92% من شواذ أمريكا ينتحرون لبعدهم عن الدين
فيديو.د.هبة قطب: بالإيمان والعلاج نهزم الشذوذ
حاورتها – فادية عبود
تعليمات بسيطة تحمين بها طفلك من الشذوذ .. وخطوات أبسط تساندين بها زوجك المريض.. وأيام معدودة تعود بعدها حياتك الزوجية إلى طبيعتها.. بشرط أن تتوافر النية .. فالشذوذ ليس خلقة طبيعية كما يدعي الغرب، ولكنه مرض يمكن علاجه.. وعادة مذمومة ومحرمة يمكن التخلص منها نهائيا بالإيمان والخوف من عقاب الله كما تؤكد د. هبة قطب ،أستاذ الطب الجنسي
، التي حذرت في حوارها مع بوابة الوفد من تصالح المريض مع النفس والمجاهرة بالشذوذ الذي ينصح به أطباء المدرسة الأمريكية غير مبالين بمبادئنا الدينية وتقاليدنا الشرقية..
في البداية ما هو تعريف الشذوذ ؟
للشذوذ تعريفات كثيرة منها العلمية والأكاديمية والدينية، بعضها متفق عليه والآخر محل اختلاف ، وكل واحد من ممارسي الشذوذ يرغب أن تكون تلك التعريفات متفقة مع ممارساته.
نفهم من ذلك أن الشواذ أنواع؟
دعينا نتفق أولاً على أن فطرة الله سليمة 100%، وأنه لم يخلق إنسانا شاذاً كما يشاع أو كما يبررون لأنفسهم، فالشذوذ عبارة عن انحراف جنسي أشبه بلعبة سباق السيارات عندما يعترضها حاجز.. فإذا كان اللاعب ماهراً يتفاداه ويعاود الطريق الصحيح، ولكن ما يحدث أنهم يتلذذون الخطأ ويستمرون فيه.
وتتوقف أولى درجات الشوذ عند الشهوة والميل لنفس الجنس، والدرجة الثانية هي الانحراف في المحادثات فقط وغالباً ما تكون عن طريق الشات أو الهاتف، وتصل الثالثة إلى التلامس بمسك الأيدي أو بعض الممارسات السطحية.
أما الدرجة الرابعة فتتطرق إلى الممارسة الفعلية وتكون شدتها حسب تكرارها، وهنا يجب أن نعلم ما إذا كانت مرة لم تتكرر أم حدثت لمرات متفرقة؟ وهل كانت مصحوبة بمشاعر؟ وهل تكرارها كان بمعدل متقارب أم بعيد؟ كل ذلك يفرق في تقييم الحالة وبالتالي في علاجها.
كثيرون يرون تلك الحالات في محيطهم سواء في المدارس أو النوادي أو حتى على الأرصفة ويكون أبطالها أطفال الشوارع، هل يعنى ذلك أنها انتشرت بدرجة كبيرة؟
زيادة حالات الشذوذ أو نقصانها لن نسطيع الجزم به لأننا في مصر نفتقد الإحصائيات الدقيقة، والسبب عدم وجود طبيب الأسرة.. وهو من يرصد الحالة الصحية لأفراد الأسرة ويحولهم إذا لزم الأمر إلى الطبيب المتخصص، ثم يتحول رصده إلى الجهاز المركزي للإحصاء والمحاسبات وبالتالي تخرج الإحصائيات الطبية، بالإضافة إلى أن استطلاعات الرأي لدينا غير موثوق فيها، وبالتالي أستطيع أن أجزم أننا لو ركزنا في مصر على علم الإحصاء ستكون النتائج عميقة جداً وسنحقق طفرة في البحث العلمي والتنمية.
وما أؤكد لكِ عليه أنه ليس مرضا جديدا على مصر وكان موجودًا منذ أن كانت الدعارة مقننة في شارع عماد الدين، وكان معروفا دائماً أن صبي العالمة من هؤلاء الشواذ وهو ما جسدته الأفلام أيضاً، والمعتاد أن هؤلاء المرضى كانوا يفضلون الاستتار ولا يمارسون شذوذهم جهاراً نهاراً لأنه كان فعلا مستنكرا اجتماعياً.
