المشهد الأول:
علي شاطئ البحر كانا يقفان يتنفسان النظرات يقذفان الوحدة بالتلاقي يحتسيان قدحا من شوق يكشفان عن منابع أخري للأنهار و ابعاد أخري للتوحد و ألوانا جديدة للزهور.
شاهدا محارة تحمل لؤلؤة ألقاها الموج أمامهما و كأن البحر يشاركهما تلك اللحظة الممتدة إلي حدود الزمان… و حين كان هو يسبح في عينيها و هي تستمد الحياة من عينيه
قال: لؤلؤة أنت
أضاءت أروقتي..
ضوءك كألف قنديل
تحيط أفئدتي… قالت: إن كنت لؤلؤة
فأنت المحارة..
إن كنت مصباح
فأنت الإنارة..
قال: نفسك لؤلؤة
خلقت من محارة نفسي…
فإن أحسست بشئ
يطابق حسك حسي… قالت: إن كنت لؤلؤة
فأنت محارة تحميها
تحتضنها و تنقيها
تظلل عليها و تحتويها
لأنها منها و تحيى فيها
و أطرق و أطرقت و احتضنت المحارة الؤلؤة و حملهما البحر للبيت ..!!!
المشهد الثاني:
وقفت علي أعتاب قلمه تحاول الإقتران بالحروف علها تلمس سماء الكلام و تنتشي من سحره فعلم أنها تريد أن تنهل من البيان رحيقا و تريد أن تعرف كيف يصنع من ذاك الرحيق عسلا سائغا قال: أول درس في الكلام
أن اتركي العنان للفظك قالت: مازالت تحبو حروفي
فسأبدأ طفولة كلامي باسمك
قال: تهجي معي
أ : أجمل ما في دنيتي
ح: حياتي التي ستأتي
م : ملاك حنون السمت
د : دائما بقلبي أنت قالت: أ : أدعو الله أن يحفظك
ح: حياتي أضاءت بك
م : معا للأبد بكل صدق
د : دائما بقلبي موطنك
قال: سأبحر بك
فوق سحاب الحروف
و فوق بحار المعاني
و بساتين الكلم سوف نطوف قالت: سفينتي أنت
و فارسي الذي
يأخذني علي جواده..
و ساكني أنت
و مليكي الذي
توجني ملكة علي بلاده..
و هنا شعرت أنها و لأول مرة تبحر معه في بحور المعاني فسكنت سفينته و تركت له مسار رحلة حياتها يختاره كيف يشاء
المشهد الثالث:
كان يوما طويلا و شاقا و كثير المشاحنات و الآلام و ظل هو يتحمل و يتحمل و كان ينتظر بفارغ الصبر لحظة سماع صوتها كي تزيل عنه كل هذا و تأخده إلي عالمها هي المملوء بزهور المشاعر و بساتين من الود و مدنا من الحنين طرقاتها من السعادة و مبانيها الأمل ..
و حين حدثها ..
قال: صوتك نشيد نوري
مغلف بانتظار القرب
صوتك غناء بلوري
يعزف علي أوتار القلب قالت: حين مر صوتك
بين شراييني اكتشفني
فمررت من دمي إليك..
كاشفة عن كل
منابع الحنين
التي لم تكشف إلا لديك..
قال: صوتك يحمل سرا
و عطرا خاص بك..
يتسلل حتي يمتزج بروحي
فاعلق لافتة علي الروح
تحمل اسمك.. قالت: صوتك يغير قوانيني
يجعل لي جناحين فأطير
صوتك عذبا يأتيني
يخلق من اللهفة طرقا فأسير
و ظلا يتحدثان حتي أشرقت شمسها في دنياه فأضاءت أنحاءه
المشهد الرابع:
علي ضفاف الحلم اقتربت نهاية لقائهما الأسطوري فتشابكت الأيدي فأرادا أن يرسما كلمات علي شفة الذكري لتسكن القلبين حتي يحين اللقاء القادم
قال: أسعدت نفسي
و قلبي و حسي
و يومي و أمسي
و وقت ما أصبح
و وقت ما أمسي قالت: أسعدت أيامي
و فكري و أحلامي
و بددت أوهامي
و حركت أقلامي
قال: قد تسألين الآن
ما أحلي المني
قلبي و قلبك
يوم يجتمعان..
و هبتك حياتي كلها
و تسكنين كامل الوجدان… قالت: إن سألت الآن
عن كل المني
فهي أنت
و بيت يجمع الروحان..
ستبقي بين نفسي و نفسي
نهر روائع
نبعه إنسان..
و أسدل الستار علي أجمل لقاء شهده الكون و عاد كل منهما لبيته علي وعد باللقاء القريب جدا في أول حلم…!!!
حلم وهبته الطبيعة الحانية علي قلوب يملؤها شغف لاسمي معاني الحياة ألا وهو الحب الفطري الذي يتجلي علي قسماته أروع معاني المحبة والسلام وتتراقص علي نغماته عذرية كل شئ.....
في أمان الله
توقيع :Galal Hasanin
Mr. Galal Hasanin
Expert Teacher of English Language
El-Malek El-Kamel High School
Mansoura Secondary High School