تسببت الدعوة لزيارة القدس، بانشقاق فى الرأى بين قيادات المؤسسة الدينية وبالأخص بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف، ففي الوقت الذي رفض فيه الطيب دعوة قاضى قضاة فلسطين الشيخ تسير التميمى، لزيارة القدس، معتبرا هذا الأمر"اعترافا منه بشرعية الاحتلال وأنه لن يدخلها ما دامت محتلة من الصهاينة"، لم يبد زقزوق موقفا واضحا نحو دعوة مماثلة وجهها له أمس الأحد الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف الفلسطينى، وهى الدعوة الثانية له خلال 13 عاما، عندما قام فى المرة الأولى بدعوة المسلمين جميعا لزيارة القدس والصلاة بالمسجد الأقصى، مبررا ذلك بأن "فيه تعزيز ومؤازرة للحق الإسلامى فى القدس الشريف وليس تطبيعا مع الكيان الصهيونى".
زقزوق من جانبه واجه الدعوة الثانية لزيارة القدس بقوله" إن التفاف العالم الإسلامى حول القدس بالتوجه إليه وزيارته يحمل رسالة للعالم كله بأن القدس إسلامية تخص أكثر من مليار ونص المليار مسلم وليست قضية فلسطينية أو عربية فقط" ، وأضاف الوزير أن استمرار الموقف الرافض لزيارة القدس والاكتفاء بالشعارات والمزايدات والخطب الرنانة لن يدفع القضية خطوة واحدة للأمام على حد قوله، بل يمنح الفرصة كاملة لإسرائيل للانفراد بالشعب الفلسطينى وتنفيذ مخططاتها فى تهويد القدس والسيطرة على مقدراته وتهديد مقدساته".
وزير الأوقاف لم يكتف بهذا القول فقط ولكنه دعمه بالموافقة على تزويد السلطة الفلسطينية بالمناهج الدراسية التى يدرسها دعاة مصر فى الدورات التدريبية التى تقيمها الوزارة، كما وافق الوزير على إرسال عدد من الدعاة والقراء إلى رام الله فى شهر رمضان القادم، والنظر فى إرسال دعاة على مدار العام تحقيقا لما وصفه" رغبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن".
وإمعانا فى تأكيد موقفه الرافض لما اسماه" عزل القضية الفلسطينية" أكد زقزوق على ضرورة أن تكون القدس حاضرة فى الخطاب الدينى فى جميع أنحاء العالم الإسلامى، مشددا على ضرورة إحياء سنة الوقف الخيرى الذى يخصص ريعه لخدمة المقدسات الإسلامية فى القدس الشريف، كما أبدى الوزير استعداده للتحدث مع الدكتور أحمد الطيب لتسهيل إجراءات إلحاق بعض الدعاة الفلسطينيين فى الدورات التدريبية التى يقيمها الأزهر لوعاظ العالم الإسلامى.
زقزوق أنهى حديثه حول موقفه هذا بقوله: "إن إقبال الوفود الإسلامية الغفيرة على القدس لتثبيت الحق الإسلامى يمكن المسلمين من فضح إسرائيل أمام الرأى العام العالمى لأنها سترفض هذه الزيارات بما يثبت للعالم كله تعنتها ورفضها لحرية العبادة، كما أن هذه الزيارات ستسبب رواجا للاقتصاد المقدسى وليس الإسرائيلى كما يزعم البعض".