حالة من البكاء الشديد وصرخات والدته وأخوته وسيدات معزيات وحشد من أهالي عزبة محمد علي منشأة طاهر, مركز أهناسيا بمحافظة بني سويف, ورجال دولة وعسكريين من القوات المسلحة, شيع جثمان المجند أحمد شعبان أحمد, الذي اغتاله قناص من حركة حماس, خلال نوبة حراسته بداخل برج المراقبة علي الحدود المصرية ـ الفلسطينية.
تعالت صرخات النساء فى القرية عقب خروج الجثمان من مسجد القرية إلى مثواه الأخير بمدافن القرية حزناً على شهيدهم الشاب الذى كان من المقرر عقد قرانه عقب إنهائه الخدمة العسكرية فى شهر مارس القادم، وأن والده الحاج شعبان كان ينتظر أحمد يوم الاثنين القادم لشراء غرفة النوم والصالون بعد حصوله على إجازته المقررة له، القدر لم يمهل أحمد الذى انتظرته خطيبته طوال عامين هما فترة أدائه للخدمة العسكرية.
داخل منزل الشهيد جلس والده الحاج شعبان والذى يبلغ من العمر (70 عاماً) وحوله أهالى القرية الذين تجمعوا لمؤازرته وتقديم واجب العزاء، حيث صرخ الوالد ينادى "أحمد مات يا ناس" وبصعوبة تحدث إلى اليوم السابع قائلاً "أحمد اتصل يوم الأحد الماضى عبر التليفون وقال لى يا أبوى أسألك الدعاء وسلامى إلى أمى وأخى محمود وخطيبتى وأننى سوف أحصل على إجازتى يوم الاثنين القادم"، وأضاف الوالد "قلت له يا أحمد خلى بالك من نفسك وحافظ على الصلاة وقلت أنا جهزت الفلوس لشراء حجرة النوم والصالون وهنشتريها عندما تعود من الجيش" و لم أسمع إلا صوت ابنى يقول يا أبى مع السلامة.
وأضاف والده "أحمد ابنى كان الابن الأوسط بين 11 ابناً وبنتاً منهم محمد 37 عاماً ولا يعمل وأحمد الشهيد ومحمود 16 سنة وعبد الرحمن 13 سنة ومصطفى فى الصف الخامس الابتدائى وعبد الله فى الصف الثالث الابتدائى ولى 5 بنات عبير ومتزوجة ولها طفلان ولبنى متزوجة ولها بنت وحيدة وصباح زوجها متوفى ولها ولد وبنت وسعدة وهى مخطوبة ورحمة 14 عاماً".
وأشار والد الشهيد "فوجئت بعد عودتى من عملى فى الأرض الزراعية يدخل على خال الأولاد ويقول إنه سمع فى التليفزيون نبأ وفاة أحمد وأنه أطلق عليه الرصاص أثناء قيامه بالخدمة على الحدود فى رفح وعندها تعالت صرخات والدته أخواته البنات الذين كانوا فى زيارة لنا وكنا قبلها نرتب للذهاب إلى صهرنا للاتفاق على موعد عقد القران".