حبيبتي .. قلبي يحلم بك..
منذ رأيتك في ليلة خاوية..
في تلك الدروب القاسية التي تعاني من الظلام و البرودة ..
فقلبي كان يحلم بتلك النظرات الحانية .. التي لمحتها في عيونك الساحرة ..
صفاء و هدوء .. يحمل رونقا يمتلك وجدان قلبي و يصف حلمي في تلك الليلة الخاوية ..
كم كنت أتمني أن أقولها و عيناك تلتقي مع عيوني ..
و جفناك فوق جفوني ..
و تسدل خصلات شعرك ليلا ينساب بريشة فنان ساحرة ..
بينما رموشك تنقبض لتجمع شتات قلبي الذي تاه في الدروب القاسية ..
حبيبتي ..
لقد كانت تلك الدروب تئن من الجرح الغائر في صميم وجداني ..
و نظراتي القاسية تأكل من تكوينات عمري الجريح ..
فكم تجرعت مرارة الزمن الصعب ..
و عشت انكسار عجيب لم أعهده من قبل ..
فإرادتي المهزومة تئن من كثرة الطعنات ..
شعرت بشيء ما .. يتسرب داخلي ..
كان بركان يفوق كل تصوري ..
يتصارع داخلي .. ألف مرة في اللحظة الواحدة ..
أنه بركان غضب ..
أنه غليان القهر ..
أنه رفض الهزيمة ..و الاستسلام ..
حبيبتي ..
فما زالت
الحدود الفولاذية تحاصرني ..
تحاصر كل أمل ..
و لكن .. لا بد من مخرج ..مخرج ما ..
لذا أصبحت أنت رغبتي في الحياة ..
أنت وطني ..أنت قلبي ..
حبيبتي ..
لذا كان لابد من تلك المناجاة ..
فأنا أتمني أن أضمك في صدري الرحب ..
أذوق لحظات العمر الحانية ..
و لكن ..
دائما ..
يتلاشي فكري تحت ضربات القدر القاضية ..
و ساعتها ..
أشعر بآلام الطعنات الغائرة ..
حبيبتي ..هل تعلمين أنى ؟.
سددت جروحي من أثر الطعنات ..
سددتها بملح ..
فلم أعد أبالي ..
فلم يعد بعد الصراخ صرخات ..
و صرخاتي ما زالت تدوي في الأرجاء ..
فلم يعد بعد البكاء بكاء .
و الأعين ما زالت باكية ولم تجف ..
فلم يعد بعد الفراق فراق ..
و القلوب لم تلتقي حتى تفترق ..
حبيبتي ..
حقيقة لا أعرف ..
لما ترتسمين في ذهني كملاك ..
أو حتى كرمز للوفاء ..
رغم أني في نظرك .. شئ مريب ..
تخافين منه .. أو تعتبريه أمر غريب ..
دفعت نظري إلى جسدك الهزيل ..
ابتسمت ..
فمازلت أري فيك كل شئ جميل ..
و لكنني لمحت في عيونك ..
انكسار عمري ..
ساعتها
شعرت أنك لابد أن تكوني بقية قدري ..
لذا أشعر بالفشل و أصبحت بلا أمل ..
لأني في نظرك .. شئ مريب ..
تخافين منه .. أو تعتبريه أمر غريب ..
حبيبتي
هل تصدقي أني تائه رغم أني كنت للناس دليل ..
فأنا من أصف لهم الطريق ..
و لكن علي ما يبدو ..
أردت الوصول في الوقت الضيق ..
فقد كنت أبحث عن الوميض ..
و كانت الدروب نائمة غارقة في الظلام ..
أو اقتربت من حد الظلام ..
ساعتها عجز قلمي عن الكلام ..
كيف أصف شعوري ؟..
كيف أحدد مصيري ؟..
هل أن الأوان ؟.
حبيبتي ..
أنت وطني وأنا أشعر بالاغتراب ..
أني أتلاشى تحت البعد رغم ظاهرية الاقتراب ..
هل تصدقي أني ..
رميت رداء الرومانسية ..
و ارتديت رداء العقلانية ..
فقد لا يكون للعواطف محل في الذكاء ..
بل ظننت إن العواطف تعكر صفو العقل ..
و لكن
العقلانية يجب أن تقودها المشاعر ..
فقوة المشاعر هي نكهة العقلانية ..
هي كلمات الشاعر ..
و ريشة الفنان ..
هي أرق الألحان ..
و لذا ..
وجدت نفسي بلا هوية ..
بلا هوية ..
لأن الاشتياق هو سعيي لأرقي قيم القلب الإنساني ..
قيم الإيمان و الأمل و الإخلاص و الحب و الرجاء ..
و أنا مشتاق .. حقيقة مشتاق ..
و لكني أحاول أن أعالج الأمور علي نحو صارم
و يتسم بالبرود ..
أريد أن أكتب الشعر ببراعة
و أنا لا أشعر بالانفعال ..
لذا أصبحت بلا هوية ..
حبيبتي ..
أثناء بحثي عن الهوية ..
تذكرت كلام الأصدقاء ..
أو قولي الرفاق ..
أنهم يقولون ..
يرددون ..
لا توجد ملائكة علي الأرض ..
الملائكة في السماء ..
أنها أحد أصناف النساء ..
وأنت خير العارفين ..
إن قلوبهن تشبه الفضاء ..
كلهن سواء ..
حبيبتي ..
ساعتها عشت بعمري لحظة غضب ..
و أشتعل البركان ..
وأنزوي قلبي يبكي في انكسار ..
انكسر قلبي ..
و لكنه مازال يغني لك ..
ينبض بحبك ..
يناجي قلبك ..
يتذكر تلك النظرات الحانية ..