ولكن الانفتاح الحالي على العالم الخارجي بفعل العولمة رسخ لدينا ما يسمى بالتطبيع مع الأفعال المنكرة، فأصبح البعض يراه شيئاً عادياً يمارسونه في الخارج وينادون بحقوق لهم ويطالبون الآخر بتقبلهم كما هم، متعللين بأنهم متصالحين مع أنفسهم، لذا فإن أول طريق العلاج أن يعلم الشخص أنه يفعل شيئا خطأ وفي الخفاء فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم): " كل أمتى معافى إلا المجاهرون"، لذا عندما تأتي إليّ أم تطلب علاج ابنها أرفض العلاج إن لم تكن الرغبة نابعة منه وإلا لن يكون للعلاج أي قيمة وسيكون إهداراً للوقت وللمال، وهذا ينسحب على جميع المستويات الطبية.
الملاحظ أن بعض هؤلاء الشواذ يتمايلون كالنساء وحتى تكوينات أجسامهم توحي بذلك، فهل ذلك مفتعل منهم، أم أنهم ولدوا هكذا ؟
هذا ليس مرتبطاً بالشذوذ فقط فهناك مرض اسمه التظاهر بالانتماء إلى الجنس الآخر، رغم أن الشخص يكون سليم جنسياً، وهناك مرض ارتداء ملابس الجنس الآخر، هذان المرضان عادة ما يتداخلا مع الشذوذ، فيحاول الشاذ بذلك إثبات لنفسه أنه طبيعي وليس مريضاً، وهو بذلك يتشابه مع امرأة متواضعة الجمال فتضع الكثير والكثير من مساحيق التجميل في محاولة منها لإثبات جمالها لنفسها أولاً ثم للآخرين.
هذا التشبّه بالجنس الآخر ليس دلالة على الشذوذ في حد ذاته بقدر أنه دلالة على "التبجّح" والمجاهرة، وهنا أريد أن أنوّه على أمر هام وهو أن هذا التظاهر قد يكون نصيحة من طبيب – للأسف – فهؤلاء الأطباء يتبعون المدرسة الأمريكية في العلاج وينصحون المريض بذلك وبضرورة المصالحة مع نفسه غير مبالين بمادئنا الدينية ( مسيحية أو إسلامية) أو تقاليدنا الشرقية، والحقيقة التي لامراء فيها أن الغربيين فقراء في الدين حيث ارتدوا إلى عصر ما قبل الأديان وبدأوا يجربون بأنفسهم كل شيء ثم يكتشفون النتائج بعد ذلك.
والجدير بالذكر أنه حتى عام 1978 كان المعترف به عالمياً أن الشذوذ انحراف سلوكي وقابل للعلاج ، ومنذ 1978 وحتى 1996 تضاربت الأبحاث وانقسم العلماء بين أنه خلقة طبيعية وبين مؤكد أنه مرض، ولكن بعد 1996 أجمعوا على أنه خلقة طبيعية بلا علاج، والسؤال الذي يطرح نفسه هل نصدق أبحاثهم ونكذب أدياننا السماوية التي أكدت على خلق البشر ذكر وأنثى ؟!
نفهم من ذلك أن الشذوذ مرض يمكن الشفاء منه ؟
بالطبع .. والدليل الحالات التي تأتي إلى العيادة ويتم شفاؤها بفضل الله.
وكيف يبدأ العلاج؟
يبدأ برغبة المريض في العلاج وألا يكون متصالحاً مع نفسه التي تبدو على هذه الصورة الشاذة، بل أن يكون راغباً في عودته إلى الفطرة السليمة التي خلقه الله عليها، فهل تعلمين أن مبعث العلاج لدينا غالباً ما يكون الدين وتخوف المريض من عقاب الله ورغبته في نيل رضاه عز وجل ؟ بينما في أمريكا أثبتت الاحصائيات أن 92% من الشواذ يقبلون على الانتحار، والسبب بعدهم عن الدين وإصابتهم باكتئاب مزمن، كما أن 97% من الشواذ يزورون أطباء نفسيين والسبب شعورهم بعدم الراحة وانعدام الإيمان الديني لأن المريض يريد أن يكون له مرجع دائم.. والمتاح له ،بعد البعد عن دينه، هو الطبيب النفسي .
