والبني على ضفاف النهر.
– الرابع من مارس 1854 على بعد ميل من محافظة سوهاج، جذب انتباه "لير" إحدى المراكب الكبيرة المحملة بالبضائع والمعدات التي استقرت على سطحها. - في الأول من يناير 1867 بالقرب من "مسرة" نصح المسافرين في هذا الوقت أن يقوموا برحلة نيلية في الشتاء، عن طريق قارب بخاري قد بدأ عمله حديثاً في النهر، إلا أن "لير" فضل المراكب الشراعية التقليدية عن أي شيء حديث. – الثالث من يناير 1867 أعجب "لير" بالعديد من المراكب الشراعية التي تعبر النهر ووصفها قائلاً "أنها من أكثر الأشكال جمالاً فتسير في نهر النيل كأنها فراشات عملاقة"
- الثالث من يناير1867 الجو العام لهذه اللوحة التقط في الثامنة والنصف صباحا، وقد استخدم فيها "لير" اللون الأزرق لإضفاء المزيد من العمق عليها.
- الثالث من يناير 1867، تتجمع المناظر الخلابة أمام أعين "لير" ومن معه من المسافرين " النهر العظيم مع منظر القرى التي تبدو لا نهاية لها، بالإضافة لأشجار النخيل وانعكاساتها في الماء" – في الخامس عشر من فبراير 1867، يصور "لير" الصنادل العملاقة المحملة بالقش والتي تصنع بالنوبة. - الثامن عشر من فبراير 1867، كانت الزيارة الثانية للير في منطقة "فيلة" حيث وجد الجزيرة قد ازدادت جمالاً عن ذي قبل، وفي هذه اللوحة رسم "الدهبية" وهي قوارب شراعية تقليدية تستخدم للتنقل عبر النيل. – الثاني والعشرون من فبراير 1867، بالقرب من "إسنا" ترسو "الدهبية" على ضفة النهر بالقرب من مدينة "إسنا".
- الثاني من مارس 1867 ، يصور "لير" المراكب في نهر النيل في منطقة "قاو الكبير" في الرابعة مساءً، والأشخاص عليها منهمكون في العمل مصوراً الأشخاص بالأزرق الغامق والفاتح واللون الأبيض. - الرابع من مارس 1867 مدينة "منفلوط"، التقط "لير" هذه الصورة الهادئة قبل خمسة أيام من عودته للقاهرة في الصباح الباكر ويظهر بها الهلال.
نبذة عن إدوارد لير إدوارد لير هو شاعر وكاتب هزلي وفنان بريطاني، ولد بلندن في الثاني عشر من مايو 1812، وتوفى في التاسع والعشرين من يناير 1888، اشتهر بقصائده الهزلية الموجهة للأطفال، ويعد ديوانه الهزلي الأول الذي نشره عام 1846من روائع أدب الأطفال في الغرب، ومن أشهر قصائده البوم
ة والقطة، كما اشتهر لير بقصائده الخماسية الفكاهية.
وكفنان بدأ في تكسب رزقه أولاً عن طريق الفن وذلك عندما كان في الخامسة عشر من عمره عن طريق رسم الطيور والطبيعة، ثم اكتسب شهرته كفنان في التاريخ الطبيعي بكتابه الأول لرسوم الببغاوات المنشور عام 1832م. ثم اتجه لكتابة الشعر الهزلي للأطفال في أواسط الثلاثينات من القرن التاسع عشر الميلادي، كما رسم لير الكثير من الرسوم التوضيحية لكتبه، وله العديد من المؤلفات لتي لم تحقق الكثير من الشهرة أثناء حياته ولكنها نالت الكثير منها عقب وفاته.
منقول للفائدة
توقيع :rose
Living in the past causes you to miss out on the present. Life is too short to let it pass you by.