وادي الحيتان بصحراء الفيوم .. رحلة إلى العالم المفقود
المكان : محمية وادي الريان بالفيوم
وتقع في الجنوب الغربي من الفيوم وتتميز ببيئتها الصحراوية المتكاملة بما فيها من كثبان رملية وعيون طبيعية ومسطحات مائية وحياة نباتية مختلفة وحيونات برية متنوعة وحفريات بحرية هامه ، ومحمية الريان مساحتها الاجماليه 1759 كم مربع وتبعد عن القاهرة 155 كيلو متر تقريبا وبها مناطق عديدة مثل (الشلالات ، العيون ، جبل المشجبيجية ، وادي الحيتان – مكان تخييمنا- ، صخرة المدوره)
منطقة وادي الحيتان
هو أول موقع في مصر ينضم للتراث الطبيعي العالمي وهو داخل محمية وادي الريان الطبيعية والمنطقة تحتوي على العديد من الحفريات لهياكل لفقريات وحيتان وأسنان فكوك لأسماك القرش يعود زمنها لعصر الأيوسين أي منذ 40 : 42 مليون سنة .
يشتهر وادى الحيتان بوجود بحفريات حيتان كاملة كانت تعج بها المنطقة قبل 40 مليون سنة عندما كان الوادي يقع تحت محيط ضخم بالإضافة إلى حفريات بحرية عديدة يمكن رؤيتها في المتحف المفتوح الذى يتيح للزائرين إمكانية رؤية الحيتان وعدم المساس بها لحمايتها
ووادى الحيتان أو (قارة جهنم) كما كان يطلق عليها قديما يقع ضمن محمية وادى الريان بصحراء الفيوم المصرية وحيث تحتوى المحمية على عدد من البحيرات الصناعية التى تعد هى الأحدث على مستوى العالم وإضافة إلى هذه البحيرات تشمل المحمية عدة مناطق أخرى مثل منطقة جبل المدورة ومنطقة قارة جهنم (وادى الحيتان) ومنطقة عيون الريان ومنطقة جبل الريان (مناقير الريان).
وقد جعلت الاكتشافات المتوالية منطقة وادي الحيتان بمثابة صندوقاً للعجائب وطرحت أسئلة كثيرة عن كيفية وصول هذه الكائنات البحرية إلى جوف الصحراء فى هذه المنطقة التى يطلق عليها أيضاً (قارة جهنم) وأيضاً (وادي المساخيط) .
والتفسيرات التي وضعت لوجود تلك الكائنات بهذا الوادي الصحراوي البعيد كل البعد عن البحار استندت إلى بحوث علماء الجيولوجيا الذين أكدوا أن هذه المنطقة كانت جزء من البحر المتوسط قبل أن ينحسر عنها الماء إلى حدوده الحالية .. وأنه كان هناك نهراً يصب فيها وأن رواسبه قد صنعت دلتا عاشت عليها الافيال القديمة وبعض الفقاريات الأخرى عند شاطئ البحر المتوسط القديم والذي كانت حدوده عند شمال الفيوم
وذكروا أيضاً أن البحر الأحمر لم يكن قد نشأ بعد فى هذه الفترة .. كما أكدوا أن جبل المقطم كان أحد ترسيبات البحر المتوسط القديم .
أما الجانب الاخر للتفسيرات التى تناقلت عبر الأجيال بين كل من أتيحت له زيارة هذه المنطقة قبل إعلانها محمية طبيعية .. أوضحت أن هذه الكائنات هي بقايا لمجتمعات و أقوام متجبرة سخطها الله وخسف بهم الأرض وترك سبحانه وتعالى هذه الشواهد لتدل عليهم ومؤكد أن سنة هذه التفسيرات هو الأساطير والخرافات الشعبية التي يتداولها البسطاء والعامة من الناس لدرجة أن هناك من يطلق على هذه المنطقة (وادي المساخيط)
والمكان معد لاستقبال الزوار ويعد متحفاً مفتوحاً تستغرق الجولة الكاملة لجميع مواقع الحفريات المعده للزيارة حوالي ساعتين من المشي لمسافة 3 كيلو مترات لكن المسارات كلها معرضه لاشعة الشمس المباشرة ويمكنك رؤيه حفريات عديدة لهياكل الحيتان وكذا اسنان أسماك القرش وأسماك المنشار وسلحفاة بحرية وجزور أشجار المنجروف متحجره ويوجد مكان للتخييم ومكان لانتظار السيارات ودورات مياة وكافيتريا ومبنى للادارة.
