قال خبير في علوم الأرض والزلازل، إن خسائر ما نتج عن الزلزال المدمر الذي ضرب هاييتي اليوم، يدق ناقوس الخطر بخصوص طبيعة المباني العامة في فلسطين والعالم العربي.
وأضاف مدير مركز علوم الأرض والزلازل في جامعة النجاح الوطنية جلال الدبيك، في حديث له مع وكالة وفا، بكل أسف فإن المباني الحكومية والعامة في الأراضي الفلسطينية والعالم العربي غير مؤهلة لمقاومة الزلازل.
وأشار إلى أن الدراسات الميدانية الأولية أظهرت أن قابلية الإصابة الزلزالية لأنماط المباني العامة والحكومية الدارجة محليا مرتفعة.
وضرب زلزال مدمر، اليوم، ولاية هايتي في أمريكا اللاتينية، مما أدى لوقوع دمار واسع النطاق، وسط مخاوف من سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح.
وقالت وسائل إعلام عالمية إن وسط العاصمة بور أو برنس، دُمر بشكل كبير، حيث انهار تماما أو تضرر عدد من المباني بشدة من بينها القصر الرئاسي ومقر بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والفنادق والمنشآت الحكومية.
وأشارت الـبي بي سي إلى أن جثث آلاف الضحايا طمرت تحت ركام الأنقاض، وتسود حالة من الهلع بين السكان الذين فروا إلى الشوارع، وتجمع الآلاف منهم فيها، بينما حل الظلام على عاصمة هايتي التي يقطنها نحو مليوني نسمة.
وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس بأن الهزة استمرت لأكثر من دقيقة وكانت من القوة بحيث شعر بها ركاب السيارات، وخرج السكان من منازلهم إلى الشوارع خوفا من هزات أخرى.
وقال الدبيك إن الانهيارات الكبيرة التي حصلت في المباني العامة كالمباني الحكومية والوزارات والمشافي ومباني السيادة والمباني الأممية يؤكد بكل أسف انه لم يكن هناك أي التزام بمتطلبات التصميم والتنفيذ للمباني العامة التي تعطى دائما الأولية.
وأكد أن المباني الخاصة ومباني الفقراء ستكون في وضع أسوء وكارثي وأن الساعات القادمة ستشهد ذلك.
وأشار الدبيك إلى أنه إذا كان مركز أي زلزال في البحر فإن عمقه سيكون قليل، وهذا ما يساهم في زيادة شدته، وان شدة أي زلزال أيضا تزداد إذا كان مركز الزلزال قريب من التجمعات السكانية.
وقال يبدو من المشاهد الأولية إن مركز زلزال هاييتي قريبا من التجمعات السكانية، وكما هو معروف علميا بأن زلزال بهذه الدرجة سيؤدي ربما إلى خسائر بالآلاف.
وواضح أنه إذا حصل زلزال وكان مركزه في قاع البحر، وكان الكسر الأرضي الذي احدث الزلزال عموديا، بمعنى هبوط في طبقات الأرض، فإنه يحدث في هذه الحالة تسونامي نتيجة لذلك، ولكن ليس بالضرورة إذا حصل زلزال وكان مركزه البحر أن يحصل تسونامي.
وأشار إلى انه إذا كان الكسر أفقي أو انزلاقي لا يحدث تسونامي.
وقال الدبيك في الساعات الأولى لحصول الزلزال لا يمكن معرفة نوع الكسر الذي حصل في طبقات الأرض، وبناء عليه يصدر من الجهات المختصة أن هناك احتمال حصول أمواج بحر تسونامي من باب الاحتياط.
يذكر انه يوجد حاليا أجهزة إنذار مبكر يمكن من خلالها نقل إشارات حول حصول تسونامي قبل وصولها للشاطئ من خلال الأقمار الصناعية.
ويشار إلى ان مؤسسات فلسطينية ومركز علوم الأرض في جامعة النجاح نشطوا في مجال دعوة المؤسسة الرسمية للاهتمام بالمباني العامة التي تكون مقاومة للزلازل، من خلال وجود خطة وطنية خاصة لتقوية وتأهيل المنشآت العامة والحكومية لتصمد أمام الكوارث.