بقلم: الدكتور محمد هشام راغب وصلتني هذه الرسالة من الطبيب/ أحمد جلال فؤاد
“ترددت لفترة قبل كتابة هذه الرسالة، فنحن كأطباء لاينبغي لنا أن نتحدث عنخفايا المرضى مهما كانوا، ومن ناحية أخرى أحببت أن يشاركني أحباب و تلامذةالعالم الجليل الأستاذ الدكتور/ محمد المسير -رحمه الله رحمة واسعة- أحببتأن يشاركوني الفرحة بحسن خاتمة الشيخ. فيوم أمس السبت كنت أعمل في المستشفى التي لقي فيها الشيخ وجه ربه الكريم، وحدث أن طلب مني عمل أشعة تلفزيونية للشيخ في وقت متأخر من ليلة أمس، ولم أكن أعرف أن ‘محمد السيد أحمد’ المريض في الرعاية هو فضيلة الشيخ/ محمدالمسير!!، علمت بذلك أمام سريره رحمه الله، .. وأصابني الحزن لرؤيته علىفراش المرض، لكن الشيخ كان وعلى الرغم من تأخر حالته وقتها- كان دائم الذكرلله، وكانت سبابته اليمنى في حركة التوحيد كما في التشهد.
وحدث أن الشيخ أشار بيده لمن حوله، فقاموا برفع قناع الأكسجين ليسمعوه،وقال: (مش عايزه، خلاص) ولكن الأطباء هموا بوضعه مرة أخرى ، فاشاحه بيده ونظر إلى أعلى ثم مد يده للأعلى، وكأنه يستعجل لقاء ربه، ووضع القناع وعندهاسمعناه يردد الشهادة و يحرك أصبعه كما في التشهد، ثم طلب رؤية أولادهالكرام.
وقبل وفاته بقليل كنت عند سريره عندما دخل في نزاع الموت، وهي مرحلة يفقدفيها المخ التحكم على أعضاء الجسم (Gasping)، ويفقد فيه المريض وعيهتماماً، وما أقشعر له بدني رؤيتي للسبابة اليمنى للشيخ، كانت العضو الوحيدالذي يتحرك. كان يتحرك كما لو كان في التشهد، كما لو كان يقوم مقام اللسان في نطق الشهادة
لحظتها أدركت أن جوارح الشيخ كانت في طاعة ربها على الدوام، وفي اللحظةالتي توقفت جارحة العقل عن ذكر الله أبت جوارح الشيخ إلا أن تسبح و تعلنتوحيدها لله سبحانه و تعالى. فقد صدق قلبه و عقله و لسانه طوال حياته
فصدقت جوارحه حتى عند مماته
رحم الله الشيخ المسير رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين و الصديقين و الشهداء.
وألهم أهله والمسلمين الصبر والسلوان. وإنا لله و إنا إليه راجعون))