وقد تم تمهيد لمدقات وطريق ترابي بطول 38 كيلو متراً وترسيم الطرق المؤدية للوادي وتأمينها وأعداد اللوحات الارشادية وتوفير دورات مياه وكافتيريا تعرض منتجات تعبر عن الوادي يمكن للزوار اقتناها وقد استخدمت خامات المكان مثل الفخار والطمي وحبال من تيل النخيل في صنع لوحات إرشادية وترسم الطرق داخل الوادى وحول مواقع هياكل الحيتان. كما تم عمل هيكل مصغر لحوت الباسيلوسورس وأسنان القرش، وإعداد متحف مفتوح لعرض الحيتان بصورة متميزة تتيح للزائرين رؤيتها وعدم المساس بها في آن واحد.
وإذا كان التاريخ البعيد منذ ملايين السنين ترك بصمته هنا واضحة قبل أن يمر، فإن التاريخ الحديث له أيضاً ما يود أن يسجله، وإن اختلفت التفاصيل، نرى ذلك بوضوح في طريقنا، حيث تقف صخرة عالية دائرية الشكل، تسمى "صخرة الألمان"، وُجد عليها علامات باللغة الألمانية تدل على هوية أحد الطيارين المقاتلين، سقط بطاقم طائرة (جانكر 88 أ) بالقرب من الصخرة عام 1942، أثناء الحرب العالمية الثانية، التي دارت بين ألمانيا بقيادة "روميل"، وقوات المحور – العديد من الدول – بقيادة مونتجمرى" الإيطالى، انتصر فيها الأخير، ولم يعثر على جثته و جثث زملائه الثلاث إلا في عام 1999 .
البعد التاريخى والجيولوجى لمنطقة وادي الحيتان :
كانت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي استضافته مدينة دربن بجنوب إفريقيا في يوليو عام 2005 قد سجلت منطقة وادى الحيتان فى قائمة المحميات الطبيعية كأول موقع طبيعى مصرى وسادس موقع عربي يتم تسجيله فى قائمة اليونسكو كتراث طبيعى عالمى بإعتبارها تضم حفريات لنوع منقرض من الحيتان في الصحراء الغربية بمصر، الأمر الذى ساعد العلماء على معرفة مراحل تطور حياة هذا الكائن الثديي الذي تحول على مر السنيين من كائن بري إلى كائن بحري.
وأثبتت الحفريات التى أجريت على ان الحيتان كانت في المرحلة الاخيرة من التطور أي قبل ان تتبدل اطرافها لتتمكن من العيش في المحيطات. وقالت اليونسكو ان المنظقة تحتوى على اعداد الحفريات كبيرة من الحيتان كما أنها فريدة فى درجة جودتها تجعلها فريدة من نوعها.
و تتميز منطقة وادى الحيتان بنظام بيئى فريد من حيث وجود الأراضى الرطبة والتراكيب الجيولوجية والعيون المائية والحفريات النادرة كما تتواجد مجموعة كبيرة من هياكل الحيتان يصل عددها الى 406 هياكل منها 205 هياكل عظمية كاملة ترجع الى 40 مليون عام بالإضافة إلي وجود الكثير من الحيوانات والأسماك الأخري مثل : القروش والأسماك العظمية وعروس البحر والدرافيل وتعد هذه المنطقة من أجمل بقاع العالم لوجود التلال الرملية الصغيرة والنتوءات الصخرية من الحجر الرملى ذات الأشكال المتنوعة التى أعطت للمنطقة هذه الأهمية العالمية .
ويمثل وادى الحيتان متحفاً جيوليوجياً مفتوحاً فريداً من نوعه ويمثل "جبل جهنم" جيوليوجية منطقة وادى الحيتان وتمثل هذه المنطقة قاع البحر القديم الذى كان يذخر بثروات طبيعية فى تلك الحقبة ,كما يوجد بها احدى المناطق اليابسة التى ظهرت فوق سطح الماء ونقطة مصب أحد أفرع النيل القديم ,اضافة الى وجود العديد من غابات المانجروف .
وتعكس الحفريات البيئة الاستوائية لمصر فى العصر الايوسيئى ,حيث عثر على حفريات لأسماك عظمية وأسماك القرش والسلاحف والثعابين البحرية وعروس البحر وفصيلة "البازيلو صورص" الديناصورية التى يصل طولها الى حوالى 22 مترا.
وتقرر تنمية منطقة وادى الحيتان ووضع الأسلوب الأمثل لتحويل هذه المنطقة إلى متحف مفتوح للكائنات البحرية المتحجرة ,والعمل على جذب السياحة البيئية والعلمية والجيولوجية.
