داخل أحد منازل قرية «رزنة» بالشرقية، في 31 مارس 1841، ولد الزعيم أحمد عرابي، قائد الثورة العرابية، وبعد تخرجه من المدرسة الحربية ظل يترقى حتي صار أميرلاي «عميد».
وشارك «عرابي» في حروب الخديوي إسماعيل، وكان أول ظهور لاسمه حين تقدم مع مجموعه من زملائه مطالبين الخديوى توفيق بمطالب في 9 سبتمبر 1881، كان دافعها زيادة التدخل الأجنبي في شؤون مصر، وعودة نظم المراقبة الثنائية، والانحياز السافر للضباط الأتراك والشراكسة في الجيش، واضطهاد الضباط المصريين.
ورضخ «توفيق» لمطالب «عرابي» لما رآه من التفاف الشعب حوله، وعزل رياض باشا وكلف شريف باشا بتشكيل الحكومة في 14 سبتمبر 1881، وأصبح سامي البارودي ناظرًا للجهادية كأول مصري يتولي هذا المنصب، ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شؤون البلاد، فاستقال شريف باشا في 2 فبراير 1882، وتشكلت حكومة برئاسة «البارودي»، وشغل «عرابي» منصب ناظر الجهادية، وأعلن الدستور في 7 فبراير 1882.
وبعد نشوب خلاف بين «البارودي» والخديوي توفيق رأتها بريطانيا فرصة للتدخل فبعثت بأسطولها لشاطئ الإسكندرية بدعوى حماية الأجانب، ثم تقدم قنصلا إنجلترا وفرنسا لـ«البارودي» بمذكرة مشتركة في 25 مايو 1882، يطلبان استقالة الوزارة، وإبعاد «عرابي» وزير الجهادية، ورفض «البارودي»، وأعلن استقالته، واضطر الخديوي للإبقاء على «عرابي».
وضرب الإنجليز الإسكندرية في 12 يوليو 1882، ونزلت قواتهم إليها، وتحصن «عرابي» عند كفر الدوار ثم كانت المواجهة الفاصلة في التل الكبير في 13 سبتمبر 1882، وهزم «عرابي»، واحتل الإنجليز مصر، وعقدت محاكمة لـ«عرابي» ورفاقه ومؤيدي ثورته، وتم الحكم عليهم في 3 ديسمبر 1882 بالنفي إلى جزيرة «سرنديب» ليعود بعد20 عامًا في 1903، ومعه شجرة مانجو أدخلها مصر لأول مرة إلى أن توفي في مثل هذا اليوم 21 سبتمبر 1911.