لحضات الوداع ..؟
لا يوجد في الوداع إلا وداعان اثنان لا ثالث لهم فأسهلهم أمرهم وما أصعبها من لحضات تلك اللحظات وداع لم يرجاء إليه مقدما ووداعا له لقاء لا يقاس بالمسافات أو بالوقت فقد يطول وقد يقصر فالوداع الأول : هو وداع السفر وله مؤشرات وإنذارات وله تحديد وموعد الرحيل فكل من حوليك من الأهل والخلان تعلن ساعة الإستنفار لذك الوداع الذي يودع ويبقى مرارته بين النواصي والأوجان وبين الأحشاء والضلوع وتبدأ حرارة ومراسم الوداع وقد لا تنام العين لهذا الوداع فما أصعبها من لحضات عند ما تودع من تحب فلم تبقى إلا هطول الدموع الذي تخرج بدون إذن وقد تشاركه بعض الرعشات والهزات الغير إعتيادية أو غير إرادية كثير من الكتاب كتبوا عن
لحضات وداع السفر فلم يعطوها حقها فهي تتفاوت الأودعة من قلب إلى قلب فلكل إنسان وداعه الخاص به ويبقى في لحضات تأمل ويتذكر لحضات
الوداع كمعبر الشعراء والأدباء عن لحضات
الوداع وكم قالوا الحكماء في
الوداع فيطول السياق في لحضات
الوداع وتبدأ بعد
الوداع بداية الشوق والحنين ؟؟؟
الوداع الثاني : وهو الوداع الصعب والذي لا مفر منه وهو الوداع الذي لا عوده منه وله مؤشرات وبريد وهو المرض فيزداد يوم بعد يوم فيودعك من عالم الأحياء إلى عالم الأموات وكل الذين حوليك
لا بد لهم من هذا الوداع تعلن الطوارئ لكل من حوليك في هذا الوداع وتبدأ بمراسم الوداع والتشييع إلى محطة أخرى وهي القبر والإنسان جبل على النسيان ومصيره ينسى هذا الوداع لأنه لا بد من هذا الوداع فقالت أم اليتيم :
سلى ذا الفتى يا أمُّ أين مضىأبي
وهل هو يأتينا مساءبمطعم
فقالت له والعين تجريغروبها
وأنفاسها يقذفن شعلةمضرم
أبوك ترامت فيه سفرةراحل
إلى الموت لا يرجى له يوممقدم
مشى أرمنياً في المعاهدفارتمت
به في مهاوي الموت ضربةمسلم
فما أصعبها من لحضات ومن فراق في هذا الوداع فهو وداع تتكاثر فيه العبرات وتهطل فيه الدمع بغزارة وتتفرق فيه الأرواح فما أصعبه من فراق ولكن وداعا حتميا لكل ما خلق الله فما أشد لحضات الوداع ..