وما يؤكد كلامي واتساق الشرائع السماوية مع الفطرة الانسانية أننا لم نسمع عن أحد يمارس العلاقة الجنسية في إطارها الطبيعي (الزواج) ويقبل على الانتحار أو يعاني أمراضا نفسية بدون سبب واضح .
وهل يقتصرالعلاج على العلاج الجنسي فقط أم يصاحبه علاج نفسي أيضا؟
إذا كان الشذوذ مصاحباً باكتئاب، أحوله إلى أحد الزملاء النفسيين وأشرح له طبيعة الحالة كي نسير معه سوياً في خطين متوازيين، غير ذلك يكون العلاج جنسياً فقط.
والعلاج الجنسي يختلف من حالة إلى أخرى.. ولكنه في النهاية يخضع لنفس الفكرة وهي "الإحلال" ، حيث نستبدل الميل الصحيح إلى الجنس الآخر بالرغبة الخاطئة لدى الشاب وميوله إلى نفس الجنس. وغالباً ما يمتد العلاج إلى شهور.
وهل مدة العلاج ثابتة في كل الحالات ؟
مدة العلاج في معظم الحالات لا تزيد عن عام.. وذلك حسب العزيمة وإصرار المريض ورغبته في العودة إلى طبيعته، فأنا لا أنسى أبداً الشاب العربي الذي قطع دراسته بالخارج وجاء إلى مصر من أجل العلاج وتفرغ له، وشفي بحمد الله خلال أربعة أشهر فقط.
وما هي أسباب الانحراف إلى الشذوذ ؟
إنها أسباب عديدة وظروف تختلف من شخص لآخر، قد يقع فيه من تم الإعتداء عليه في الصغر ، وهناك من وقع فيه بسبب أن والده كان نموذجاً ذكوريا سيئا فانصرف بنفسيته الداخلية عن هذا النموذج وكره أن يكون مثل هذا الرجل.
تتواجد أيضاً تلك الحالات بسبب مدرسة النوع الواحد فنجد من انحرف إلى الشذوذ لأن مدرسته اقتصرت على البنين فقط وألقت به الظروف في طريق زميله الذي بدأ يعلمه تلك الممارسات فبدأ يتلذذ الأمر وانجرف إلى الشذوذ.
وهذا لا يمنع الانحراف في سن الرشد، فقد عرفت من أحد الفنانين أن فناناً آخر من زملائه غواه وجذبه إلى الشذوذ .. إن الأمر لا يختلف عن أول سيجارة حشيش أو أول كأس خمر، كلها محرمات وعادات سيئة مكتسبة قد يدمنها من يجربها لأول مرة، وهم دائماً يحبون أن يتجمعوا سوياً ليشعروا أنهم طبيعيون غير مختلفين عن الآخرين، لذا دائماً ما أقول أن الصحبة الصالحة تصلح والصحبة الطالحة تفسد.
كثرت في الآونة الأخيرة ،كما سبق وأشرتِ، الشكوى من ممارسات مماثلة في المدارس بين التلاميذ الصغار وإن كان معظمها في مدارس مشتركة، كيف تستطيع الأم أن تكتشف شذوذ ابنها؟ وماذا تفعل كي تعيده إلى صوابه في هذه المرحلة المبكرة؟!!
صعب على الأم أن تكتشف ذلك وحدها إن لم يكن واضحاً على مظهرابنها، وإذا ما لاحظت أي بوادر عليها أن توجهه مبكراً للعلاج ، لذا يجب على كل أم أن تتحدث مع طفلها كثيرا كي تعرف كيف يفكر وحتى يصارحها بكل ما يتعرض له في يومه ، وأن تتفحص أدوات ابنها خاصة في فترة المراهقة دون أن يشعر، لعلها تجد شيئاً لا يروق لها فتسرع بإصلاحه بحكمة، ودائماً ما يداهم الخطر الأهالي الذين لا يرون أولادهم إلا ملائكة، فالمشكلة الحقيقية أن الأهل يرفضون الاعتراف بأن ابنهم في مشكلة ، وعندما تكتشف المدرسة بعض الحوادث المشابهة في هذا السياق ينقسم الأهل إلى فئتين الأولى يسألون عن طريقة حل المشكلة، والثانية لا يقتنعون ويثورون مؤكدين أن أولادهم لايمكن أن يفعلوا ذلك أبداً.. وهنا تكون الصعوبة في حل مشكلة الطفل .
