الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً كما يحب ربُنا ويرضى الحمدُ للهِ ملء السماواتِ وملء الأرضِ وملء ما بينهما وملء ما شاءَ من شيءٍ بعد الحمد لله عدد خلقهِ ورضا نفسهِ وزنة عرشهِ ومداد كلماته الحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء ما خلق والحمد لله عدد ما في السماوات وما في الأرض والحمد لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله ملء كل شيء سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملءُ ما خلق سبحان الله عدد ما في السماوات والأرض سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملءُ كل شيء
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واحدٌ أحد فردٌ صمد منزهٌ عن الصاحبةِ والولد ولم يكن له كفواً أحد لا مثيل له ولا شبيه ( ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير ) وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون فهدى الله به أحبابه وأولياؤه وأنقذهم به من ظلمة الشرك وعبادة الشيطان إلى نور الإيمان وعبادة الملك الديان فصلوات ربي وسلامه عليه أبداً دائماً وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين 0
أما بعد
فإن الدعوة إلى الله عز وجل من أجل الأعمال التي يتقرب بها العبد لخالقه عز وجل قال تعالى (( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى اللهِ وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثلَ أُجورِ من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ) وقال أيضا ( من دل على خيرٍ فلهُ مثلُ أجرِ فاعله )
ولقد كان لشعراء الإسلام دور كبير في هذا المجال وذلك لما للشعر من تأثير في نفوس سامعيه فكانوا يذكِّرون بالله عز وجل يخوِّفون من عذابه ويرغِّبون في جنته ويذكِّرون المرءَ بأصلهِ ونهايته في الدنيا ومآله في الأخرى إذ أن هناك دارين لا ثالث لهما فإما نعيمٌ مقيمٌ وإما عذاب الجحيم والعياذ بالله ، ويقولون الرقائق والمواعظ وذكر الموت ويحذِّرون من المعاصي وشؤم عاقبتها ويرغِّبون في الطاعات وكريم مآلها 0
فجزاهم الله عن الإسلام خير الجزاء ورفع درجاتهم في المهديين وجمعنا بهم مع نبينا في أعلى عليين إنه جواد كريم
[size=5]ولما رأيت أن تلك الأشعار على عظيم فائدتها لم يولى لها كثير إهتمام فهي إما متناثرةٌ في بطون الكتبِ وكلٌ يستدل بما يريدُ التحدثَ عنهُ وإمّا لكل شاعرٍ ديوانٌ خاصٌ به فرأيتُ أن أجمعها وأُرتبها في مؤلفٍ مقسمٍ على أبواب وأذكُر في كل بابٍ مجموعة من القصائد التي تتحدث عن ذلك الباب لتكون أقرب وأسهل للمريد
[size=5]وأسأل الله عز وجل أن ينفع به 0 [/size][/size]