ولأن منطقة وادي الحيتان بالفيوم بعيدة عن مناطق البحار فربما لا يصدق البعض وجود حيتان بتلك المنطقة, إلا أن الحقيقة المؤكدة تشير إلي وجود عدد هائل من الحيتان بالإضافة إلي أنواع أخري من الأسماك والدرافيل وعروس البحر والسلاحف البحرية.
وقد عرفت هذه المنطقة السمك أبو سياف والجد الأصلي للحوت لأنها في الأصل قاع بحر "سيدس" الذي يعود وجوده إلي 42 مليون سنة مضت, وقد حدث هذا التميز لوادي الحيتان نتيجة للتغيرات المناخية ولوجود فترات تصحر وانحسار المياه علي مدي ملايين السنين والمشكلة التي يمكن أن تواجه وادي الحيتان هي مواجهتها لمخاطر الزحف الزراعي بالإضافة إلى تهديدها بالانقراض للكثير من الحيوانات النادرة مثل الثعلب الأبيض, وحيوان المنك, والكوبرا المصرية.
وإضافة إلى ذلك توجد بعض الأديرة التى أنشأها الرهبان منحوتة فى الجبال حيث أقاموها من قرون طويلة ، وفى هذه المناطق عموما تنتشر كثير من الحفريات البحرية التى تعود إلى عصر الأيوسين ومن أبرزها حفريات النيوميوليت أو قروش الملائكة وكثير من القواقع وقنافد البحر.
وإضافة إلى هذه التكوينات الجيولوجية التى يمكن مشاهدتها فى وادى الحيتان والمناطق المحيطة به فى وادى الريان يمكن رصد الكثير من أشكال الحياة النباتية والحيوانية به فيوجد بالمحمية أكثر من 16 نوعا من النباتات مثل العاؤول والطرفة والاثل والغردق ذو الثمار الحمراء والبوص والسمار والرسو إلى جانب نخيل البلح والعبل والرطريط كما تعد أشكال الحياة الحيوانية والبحرية من أهم ثروات الوادى ومن بينها حيوانات ثديية مثل الغزال المصرى دوركاس والغزال الأبيض والثعلب الأحمر وثعلب الفنك والذئب المصرى والنمس والقط الجبلى وغيرها إلى جانب 16 نوع من الزواحف مثل حيوان قاضى الجبل والورل الصحراوى والأرقم الأحمر والبرص أبو كف ويوجد أيضا الكثير من الطيور التى يمكن رصدها بالوادى مثل الشرشير الشتوى وصقر شاهين والسمان والبط والنورس والبلوشن والبشاروش والعقاب النسارية كما يوجد أيضا عدد من الأسماك فى بحيرات وادى الريان مثل البلطى وقشر البياض والطوبار والمبروك والدنيس وغيرها.ويعتقد أنه قبل 40 مليون سنة كان وادى الريان يقع تحت محيط ضخم للغاية وبسبب التغيرات الجيولوجية انحسر هذا المحيط للخلف وترك وراءه عدد كبير من الحيوانات البحرية ومن بينها الحيتان التى لوحظت بدرجات كبيرة وحيث اكتشف مئات من الهياكل العظمية المتحجرة لبعض أنواع من الحيتان الأولية وكذلك الكثير من الأصداف وأسماك القرش وغيرها من الحيوانات البحرية وعموما يمتاز وادى الحيتان بوجود العديد من هذه الكائنات المتحجرة والتى تتواجد فى مواقع عدة من بينها صخور تحوى هياكل للحيوانات البحرية ومناطق بها أعمدة فقارية متحجرة لحيوانات ثديية بحرية وبقايا لنباتات المانجروف المتحجرة داخل الصخور اللينة وغيرها.وقد تم اكتشاف بعض الحفريات لحوت تم دراستها وتحديد زمنها والذى أعادوه إلى عصر الأيوسين أى منذ 40 : 42 مليون سنة واستمرت البعثات فى الكشف عن وجود هياكل لفقريات وأبقار وسلاحف للبحر وتماسيح وأسنان وفكوك لأسماك القرش وكذا بعض أنواعا من القرود المنقرضة والتى وجدت على الجبال الموجودة فى الوادى مثل جبل القطرانى وكذلك بعض أنواع من الأفيال التى حدد العلماء زمنها إلى عصرين متتالين هما الأيوسين والألوجسين.
والدعوة مفتوحة لهواة المغامرات والتخييم وخاصة مع بداية فصل الشتاء ومتعة سياحة الصحراء