بسم الله الرحمن الرحيم
سرد مصفّف الشعر المصري الشهير محمود لبيب ذكرياته ومواقفه مع عدد من المشاهير في مجال السياسة والفن والرياضة الذين اعتاد أن يصفف لهم شعرهم على امتداد رحلته مع المهنة, وفي مقدمة هؤلاء الرئيسان، الحالي حسني مبارك, والراحل أنور السادات, وأيضاً كوكبة من كبار الفنانين منهم عبدالحليم حافظ وعبدالوهاب, ونجوم الكرة مثل محمود الخطيب وحسن حمدي وغيرهم.
وفي حديثه عن ذكرياته مع الرئيس حسني مبارك قال لبيب إنه شديد الانضباط وصموت لأبعد الحدود وغالباً لا يفتح حديثاً خلال قصّ شعره, مشيراً إلى أنه بدأ تصفيف شعر الرئيس مبارك منذ كان نائباً للرئيس، وذلك خلال اجتماعات مهمة في الإسكندرية في أواخر السبعينات، كما صفف يومها شعر نجليه علاء وجمال, ومنذ ذلك الوقت وهو يذهب لتصفيف شعر الرئيس في القصر الجمهوري.
مبارك صبور
وأكد لبيب أن الرئيس مبارك كان أحياناً ينتظره إذا تأخر في الطريق، ولا يلومه في حال التأخير، وأنه فقط كان يكتفي بتقديم الاعتذار للرئيس, بعكس العاملين في الرئاسة الذين كانوا يتشددون معه.
وأشار إلى أن عبدالوهاب زكي (أحد العاملين برئاسة الجمهورية) قال له ذات مرة بعد أن تأخر إنه من الممكن أن يحدد له الموعد قبل الموعد الأصلي بساعة فرد لبيب عليه بالقول: "أنا لست موظفاً بالقصر الجمهوري, إنني أحترم عملي وموعدي، لكن أحياناً الطريق قد يؤخر وصولي". موضحاً أن الرئيس قابله وقتها وكأن شيئاً لم يكن لأنه رحب الصدر.
وروى لبيب خلال حوار مع لإعلامي إبراهيم حجازي ببرنامج "دائرة الضوء"بقناة "النيل الرياضية" مساء الإثنين 22-3-2010, جانباً مع ذكرياته مع الرئيس الراحل أنور السادات الذي وصفه بأنه "حكاي" أثناء وقت الحلاقة, وأنه غالباً ما كان يبادر بفتح الحديث.
وبين أن المرة الوحيدة التي سأله فيها الرئيس السادات عن أحد الشؤون العامة كانت بعد أحداث يناير 1977 التي أطلق عليها السادات اسم "انتفاضة الحرامية", والتي اندلعت بعد قرارات السادات برفع أسعار بعض السلع الأساسية, وأن السادات قال له وقتها إن هدف قراراته التي فجرت تلك الانتفاضة هو وصول الدعم لمن يستحقه من المصريين.
وأضاف أنه كان يتمنى أن يقصّ شعر الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، ليس لأنه عالم دين عظيم وحسب, ولكن لأنه يحب أن يتعامل مع الكبار والعظماء وكل من له باع طويل في مجاله.
عبدالحليم لم يلبس "باروكة"
وكشف لبيب عن جوانب علاقته بالفنان الراحل عبدالحليم حافظ الذي قال إنه كان يتعامل معه كصديق، وأنه كان ينتقل له لمنزله تقديراً لظروفه الصحية, وأنه لم يكن يفعل ذلك مع بقية الفنانين الآخرين, وأكد أن عبدالحليم لم يضع مطلقاً أي "باروكة" حتى وفاته, وإن جميع تسريحاته كانت من تصميمه.
وقال إنه كان يحضر أحياناً جانباً من بروفات عبدالحليم وأدرك خلال تلك البروفات مدى حب عبدالحليم لعمله وحرصه على إتقانه, مشيراً إلى أن الفنان الراحل كان يتمتع بذكاء نادر في مواقفه وتعاملاته الاجتماعية, وضرب مثلاً على ذلك بكيفية احتوائه لخصومة مع الموسيقار الراحل بليغ حمدي خلال حضورهما لحفل زفاف نجل الرئيس السادات.
وشدد لبيب على أنه لم يعرف عبدالحليم الحقيقي وكم أنه كان عبقرياً وذكياً بهذه الدرجة إلا بعد رحيله, وقال "كنت دائماً معه طوال مشواره مع الغناء، وأحياناً كنت أذهب معه حفلاته وكان دائماً يسألني عن رأيي في الأغنيات التي يجري عليها بروفات أو يقدمها في الحفلات".
وأضاف أن عبدالحليم حتى في قمة مرضه لم يعرف شيئاً اسمه العجز أو الاستسلام مادام أنه قادر على الوقوف على قدميه، وحقيقة القول انه تأخر للسفر للعلاج في الخارج هو قول خاطئ لأن هذه حياته وهذا عمره وهو كان مؤمناً بذلك.
وتناول المصفف العلاقة التي ربطته أيضاً بالعديد من الكُتاب والمفكرين مثل إحسان عبدالقدوس وأنيس منصور ويوسف إدريس وغيرهم من المشاهير, وأوضح أن يوسف إدريس طلب منه أن يوثق علاقته بهؤلاء النجوم بتصويرها على الفيديو وبصور شخصية معهم, لكنه لم يفعل ذلك.