ولكن ألا توجد تصرفات ولو بسيطة للطفل يمكن أن تساعد الأم في اكتشاف انحراف ابنها في بدايته؟
لو الإبن حافظ على مظهره الخارجي من الصعب على الأم أن تكتشفه، ولكن عليها ألا تنتظر شذوذه وتلاحقه بالتعليمات المستمرة كنوع من التربية على الأقل..فلو رأته يتمايل في المشي عليها أن تحتد معه في الكلام وتقول له استرجل.. الرجال لا يفعلون ذلك، ولو رأته يمسك بيد زميله تعيد عليه نفس الأمر.. وعليها أيضا أن تمنعه من التلاصق في الجلوس مع أحد الأقارب في نفس عمره، والأهم رفع لافتة "ممنوع.. ممنوع.. ممنوع" أن ينام مراهق في غرفة مغلقة مع أحد أصحابه أو أقربائه أو حتى أخيه، فيجب أن تكون الغرفة مفتوحة دائماً لأن الخلوة تعطي الإحساس بالأمان فتشجعه على ممارسة خاطئة وآمنة في الوقت نفسه .
وأخيرا عدم التساهل في بيات الأولاد خارج المنزل لدى أصحابهم بحجة أنهم صبيان. فالواقع يؤكد أن الرجال يتعرضون لمخاطر لا تقل عما تتعرض له الفتيات، ونفس الشيء ينسحب على بيوت الأقارب فلا يمكنك ضمان سلوك ابنك او ابن أخيك أو أختك ، والثابت أن الأولاد يعلمون بعضهم بعضا والكوارث لا تأتِ إلا من المكان الأكثر أماناً، كالخال والجار والعم وابن العمة وابن الجارة .. فالقصص التي أسمعها من الأولاد وهم يحكون عن ابن صديقة ماما أو ابن عمي كان يبيت عندنا وبدأ يفعل ( كذا) وهو في السرير معي بليل، تؤكد أن الكوارث حقا لا تأتي إلا من الجانب الآمن!
وهذا لا يعني أن نكون منغلقين ونرفض الود والزيارات العائلية ، فالمصريون بطبعهم دائماً بيوتهم مفتوحة للجميع ولكن يجب أن تكون أبواب هذه البيوت مفتوحة أيضاً لنرى كل ما يدور بداخلها .
قد تكتشف المرأة شذوذ زوجها أو خطيبها ، وتحتار هل تكمل معه أم تتركه .. في هذه الحالة ماذا تفعل ؟
الإجابة تختلف بحسب الحالة.. جاء لي ذات مرة زوجان بعد أن صارح الرجل زوجته بعد فترة من الزواج بعدم ميله لها بسبب شذوذه، فما كان منها إلا أن أخبرته بأنها سمعت في برنامج ذات مرة أن هذا الأمر له علاج، وبالفعل ساندته واصطحبته إلى عيادتي ووقفت بجانبه حتى أنهى علاجه وأصبحت الأمور بينهما طبيعية جداً، هذه حالة كانت البنت فيها على استعداد لمساعدة زوجها، ولكن هناك أخرى ترفض الأمر وتفضل أن تكمل حياتها مع إنسان طبيعي ولها حرية الاختيار.
وهل من الممكن أن يعود المريض إلى الشذوذ مرة أخرى بعد العلاج ؟
الاحتمالية واردة للمريض مثلما هي واردة للطبيعي على السواء.
وكيف تضمن الزوجة أنه لن يعود مرة أخرى ؟
الحياة لا توجد فيها ضمانات فلا أحد يضمن عمره ولا حياته ولا مرضه، فهل يضمن المصاب بالأنفلوانزا ألا تعود إليه بعد العلاج؟ وهل يضمن الانسان السليم ألا يصاب بالأنفلونزا؟ نحن دائماً نفعل الواجب علينا وندعو الله أن يثبتنا على الإيمان وعلى الطريق الصحيح